عباس يخوض معركة دبلوماسية في مجلس الأمن قبل خطابه
عباس سيخاطب العالم من منصة مجلس الأمن، وفي جعبته هذه المرة "300 خرق" للقانون الدولي.
متسلحا بتأييد عربي وإسلامي وأفريقي، ذهب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى نيويورك وفي جعبته ما سيقوله بشأن خطة السلام الأمريكية المعروفة بـ"صفقة القرن".
ومن المرتقب أن يقدم الفلسطينيون، في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، مشروع قرار للتصويت عليه في مجلس الأمن ضد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
- وثيقة فلسطينية ترصد 300 تجاوز قانوني في "صفقة القرن"
- رسميا.. إسرائيل تمنع تصدير المنتجات الفلسطينية للعالم
وسبق للرئيس الفلسطيني الرافض لخطة السلام التي كشف النقاب عنها، الشهر الماضي، أن حظي بدعم من جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي، والتي رفضت بالإجماع الصفقة.
لكن دولا رئيسية عدة أعضاء في مجلس الأمن الدولي لا تبدي معارضة صريحة لموقف الولايات المتحدة التي أعلن رئيسها دونالد ترامب الخطة بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي هذا الصدد، قال مسؤول فلسطيني مرافق للرئيس عباس إن الأخير "سيضع الحقائق على طاولة مجلس الأمن الدولي، وسيطلب من الدول الأعضاء بتطبيق القرارات التي أقروها".
وأضاف المسؤول في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "صحيح أن الرئيس يخاطب الدول الأعضاء في مجلس الأمن، لكنه من منصة هذا المجلس سيخاطب العالم أجمع".
ولفت إلى أن كلمة عباس ستتضمن "أسباب رفض الخطة الأمريكية، لكنه سيقول بالمقابل إنه مع السلام من خلال آلية دولية تقود المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل على أساس قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة لعملية السلام بما يقود إلى إقامة دولتين".
وإلى جانب المواقف التي حصل عليها الفلسطينيون من الدول العربية والإسلامية والأفريقية،خلال الأسبوعين الماضيين، فإن معركة دبلوماسية حقيقية تجري في مجلس الأمن بعيدا عن الأضواء.
وفي هذا السياق، تحدث دبلوماسي فلسطيني لـ"العين الإخبارية" قائلا: "نعلم أن الحصول على موقف إجماعي في مجلس الأمن ليس سهلا، لكننا حاولنا من خلال طرح عناصر تصلح لقرار في المجلس، وقلنا إننا إذا ما حصلنا على إجماع عليها فإننا سنقدم مشروع قرار".
ومضى في حديثه "تم التوصل إلى صيغة جرى عليها تعديلات عديدة بناء على طلب الدول الأعضاء في مجلس الأمن، من أجل ضمان تأييد أوسع، غير أن واشنطن كانت لنا بالمرصاد وتحركت ضدنا لضمان رفض أي صيغة تُقدَم".
ووفق الدبلوماسي نفسه الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لحساسية موقعه "أبلغت واشنطن الدول الأعضاء أنها ستوافق فقط على صيغة تؤيد الخطة الأمريكية ولا تذكر إطلاقا حدود 1967 أو الاستيطان أو الضم، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة أرادت صيغة على مقاسها وهو ما لا يمكن القبول به بأي حال من الأحوال".
وفي حال لجأت الولايات المتحدة إلى استخدام حق النقض الفيتو أم لا، فمن المؤكد -حسب المسؤول نفسه- أن الفلسطينيين سيتوجهون إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة "للحصول على تأييد لقرار جديد بأغلبية واضحة".
وتشترط قواعد مجلس الأمن المتعلقة بعقد جلسة خاصة للتصويت على مشروع أي قرار، أن يتم وضعه باللون الأزرق لمدة 24 ساعة، قبل الدعوة للتصويت عليه.
ويعني مصطلح اللون الأزرق أن مشروع القرار لا يجوز إدخال أي تعديلات أو تغيير في صياغته، وذلك لمدة 24 ساعة على الأقل قبل الدعوة للتصويت.