يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه اليوم بعد أن فاز خلال معركة مثيرة على جميع منافسيه من الحزب الجمهورى ثم فى مواجهة مرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون،
يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه اليوم بعد أن فاز خلال معركة مثيرة على جميع منافسيه من الحزب الجمهورى ثم فى مواجهة مرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون، محققاً بذلك مفاجأة سياسية كبرى لم يشهدها تاريخ انتخابات الرئاسة الأمريكية من قبل. وقد تصادف وجودى فى واشنطن خلال تلك الفترة حيث تابعت عن قرب ما أثاره الأمريكيون من مخاوف وتوقعات واستنتاجات حول العملية الانتخابية، سواء قبل حدوثها أو عقب إتمامها. وأدهشني هذا المناخ الانتخابي المشحون الذى لم أشهده من قبل إبان متابعتي انتخابات رئاسية سابقة، وذلك خلال فترات عملى مستشاراً فى سفارة مصر ثم سفيراً للجامعة العربية فى واشنطن.
ورغم فوز دونالد ترامب بالرئاسة بعد هذه المعركة الطاحنة مع هيلارى كلينتون، فقد كان رأى أغلب الأمريكيين أنه لأول مرة فى تاريخ الانتخابات تبين أن كلا المرشحين دون المستوى المطلوب وبالتالى انحصر خيارهم فى تأييد المرشح الأقل سوءا.
وقد سبق لى الالتقاء بدونالد ترامب عام 2000 فى مدينة أتلنتك سيتي التى أسهم فى بناء العديد من الملاهي والكازينوهات فيها، وحينما تعرف على هويتى أشاد بمصر ذات التاريخ العريق والحضارة القديمة فدعوته لزيارتها وربما الاستثمار فيها، وكان ترامب قد ترشح فى الانتخابات الرئاسية التى جرت ذلك العام عن حزب الإصلاح، فسألته عن فرص نجاحه كرجل أعمال يخوض تلك الانتخابات لأول مرة، فأجاب ضاحكاً أنه لا يولى لأمر ترشيحه اهتماماً كبيراً إذ يعتبره من قبيل التسلية فقط! وأدركت حينئذ أنه أقدم على هذا الترشيح كبالون اختبار وسعياً للشهرة التى قد يعتمد عليها يوماً ما من أجل الوصول إلى البيت الأبيض كما تذكرت المقولة أن صاحب المال يبغى السلطة دائماً فى حين أن صاحب السلطة يبغى المال ... أما هيلارى كلينتون فقد التقيت بها وزيرة للخارجية مراراً إبان زيارات كبار المسئولين العرب إلى واشنطن وكذا خلال استضافتها فى مقر الخارجية الأمريكية لسفراء الدول والمنظمات الإسلامية بمناسبة شهر رمضان المبارك. وكانت تتباهى دائماً بأنها أول زوجة لرئيس أمريكى تقر علناً بحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم. إلا أنني لاحظت تراجعها خلال حملتها الانتخابية عن الإفصاح عن مساندتها الحقوق الفلسطينية أو لوم تعنت إسرائيل وذلك حفاظاً على تأييد اللوبي اليهودى القوى لحملتها، فى الوقت الذى أقدم منافسها الديمقراطى البروفيسور اليهودى برنى ساندرز على المناداة بانتهاج الولايات المتحدة موقفاً عادلاً ومتوازناً إزاء التعامل مع النزاع الفلسطينى الإسرائيلى
وقد واجهت هيلارى كلينتون منذ بداية حملتها اتهامات بأنها أخفت استخدام جهازها الخاص فى تبادل رسائل إلكترونية ذات طابع سرى ورسمى، وأنها استغلت علاقاتها بوول ستريت فى الإثراء الفاحش، ثم تورطها فى مؤسسة زوجها بيل كلينتون التى تلقت دعماً مالياً من حكومات أجنبية عديدة، هذا فضلاً عن تأييدها قرار جورج بوش شن حرب العراق، ومسئوليتها عن قصور الإجراءات الأمنية الذى أسفر عن وفاة سفير الولايات المتحدة فى بنغازى. فى مقابل ذلك كانت هيلارى كلينتون أول سيدة فى استطاعتها تولى منصب رئاسة الولايات المتحدة، كما أنها تمتعت بخبرة سياسية ودبلوماسية واسعة مما قد أهلها لهذا المنصب الرفيع، ثم إنه كان متوقعاً أن تواصل توجهات إدارة أوباما نحو القضايا الداخلية والخارجية خاصة فى مجال الرعاية الطبية والتجارة الدولية وحماية البيئة والاتفاق النووى مع إيران والعلاقات مع كوبا ... إلخ، أما دونالد ترامب فواجه تحديات تتعلق بانعدام خبرته فى شئون الدولة والسياسة الخارجية، وسوء سمعته بسبب مغامراته النسائية، وتهربه من سداد الضرائب، فضلاً عن إهانته للمرأة والأقليات خاصة المكسيكية والمسلمة، ثم إعلان نيته التخلي عن حلفائه فى حلف الأطلنطى، وإلغاء الاتفاق النووى مع إيران، والانسحاب من اتفاقات التجارة الدولية واتفاق باريس حول المناخ، وإيقاف التطبيع مع كوبا ... إلخ، ومن ناحية أخرى مثل ترامب رجل الأعمال الناجح ، الخبرة الاقتصادية الواسعة، والقائد القوى العازم على إعادة بناء بلاده والدفاع عن مصالحها والتصدي للإرهاب بقوة وحسم والحيلولة دون الإبقاء على المهاجرين الأجانب غير الشرعيين وفرض القيود على دخول المسلمين والمكسيكيين.
وفى ظل هذه المعركة الانتخابية الشعواء سعى الطرفان المتنازعان إلى الحصول على دعم الأقليات الدينية والعرقية، وقد علمت من قيادات المنظمات العربية الأمريكية التى كانت تربطنى بها علاقات عمل وصداقة أن قرابة سبعين بالمائة من العرب الأمريكيين فضلا عن الجاليات المسلمة قد ساندوا المرشحة الديمقراطية رغم مواقفها من الشرق الأوسط، وذلك من منطلق تخوفهم من خطاب ترامب ونقده اللاذع بل تهديده جميع الأقليات ذات الأصول العربية والإسلامية، أما الأقلية اليهودية التى تميل تاريخياً إلى الحزب الديمقراطى فقد أيد عدد كبير منهم المرشحة الديمقراطية، وإن قاموا بتوزيع الأدوار حرصاً منهم على إبقاء قنواتهم مفتوحة مع الجميع، فقام الملياردير حاييم صبان ذو الأصول المصرية بمساندة حملة المرشحة الديمقراطية كلينتون فى الوقت الذى قام فيه الملياردير شلدون إيدلسون الصديق الحميم لرئيس الوزراء الإسرائيلى بدعم حملة المرشح الجمهورى ترامب. ومن أهم نتائج فوز ترامب بالرئاسة ذلك التحول الذى حدث فى الحزب الجمهورى الذى ينتمى إليه، فقد التفت حوله جميع قيادات حزبه، بما فيه بول ريان رئيس الأغلبية الجمهورية فى مجلس النواب الذى كان قد انتقده بشدة من قبل، وذلك بعد أن كانت تلك القيادات قد تخلت عن تأييد ترامب خلال الحملة الانتخابية مما عمق فى حينه من خلافات الجمهوريين ومزق حزبهم، وكان من الطبيعى أن يشهد الحزب الديمقراطى الذى تنتمى إليه كلينتون ذات المأزق عقب خسارتها للانتخابات، إذ بدأ التساؤل فى أوساط الحزب عن أسباب هزيمته والأخطاء التى ارتكبتها مرشحته، وما إذا كان من الأجدى لو تم ترشيح شخصية بديلة كجون بايدن نائب الرئيس أوباما، وما هو المصير المنتظر للحزب، ومدى تأثير الجناح اليسارى بزعامة برنى ساندرز على توجهاته المستقبلية. ولعل من أهم وأخطر عواقب ذلك الاكتساح من قبل الحزب الجمهورى أنه أصبح لقيادته القدرة على تعيين قاض فى المحكمة الأمريكية العليا ينتمى إلى فكرهم القانونى وقيمهم المحافظة مما يرجح كفة المحافظين بين قضاة المحكمة، ذلك الجهاز القضائى الذى يتسم بهيبته وتأثير واسع فى الحياة الأمريكية وكان السؤال المطروح فى ختام عملية الانتخاب، ما هو سر فوز ترامب رغم أن جميع التكهنات والاستطلاعات كانت تشير إلى تراجع شعبيته خلال الحملة الانتخابية، والواقع أن ترامب شخصياً لم يتوقع هذا الفوز الساحق، مما دعاه إلى التشكيك مراراً فى نزاهة العملية الانتخابية والإعلان عن احتمال عدم إقراره بنتائجها. وفى تقديرى أن هناك مجموعة من العوامل أدت إلى تلك المفاجأة غير المتوقعة التى تم تشبيهها بمفاجأة قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبى أو البركسيت، ولعل من بينها مهارة ترامب فى استخدام الخطاب الشعبوى وإظهار تعاطف مع تلك الفئة من الطبقة العاملة من البيض الساخطة على النخبة السياسية الحاكمة فى واشنطن والمتطلعة إلى تغيير جذرى فى قيادة البلاد وسياساتها مما قد يحسن من أوضاعهم المعيشية ويحافظ على وظائفهم ويؤمنهم من مخاطر الإرهاب، وكان الشعار الجذاب الذى رفعه ترامب فى صلب خطابه هو زأمريكا أولاً، رافضاً معالم العولمة وفتح حدود بلاده أمام الهجرة وتحمل أعباء الإنفاق على شركائها والدفاع عن حلفائها والالتزام باتفاقات دولية لا تحقق مصالحها الذاتية ... إلخ، أضف إلى ذلك براعة ترامب الخطابية وسرعة بديهته ونجاحه فى استغلال الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى فى بناء شهرته والإعراب عن آرائه وطرح رؤيته، وقد أسهم ذلك كله فى تغلبه على جميع منافسيه من أقطاب الحزب الجمهورى ثم الانتصار على منافسته من الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون، أما هذه الأخيرة فقد دفعت ثمن اعتماد حملتها على شعار التواصل والبناء على الإنجازات التى تحققت فى عهد إدارة الرئيس أوباما الديمقراطية، متجاهلة تطلع الناخبين إلى التغيير فى أعقاب ثمانى سنوات من حكم الحزب الديمقراطى. على الرغم من ذكاء هيلارى كلينتون وخبرتها الطويلة سواء كزوجة لرئيس الجمهورية السابق بيل كلينتون أو لعضويتها فى الكونجرس أو توليها منصب وزير الخارجية، فإنها فقدت ثقة كثير من الناخبين الذين راودتهم الشكوك حول أمانتها ونزاهتها وهو أمر استغله ترامب لأقصى حد فى حملته ساعياً إلى تشويه سمعتها، مما تمخض عنه تخلى عدد من أنصارها عن تأييدها بما فى ذلك النساء المتضامنات معها ولعل اللغز وراء خطأ توقعات استطلاعات الرأى حول نتيجة الانتخابات والفائز بها يكمن فى صعوبة معرفة عدد الناخبين من مختلف الأحزاب والفئات والطوائف الذين سوف يقررون الذهاب إلى صندوق الانتخاب للإدلاء بأصواتهم فى يوم الانتخاب نفسه. وكانت المفاجأة أنه فى هذا اليوم امتنع العديد من الناخبين المنتمين إلى أقليات الحزب الديمقراطى من السود واللاتينيين والآسيويين وغيرهم عن الإدلاء بأصواتهم، بينما خرج ناخبو الحزب الجمهورى من اليمينيين البيض بقوة وحماس ساعين إلى تغيير الوضع السياسى القائم.
ورغم عدم وضوح الرؤية إزاء نياته، فقد خلصت من خلال متابعتي لتصريحات ترامب وأحاديثي مع العديد من الأمريكيين أنه من المرجح إقدام الرئيس المنتخب على طي صفحة الماضى واتخاذ مبادرات ترسخ مبدأ التغيير والتطوير داخلياً وخارجياً. ففي المجال الداخلى من المتوقع قيامه بخفض الضرائب على الأنشطة المالية والتجارية ورفع القيود المفروضة عليها، وتغيير مشروع أوباما حول التأمين الصحى أو تعديله، والتوسع فى مشروعات تطوير البنية التحتية، وإلغاء بعض إجراءات الحفاظ على البيئة وتعزيز القدرات العسكرية والنووية الأمريكية، وتقييد الهجرة من الخارج، وإقامة حاجز على الحدود مع المكسيك، وطرد المهاجرين غير الشرعيين، ومنع دخول المسلمين المهددين للأمن الداخلى مع فرض رقابة على المقيمين منهم. أما فى المجال الخارجى فالتوقع هو سعيه إلى تحسين علاقاته مع الاتحاد الروسى، وممارسة الضغوط على الصين الشعبية، وإعادة التشدد مع كوبا، وتطوير الاتفاق النووى مـع إيران من خلال دعم آليات الرقابة والتفتيش مع إبقاء العقوبات المفروضة عليها، وإنهاء ارتباطه بالاتفاقات المتعددة الأطراف حول حرية التجارة واستبدال اتفاقات ثنائية بها.
وحول الشرق الأوسط، فمن المنتظر تعزيز علاقاته مع الدول المحاربة للإرهاب وفى مقدمتها مصر، والامتناع عن تغيير الأنظمة، ومواصلة العلاقات الحميمة مع إسرائيل بل تعزيزها، ومحاولة استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتمسك بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وفق وعوده الانتخابية رغم خشيته تنفيذ ذلك تحسباً لرد فعل العالم الإسلامى، وسوف تعد القضية الفلسطينية وما تشهده من بوادر تحيز ترامب السافر للمواقف الإسرائيلية أكبر تحد ستواجهه الدول العربية فى تعاملها مع الإدارة القادمة. ويمكننا التساؤل كيف تعاملت مصر مع صعود ترامب إلى قمة الرئاسة وانعكاس ذلك على علاقاتها مع الولايات المتحدة ومصالحها الداخلية والخارجية. لقد سعدنا بأن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان أول رئيس دولة يتصل بترامب مهنئاً فى الساعة الثالثة صباحاً بتوقيت واشنطن عقب الإعلان عن فوزه وبينما كان واقفاً على منصة الفوز يشكر أنصاره ومؤيديه وكان هذا الاتصال تهنئة للشعب الأمريكى أيضاً باختيار رئيسه الجديد، وتأكيداً لتطلع مصر إلى بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الولايات المتحدة مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. واغتناما لفرصة قرب تولى الإدارة الجديدة ومراجعة السياسة الأمريكية قامت القاهرة بتحرك سريع ونشط من خلال زيارة وزير الخارجية سامح شكرى إلى واشنطن لنقل رسالة مهمة إلى الإدارة الانتقالية وأعضاء الكونجرس مفادها التذكير بخصوصية وإستراتيجية العلاقات المصرية الأمريكية وإبداء الاستعداد للتعاون مع الإدارة ومختلف دوائر صنع القرار فى واشنطن من أجل تعزيز السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، مع تأكيد أهمية دعم الولايات المتحدة لمصر فى محاربة الإرهاب ومساندة برنامجها للإصلاح الاقتصادى والاجتماعى وتفيد جميع المؤشرات تجاوب الجانب الأمريكى مع الطرح المصرى باعتبار مصر حليفاً استراتيجياً مهما للولايات المتحدة فى المنطقة العربية والإفريقية وشريكاً رائداً فى مكافحة الإرهاب وفى تقديرى أنه لكى يثمر تحركنا مع الإدارة الجديدة فلابد أن تتواصل وتتكاثر زيارات الوفود المصرية الرسمية وغير الرسمية إلى الولايات المتحدة، على ألا تقتصر على إجراء لقاءات مع كبار المسئولين الأمريكيين بل تبدى اهتماماً أيضاً بالتحاور مع ممثلى الإعلام ومراكز الأبحاث والقطاع الخاص والمجتمع المدنى وجماعات الضغط حيث إن لديها جميعاً دوراً فى تشكيل الرأى العام الأمريكى والتأثير على موقف أصحاب القرار.
وختاماً فقد شاء القدر أن يتربع دونالد ترامب على عرش أقوى دولة فى العالم ورغم قدرته على ممارسة جميع سلطاته وفق النظام الرئاسى لبلاده، فإن الولايات المتحدة لا تزال دولة مؤسسات تلعب فيها جهات عديدة دوراً فى تشكيل القرار كمستشاري الأمن القومى والكونجرس ووزارة الدفاع والخارجية والأجهزة الأمنية والمؤسسات المالية والتجارية وجماعات الضغط.. إلخ. وقد صعد ترامب إلى السلطة بفضل تبنيه أيديولوجية التيار اليمينى المحافظ المتصاعد عالمياً الذى يناهض العولمة وينتهج توجهاً انعزالياً ويحرص على الحفاظ على الهوية الغربية الدينية والعرقية. وفى نهاية المطاف هناك مصالح استراتيجية أمريكية يتحتم على أى إدارة أن ترعاها وتحققها بصرف النظر عن الأيديولوجية التى تؤمن بها وتنتمي إليها.
والحقيقة أن ترامب يواجه مهمة صعبة نظراً لقلة خبرته كرجل دولة وعدم ممارسته السلطة من قبل، هذا فضلاً عن التحديات العديدة التى تقف أمامه داخلياً وخارجياً، وإن كانت مهمته الأولى والأهم سوف تنحصر فى لم الشمل وتوحيد الشعب الأمريكى الذى بات يعانى انقساما عميقا فى الرأى والتوجه والقيم، وهو وضع لم يشهده المجتمع الأمريكى من قبل.
وإلى حين بلورة إدارة ترامب سياسة خارجية جديدة واضحة المعالم والأهداف، فعلى الدول العربية عامة أن تحذو حذو مصر وتبادر إلى تحديد مطالبها من الإدارة المقبلة وطرح رؤيتها لقضايا المنطقة، آملين أن تنتهج تلك الإدارة سياسة أكثر حكمة وعدلاً إزاء شعوبنا ومطالبها المشروعة.
*نقلاً عن "الأرهرام"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة