زيارة طحنون بن زايد إلى أمريكا.. محطة فارقة لشراكة عصرية متجددة

يبدأ الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني الإماراتي، زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة اليوم الإثنين.

ومن المقرر عقد سلسلة اجتماعات رسمية في البيت الأبيض مع كبار المسؤولين الأمريكيين، وتركز المباحثات على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية بين البلدين، إلى جانب مناقشة أبرز التحديات الإقليمية وسبل تطوير الشراكة الاستراتيجية التي تجمع دولة الإمارات والولايات المتحدة منذ عقود، وفقًا لوكالة الأنباء الإماراتية "وام".

شراكة متينة

قالت الخبيرة الاقتصادية هدى الملاح، إن زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان إلى الولايات المتحدة تحمل دلالات عميقة على متانة الشراكة الإماراتية - الأمريكية التي تمتد لعقود.

وأضافت لـ"العين الإخبارية"، أنه كون الإمارات أحد أبرز المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي، تأتي هذه الزيارة لتعزيز التعاون في الاقتصاد، التكنولوجيا، والطاقة، وهي قطاعات أساسية في التوجهات المستقبلية لكلا البلدين.

• الإمارات وأمريكا.. شراكة استراتيجية في قطاع الطاقة

وتمتد العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة لعدة عقود، وتشمل التعاون في مجالات الاقتصاد، التجارة، الطاقة، والتكنولوجيا. 

وتتجاوز قيمة الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة 35 مليار دولار، موزعة على قطاعات التكنولوجيا المتقدمة، الطاقة النظيفة، البنية التحتية، والصناعات التحويلية، ما يعكس التزام دولة الإمارات بدعم الاقتصاد الأمريكي وتعزيز حضورها العالمي.

في المقابل، بلغ حجم الاستثمارات الأمريكية في دولة الإمارات حوالي 9.4 مليار دولار خلال الفترة بين 2018 و2023، كما سجلت التجارة غير النفطية بين الجانبين نموًا ملحوظًا، إذ ارتفعت من 23.8 مليار دولار في 2022 إلى 39.5 مليار دولار في 2023.

تعزيز العلاقات

وأشارت الملاح إلى أن المحور الأساسي في هذه الزيارة يتمثل في توسيع الاستثمارات وتعزيز الشراكات الاستراتيجية، خاصة في ظل الأهمية المتزايدة للاقتصاد الرقمي والطاقة المستدامة، ما يعكس رؤية الإمارات الطموحة لأن تكون لاعبًا رئيسيًا في التحولات الاقتصادية العالمية.

وأكدت أن مناقشة التحديات الإقليمية بين الجانبين تعكس الدور السياسي الفاعل للإمارات في المنطقة، لا سيما في ظل المتغيرات الجيوسياسية والتحديات الأمنية، ما يعزز من مكانة أبوظبي كلاعب دبلوماسي مؤثر قادر على بناء التحالفات الاستراتيجية التي تخدم مصالحها ومصالح شركائها الدوليين.

• الإمارات وأمريكا.. تعاون بنّاء لمواجهة التحديات وتعزيز الأمن والاستقرار

مصالح مشتركة

ومن جانبه، ذكر عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والإحصاء والتشريع، وليد جاب الله، أن هذه الزيارة محطة مهمة في مسار العلاقات الإماراتية - الأمريكية، خاصة مع تصاعد المنافسة العالمية في مجالات التكنولوجيا والطاقة. 

وأضاف جاب الله لـ"العين الإخبارية"، أنه من المتوقع أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز فرص الاستثمار المشترك، وفتح آفاق جديدة للتعاون في القطاعات الحيوية، ما يدعم النمو المستدام لكلا البلدين.

ولفت إلى أن هذه الزيارة تأتي في وقت يشهد فيه العالم تحولات كبرى في الاقتصاد الرقمي والطاقة المستدامة، ما يجعل التعاون بين دولة الإمارات وأمريكا أكثر أهمية لمواكبة هذه التغيرات.

وتابع أن الملف الاقتصادي يبدو حاضرًا بقوة، فحجم الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة والتبادل التجاري المتنامي بين الجانبين يعكسان مدى ارتباط المصالح بين البلدين. 

• الإمارات وأمريكا.. علاقات اقتصادية راسخة وأرقام واعدة

لا تقتصر الشراكة الاقتصادية على الاستثمارات المباشرة، بل تشمل أيضًا تدفق الاستثمارات الأجنبية، حيث احتلت دولة الإمارات المركز الثاني عالميًا بعد الولايات المتحدة في عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة خلال عام 2023، بعدد 1323 مشروعًا جديدًا، بنسبة نمو 33% مقارنة بالعام السابق.

وخلال الأشهر التسعة الأولى من 2024، بلغ حجم التجارة البينية غير النفطية بين البلدين 28.3 مليار دولار، مسجلًا نموًا بنسبة 46.2% مقارنة بالفترة نفسها من 2019. 

كما وصلت قيمة الاستثمارات الإماراتية إلى الخارج خلال 2023 إلى 22.3 مليار دولار، ما يعزز دورها كمساهم رئيسي في الاقتصاد العالمي.