مصر.. قصة "الفيروس الغامض" قاتل الأطفال

وزير الصحة المصري، أحمد عماد، أعلن أنه سيتم الكشف عن الفيروس خلال 3 أيام

في 9 مارس/آذار الجاري دخلت طفلة مصرية تدعى ملك محمد رضا، ذات العامين ونصف العام، إلى مستشفى حميات إمبابة، شمال الجيزة الملاصقة للقاهرة، ولم يستطع جسدها الصغير تحمل أعراض المرض الذي كان عبارة عن قيء وإسهال شديدين لتتوفى بعد يوم واحد من دخولها المستشفى دون أن يعرف الأطباء تشخيصا محددا لحالتها.

حالة هذه الطفلة سبتقها إصابة سيدة تبلغ من العمر 63 عاما بالأعراض نفسها، وتم حجزها في المستشفى ذاته، فضلاً عن إصابة 7 أشخاص من أسرة واحدة بأعراض المرض نفسها.

والمرض، الذي يعجز عن تشخيصه الأطباء في مصر حتى الآن، أطلق عليه إعلامياً "الفيروس الغامض"، وأصاب أسرة كاملة في منطقة شبرا الخيمة، شرق القاهرة، لكن وزارة الصحة المصرية، التي تكتمت لعدة أيام، عادت وأعلنت رسمياً عدد الإصابات والإجراءات الوقائية التي اتخذتها، لكنها قللت من خطورة الأعراض ودعت المواطنين إلى الاطمئنان وأن "ليس هناك ما يدعو للقلق".

وعلى مدار الأسبوع الماضي، شكلت الوزارة لجنة تقصي ميدانية، أفاد تقريرها المبدئي بأن المرض ظهرت أعراضه على 11 شخصاً وأدى إلى وفاة 3 أطفال منهم نتيجة نزلات معوية حادة مصحوبة بقيء شديد، بينما أصيب 7 آخرون، وهو ينتشر بين الأطفال وكبار السن.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية، الثلاثاء، الاستعانة بخبراء منظمة الصحة العالمية، لحل لغز الفيروس الذي تسبب في وفاة هؤلاء الأطفال، ورجحت وزارة الصحة أن تكون المبيدات الزراعية وراء هذه الإصابات.

وتسبب انتشار المرض الغامض في قيام الشركات والمؤسسات بمنح الأفراد المصابين إجازات مفتوحة، لحين الوصول إلى نتيجة معلومة بشأن هذا الفيروس، بالإضافة إلى منع الأطفال المصابين من دخول المدارس تجنباً لانتشار العدوي بين الطلاب.

وقالت الوزارة إنها شكلت لجنة من أساتذة الجامعات المصرية في مجال الصحة العامة والأطفال والسموم، بالإضافة إلى خبراء من وزارة الصحة في مجال الوبائيات والمعامل والحميات، حيث أوصت اللجنة بالاستمرار في أعمال التقصي الوبائي وأخذ المزيد من الفحوص المعملية والبيئية بحثاً عن أسباب ظهور هذه الأعراض على المرضى.

وقال الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، الإثنين، إنه سيتم إعلان نتائج التحاليل والكشف عن أسباب الإصابات خلال 3 أيام، بحد أقصى يوم الأحد المقبل.

وأضاف أن هناك 3 جهات عليا تسهم في الكشف عن أسباب الإصابة التي تعرضت لها أسر شبرا الخيمة، بالقاهرة، وهي وزارات التعليم العالي والدفاع والصحة، مؤكدًا أن الوضع لا يدعو للقلق نهائيًا وليس هناك أي وباء أو مرض أو عدوى تستوجب الطوارئ.

وأوضح "عماد الدين" أن هناك 3 وفيات لأطفال بسبب الإصابات التي تعرضت لها أسر شبرا الخيمة، مشيرا إلى أن هناك طفلة بمستشفى الجلاء العسكري تتلقى العلاج حتى الآن.

وأكد الوزير المصري أنه حتى الآن لم يتم الكشف عن الإصابة، وأن كل الجهات تعمل بنظام علمي من أجل الكشف عن أسباب الفيروس لضمان تقديم العلاج المناسب للأسر محل الإصابة وليس لخطورة الموقف، مضيفًا أنه تم رفع تقرير إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بالوضع.

مع اهتمام وسائل الإعلام بقصة "الفيروس الغامض" وتداوله على نطاق واسع لتحذير المواطنين منه حظي الأمر باهتمام الرئاسة المصرية، إذ اجتمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بالمهندس شريف إسماعيل، رئيس الحكومة، ووزير الصحة لبحث الواقعة.

وقال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن الرئيس تلقى تقريراً مبدئيا من وزير الصحة عن تطور الحالة الصحية للمواطنين الذين تعرضوا لنزلات معوية بمنطقة شبرا الخيمة، ووجه بتوفير الرعاية الصحية الكاملة لأفراد الأسرتين المصابتين، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم.

وذكر أن الرئيس تابع مع وزير الصحة حالة تلاميذ المدارس الابتدائية في سوهاج الذين أصيبوا بحالات إعياء، وقدم وزير الصحة تقريراً حول أعمال اللجنة التي وجه الرئيس بتشكيلها والإجراءات العلاجية التي تم اتخاذها.

وقال الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة المصرية ، إنه فور الإبلاغ عن أول حالة، هي لسيدة تبلغ من العمر 63 عاماً، تم حجزها بمستشفى حميات إمبابة، قامت الوزارة على الفور بتشكيل لجنة للتقصي الميداني الوبائي، وأفادت نتائجها بأن عدد من ظهرت عليهم الأعراض 11 شخصا.

وأضاف، بحسب وسائل إعلام مصرية، أن الأعراض تمثلت في قيء مفاجئ وإسهال شديد وألم بالبطن، وزادت شدة الأعراض في بعض الحالات، خصوصا بين الأطفال وكبار السن.