نظرة على تاريخ الشعوب من نوافذ مبان مهجورة
لورنس جوفي يقول إن الأماكن التي أدرجها في كتابه تمنح القارئ نظرة عبر التاريخ لأن رؤية مكان مهجور يعطي شعورا بمصائر الأمم والشعوب.
من صحراء السودان حتى هيكل دير ويتبي القوطي، شمال يوركشاير في إنجلترا، ستندهش من كم الأماكن التراثية والتاريخية المهجورة التي يمكن أن تجدها حول العالم، والتي رصد بعض منها كتاب "أماكن مقدسة مهجورة".
في كتابه الجديد، يستكشف المؤلف لورنس جوفي المقابر والكاتدرائيات والكنائس والمساجد والكنس اليهودية والأضرحة التي أفسدها الزمن لكن حاولت الطبيعة الإبقاء عليها بصورة ما.
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قال جوفي إن الصور التي أدرجها في كتابه لا تلفت نظر القارئ بسبب جمالها المذهل فقط، بل إنها تمنحه أيضاً نظرة ثاقبة عبر تاريخ العالم، مضيفاً أن رؤية مكان مهجور من شأنها أن تعطيك شعوراً بمصائر الأمم والشعوب.
وحسب تقرير الشبكة الأمريكية، عمل جوفي مع فريق من دار النشر البريطانية أمبر بوكس Amber Books لجمع مجموعة من المواقع الدينية التي تحولت من مبانٍ من صنع البشر إلى تكوينات طبيعية في أماكن مهجورة.
وأوضح المؤلف أنه يمكن أن تصبح أماكن العبادة مهجورة ومتضررة للعديد من الأسباب؛ مثل تغيير العقيدة أو الاحتلال والحروب وجرائم الإبادة الجماعية أو الإفلاس أو الزلازل والكوارث الطبيعية. لافتاً إلى أنه عثر على العديد من الكنائس المغمورة تحت المياه أثناء رحلته الاستكشافية لتحرير كتابه.
ومن أبرز وأروع صور المعالم الدينية المهجورة التي وردت في كتاب جوفي تلك التي تظهر فيها كنيسة مبنية على الطراز الرومانسكي تعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي، والتي عثر عليها في بحيرة ريجنسي بجنوبي تيرول في إيطاليا.
حفرت البحيرة صناعياً في عام 1950، وغمرت القرية الإيطالية التي طالما كانت هناك بالمياه عن عمد.
ويزين غلاف كتاب "أماكن مقدسة مهجورة" صورة ستونهنج الشهيرة في إنجلترا، وبتصفح الكتاب تجد صوراً لمعابد باجان البوذية في ميانمار ومقابر مصرية قديمة، هذا بالإضافة إلى دير تينترن في ويلز والخزنة في البتراء بالأردن والكنيس البلغاري في فيدين الذي هجر عقب الحرب العالمية الثانية بعد فرار اليهود البلغاريين.
وكل صورة تحمل في طياتها قصة فهي لا تعبر فقط عن مبنى لكن تعكس حكاية مجتمع كامل أعتاد أهله أن يتعبدوا في هذه الأماكن، أو تعبير عن القوة السياسية والحكم كما هو الحال في أمريكا الجنوبية، على حد قول المؤلف.