لقاء غير مجدٍ.. 180 دقيقة ضائعة بين سيؤول وطوكيو حول خلاف اقتصادي
يفترض أن يستغرق الاجتماع ساعتين لكنه استمر أكثر من ثلاث ساعات ولم يسفر عن نتيجة.
عقد موظفون في الحكومتين اليابانية والكورية الجنوبية اجتماعا استغرق ساعات، الجمعة، في طوكيو لمناقشة القيود التي فرضتها طوكيو على تصدير مواد كيميائية إلى سيؤول، وسط خلافات دبلوماسية تصاعدت في الأشهر الأخيرة.
وكان يفترض أن يستغرق الاجتماع ساعتين لكنه استمر أكثر من ثلاث ساعات ولم يسفر عن نتيجة، وأقرب لأن يكونوا 180 دقيقة ضائعة دون جدوى.
وظهر المحادثون في لقطات بثتها وسائل الإعلام اليابانية وهم يتبادلون النظرات حول طاولة صغيرة ولم يتبادلوا التحية في بداية اللقاء.
وتقرر عقد هذا الاجتماع الذي لم تسمه طوكيو "مناقشات" بل "جلسة استيضاح" بعدما أعلنت الحكومة اليابانية الأسبوع الماضي فرض قيود على تصدير منتجات كيميائية أساسية لصنع الشاشات وأنصاف النواقل، خصوصا لأجهزة التلفزيون والهواتف الذكية، إلى كوريا الجنوبية.
وقال موظف ياباني لوكالة فرانس برس: "أجبنا على كل أسئلتهم وأوضحنا أن هذه الإجراءات تستند إلى القواعد الدولية".
ولم يحظر تصدير هذه المواد إلى كوريا الجنوبية، لكن فرضت الحكومة اليابانية الحصول على موافقة مسبقة للقيام بذلك، ما يمكن أن يستغرق نحو تسعين يوما.
ويعتبر الكوريون الجنوبيون أن هذه الإجراءات هي عقوبات وأنها مخالفة للقانون الدولي. وهم يهددون بعرض الخلاف على منظمة التجارة العالمية.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، الأربعاء: "حكومتي تفعل ما بوسعها للتوصل إلى حل دبلوماسي لهذه المشكلة"، معبرا عن أمله في أن "تفعل الحكومة اليابانية الأمر نفسه". وأضاف: "لا يمكننا أن نستبعد أن يستمر هذا الوضع لفترة طويلة".
وقال توبايس هاريس المحلل في مجموعة "تينيو كونسالتنسي" الاستشارية إنه "بقدر ما يتفاقم الخلاف يصبح من الصعب على الرئيس مون أو رئيس الوزراء اليابانية شينزو آبي التنازل".
من جهة أخرى، حاولت الولايات المتحدة الأمريكية الوساطة بين طوكيو وسيؤول مؤخرا، وأعرب مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، الخميس الماضي، عن أمله في تعاون أفضل بين اليابان وكوريا الجنوبية، مع إثارة سيؤول مخاوف حول قيود وضعتها طوكيو على صادرات تعد حيوية لقطاع التكنولوجيا في كوريا الجنوبية.
وقالت سيؤول: إن كانغ كيونغ-وا، وزير خارجيتها، أثار الخلاف الآخذ بالتصاعد بين حليفي واشنطن خلال مكالمة هاتفية مع بومبيو.
وشدد بومبيو على "أهمية التعاون الثلاثي الأمريكي الياباني الكوري الجنوبي"، وفق ما أعلنت الخارجية الأمريكية التي أشار بيانها إلى كوريا الجنوبية باسمها الرسمي "جمهورية كوريا".
وتطرق بومبيو أيضا خلال حديثه الهاتفي مع كانغ إلى مساعي نزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، ومن المقرر استئناف الجهد الدبلوماسي بهذا الشأن، بعدما عبر الرئيس دونالد ترامب للمنطقة الحدودية منزوعة السلاح بين الكوريتين في 30 يونيو/حزيران الماضي.
وكانت اليابان أعلنت، الأسبوع الماضي، أنها ستوقف تصدير شحنات عاجلة من المواد الكيميائية التي تستخدمها الشركات الكورية الجنوبية في صناعة الشرائح الإلكترونية والهواتف الذكية.
- سيؤول تلمح للتدخل في سوق الصرف لمواجهة التوتر التجاري
- خلافات التجارة وأزمة بوينج تتصدران قمة "إياتا" في سيؤول
وجاءت خطوة طوكيو تعبيرا عن غضبها من حكم أصدرته محكمة كورية جنوبية يقضي بإلزام الشركات اليابانية بدفع تعويضات لعمال كوريين جنوبيين أجبروا على العمل قسرا خلال الحكم الاستعماري الياباني بين عامي 1910 و1945 في شبه الجزيرة الكورية.
وتقول اليابان إن الادعاءات المتعلقة بالفترة الاستعمارية، والتي تثير مشاعر قوية بين الكوريين، قد حلت عند توقيع طوكيو معاهدة عام 1965 لإقامة علاقات دبلوماسية مع سيؤول.
وأبلغ كانغ، بومبيو أن القيود التجارية اليابانية "لا تؤذي فقط الشركات الكورية الجنوبية لكنها تضر أيضا بنظام الإمداد العالمي"، وفق ما قالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية.
وأضاف في بيان: "هذا من غير المرغوب به في ضوء علاقات الصداقة والتعاون بين كوريا الجنوبية واليابان، والتعاون الثلاثي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان".
وتنتج شركتا "سامسونج إلكترونيكس" و"إس كاي هاينكس" الكوريتان الجنوبيتان ثلثي الشرائح الإلكترونية في العالم.
وقال المسؤول الكوري الجنوبي الرفيع كيم هيون-تشونغ خلال زيارة إلى واشنطن: إن الولايات المتحدة تريد محادثات ثلاثية رفيعة المستوى لحل الخلاف، وفق وكالة يونهاب.
ومن المقرر أن يلتقي بومبيو نظيريه الكوري الجنوبي والياباني نهاية الشهر خلال لقاء وزراء خارجية منظمة آسيان، إضافة إلى دول آسيوية أخرى في بانكوك.
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xNDcg جزيرة ام اند امز