يعي الدكتور حيدر العبادي وكل السياسيين العراقيين «النظيفين» وغير المرتبطين بأي ولاء خارجي يعمل على فرض نفوذه على العراق والعراقيين
يعي الدكتور حيدر العبادي وكل السياسيين العراقيين «النظيفين» وغير المرتبطين بأي ولاء خارجي يعمل على فرض نفوذه على العراق والعراقيين أن السياسيين في العراق الذين فرض عليهم بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003م حصر التعامل مع من يرتبطون بولاءات أجنبية كان لملالي إيران النصيب الأكبر، وطبعاً لمن كانوا يساندون الاحتلال الأمريكي والذين كانوا هم من رتبوا لغزو العراق واحتلاله، ومن بين هذه الفئات الكثير من السياسيين الشيعة والعرب السنة والأكراد.
وقد أدت مواجهة الاحتلال الأمريكي إلى إبعاد واستبعاد السياسيين الوطنيين الذين فضلوا مواجهة الاحتلال الأمريكي والنفوذ الإيراني، إلى تنامي فئة «السياسيين العملاء» وهم المرتبطون بإيران أو أمريكا، وهو ما جعل هؤلاء السياسيين يعملون على صناعة دستور عراقي يتوافق مع مصالحهم الطائفية والعرقية الفئوية التي يعاني منها العراق، والتي برزت أولى مشاكله في مسألة الاستفتاء الكردي وما آل عليه من «قتال» بين الأكراد والشيعة الذين استعانوا بالحليف الإيراني.
هدف حيدر العبادي والسياسيين العراقيين من تفعيل مادة منع المنتمين للمليشيات من خوض الانتخابات البرلمانية الحيلولة دون وصول نواب ممثلين لمليشيات عميلة لدولة أخرى، يشكلون في حالة فوزهم ضغطاً يجعل العراق ينحرف سياسياً ويصبح تابعا للدولة التي تتبعها تلك المليشيات
مشاكل العراق من دستور المحاصصة الطائفية والعرقية لم تنتهِ ولا يمكن أن تنتهي إلا إذا جرى إصلاح مواده وجعله دستوراً يخدم مصلحة كل العراقيين، وليس موجهاً ضد طائفة وتمييز طائفة أخرى ومجاملة فئة عرقية، وحتى يأتي ذلك اليوم ستظل المشاكل تظهر وتتفجر حتى بين سياسي الطائفة الواحدة، والتي بدأت تظهر على السطح العراقي بعد اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة، إذ أعلن الدكتور حيدر العبادي تمسكه بالدستور العراقي الذي يلزم أي مرشح بعدم الارتباط بأي مليشيا أو تنظيم عسكري، وأنه لا يجوز ترشيح من ينتمون أو يقودون تنظيمات عسكرية أو أذرعة مسلحة للأحزاب السياسية لأي انتخابات، سواء برلمانية أو محلية.
ومعنى هذا يلزم على قادة ومن ينتمون لمليشيات الحشد الشعبي أن يعلنوا عن استقالتهم من هذه المليشيات، وهم الذين كانوا يخططون لتكوين كتلة من أعضاء الحشد الشعبي للسيطرة على البرلمان العراقي، وهم بالتحديد هادي العامري قائد مليشيات بدر، وأبومهدي المهندس، وقيس الخزعلي، وفالح فياض، والذين لا يخفون تحالفهم مع نوري المالكي الذي يدير المؤامرات ضد حيدر العبادي والساسة الشيعة الذين يعملون على تنظيف السياسة العراقية من العمالة لإيران.
هدف حيدر العبادي والسياسيين العراقيين من تفعيل مادة منع المنتمين للمليشيات من خوض الانتخابات البرلمانية الحيلولة دون وصول نواب ممثلين لمليشيات عميلة لدولة أخرى، يشكلون في حالة فوزهم ضغطاً يجعل العراق ينحرف سياسياً ويصبح تابعا للدولة التي تتبعها تلك المليشيات، وهو بالضبط ما يفعله حزب الله اللبناني الذي أوصل وزراء ونوابا للبرلمان يمثلون وجهة نظر ملالي إيران، مما جعل لبنان رهينا للسياسة الإيرانية وسلب اللبنانيين الشرفاء استقلالية القرار الوطني.
هدف حيدر العبادي والسياسيون العراقيون من تفعيل مادة منع المنتمين للمليشيات من خوض الانتخابات البرلمانية الحيلولة دون وصول نواب ممثلين لمليشيات عميلة لدولة أخرى، يشكلون في حالة فوزهم ضغطاً يجعل العراق ينحرف سياسياً ويصبح تابعا للدولة التي تتبعها تلك المليشيات.
نقلا عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة