الخطر الأكبر على النساء.. إصابة واحدة بالرأس تهدد بالخرف
حين يتعرض الشخص لإصابة في الرأس، غالبًا ما يتعافى، لكنه بعد شهور أو سنوات قد يُعاني من آثار جانبية سيئة.
وأصبحت إصابات الرأس مصدر قلق رئيسي في الرياضات الاحترافية، إذ يشير العديد من الرياضيين المتقاعدين إلى آثار طويلة الأمد أعاقت حياتهم.
وحذّر علماء في دراسة حديثة من أنه كلما زاد عدد إصابات الرأس، زادت احتمالية إصابته بالخرف، وفقاً لموقع "studyfinds" الأمريكي.
وتشير أبحاث سابقة حول الخرف وإصابات الدماغ إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة به، مقارنة بالرجال، كما أن أصحاب البشرة السمراء بشكل عام معرضون لخطر أكبر مقارنة بالبيض.
وتشير هذه النتائج أيضاً إلى ارتباطات أقوى بين إصابات الرأس وخطر الإصابة بالخرف بين الأشخاص البيض، مقارنة بالسود.
كيفية الوقاية من إصابة الرأس
استعان الباحثون ببيانات من دراسة مخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات (ARIC)، والتي تهدف إلى الكشف عن الروابط بين إصابة الرأس والخرف على مدى 25 عاماً بين مجموعة متنوعة من السكان في الولايات المتحدة الأمريكية.
سابقاً كانت الإحصائيات الخاصة بإصابات الدماغ الرضية مقتصرة على مجموعات سكانية مختارة، مثل قواعد بيانات المطالبات العسكرية والطبية.
لكن النتائج الجديدة تظهر أنه مقارنة بالمشاركين الذين لم يتعرضوا لإصابة في الرأس، فإن تاريخ إصابة واحدة سابقة في الرأس يزيد من فرص الإصابة بالخرف بمقدار 1.25 مرة.
وارتبط تاريخ الإصابة مرتين أو أكثر في الرأس بأكثر من ضعف خطر الإصابة بالخرف مقارنة بالأفراد الذين ليس لديهم تاريخ من إصابات الرأس.
وبشكل عام، يمكن أن تنسب 9.5% من جميع حالات الخرف في أفراد الدراسة إلى إصابة واحدة سابقة في الرأس على الأقل.
وقالت الدكتورة أندريا شنايدر، الباحثة الرئيسية والأستاذ المساعد في علم الأعصاب بجامعة بنسلفانيا: "تعد إصابة الرأس عامل خطر كبير للإصابة بالخرف، ولكن يمكن الوقاية منه".
وتكشف البيانات المأخوذة من دراسة ARIC عن أدلة على أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالخرف نتيجة لإصابة في الرأس أكثر من الرجال.
وأظهرت الدراسة أيضاً أنه على الرغم من زيادة مخاطر الإصابة بالخرف المرتبطة بإصابة الرأس بين المشاركين البيض والسود، فقد كان هذا هو الحال بشكل خاص بالنسبة للمشاركين البيض.
ومن هنا، استنتج الباحثون أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم أسباب الفروق بين الجنسين بشكل أفضل في ارتباط إصابة الرأس باحتمال الإصابة بالخرف.
وقالت شنايدر: "بالنظر إلى الارتباط القوي بين إصابة الرأس والخرف، هناك حاجة مهمة للبحث المستقبلي الذي يركز على استراتيجيات الوقاية والتدخل التي تهدف إلى الحد من الخرف بعد إصابة الرأس".
وأضافت: "أدت نتائج هذه الدراسة بالفعل إلى العديد من المشاريع البحثية الجارية، بما في ذلك الجهود المبذولة للكشف عن أسباب الخرف المرتبط بإصابات الرأس، كما أننا نحقق في الأسباب الكامنة والملحوظة وراء الفروق الجنسية والعرقية في خطر الإصابة بالخرف المرتبط بإصابة في الرأس".
ونشرت نتائج الدراسة في Alzheimer’s & Dementia، مجلة جمعية ألزهايمر The Journal of the Alzheimer’s Association.
الخرف أو التدهور العقلي أو Dementia بالإنجليزية هو تدهور مستمر في وظائف الدماغ ينتج عنه اضطراب في القدرات الإدراكية مثل: الذاكرة والتفكير السليم، لذلك يفقد كثير من الذين يعانون من الخرف قدرتهم على الاهتمام بأنفسهم، ويصبحون بحاجة لرعاية تمريضية كاملة. ومن أكثر أسباب الخرف شيوعاً هو مرض ألزهايمر.