قضية عبد الصمد ناصر.. مذيع الجزيرة من "ساحة العمل" لـ"التراشق السياسي"
أزمة جديدة ثارت عبر قناة "الجزيرة" القطرية، بطلها الإعلامي المغربي عبدالصمد ناصر، الذي قالت نقابة الصحافة المغربية إنها طردته بعد تغريدة.
ورغم عدم صدور أي تأكيد رسمي من القناة حول فصل الإعلامي، إلا أن الواقعة أخذت منحنى تصاعديا خاصة من قبل النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وبعض المنظمات الحقوقية المغربية، ومغردين من البلدين.
وانتقلت القضية من واقعة فصل قناة لإعلامي (صلة بين موظف ومكان عمله) -إن صحت رسميا- إلى حرب تغريدات سياسية وتراشق بين مغردين من المغرب والجزائر.
وانتقد مغردون على "تويتر" التراشق الإلكتروني التي اشتعل على خلفية إقالة المذيع المغربي، معتبرين أن إقالة قناة إعلامية مذيعا أخذ منحنى متصاعدا لا يستدعيه، وتحول من مشكلة داخلية بين إعلامي في قناة وإدارتها إلى حملة تراشق سياسي بين بلدين جارين.
وكان ناصر، الذي يعمل كمذيع في "الجزيرة" منذ مايو/أيار 1997، قد نشر تغريدة قبل نحو شهر وتحديدا في 30 أبريل/نيسان الماضي احتوت على مقطع فيديو من قناة رسمية جزائرية، قال إنه يتضمن إساءات لبلاده ونسائها، موجها انتقادات شديدة اللهجة لإعلام الجزائر الرسمي تضمنت إساءات أيضا.
غضب مغربي
القرار، الذي لم يتم تأكيده رسميا، خلف موجة غضب في المغرب، وأصدرت عدة جهات صحفية وحقوقية بيانات ومواقف عبر مواقع التواصل الاجتماع في المغرب، تعرب جميعها عن تضامنها مع الإعلامي المغربي.
وفي هذا الإطار، أصدرت الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، بيانا للتضامن مع الإعلامي المغربي عبدالصمد ناصر بعد طرده من قناة "الجزيرة" القطرية، بحسب المنظمة.
واعتبرت أنه "رفع الستار" عما وصفته بـ"تحكم اللوبي الجزائري في إدارة القناة بمنطق التضييق على الحقوق والحريات الأساسية المعترف بها دوليا"، بحسب وصفها.
جاء هذا البيان بعد يومين من بيان أصدرته النقابة الوطنية للصحافة المغربية، الخميس، أعربت فيه عن تضامنها المطلق وغير المشروط مع الصحفي عبدالصمد ناصر جراء الطرد التعسفي الذي تعرض له من قناة "الجزيرة".
وأوضحت النقابة المغربية أنها "سارعت إلى القيام بالتحريات اللازمة والضرورية حول القرار المثير الذي اتخذته إدارة قناة الجزيرة".
وأضافت النقابة: "اتصل المدير العام للقناة بعبدالصمد ناصر واستقبله بمكتبه، وطالبه بحذف التغريدة أو تعديلها على الأقل، بما لا يفهم منه إساءة إلى الدولة الجزائرية، وأنه في حال الرفض سيكون مضطرا لاتخاذ إجراء إداري رادع".
وأشارت إلى أن "عبدالصمد تمسك برفض التجاوب مع الطلب، والتأكيد على أن التغريدة تدخل في صميم ممارسة حرية التعبير في فضاء لا يعني قناة الجزيرة".
واعتبرت النقابة أن الأمر يتعلق بما وصفته "وجود لوبي جزائري داخل القناة وخارجها يدير هذه اللعبة"، بحسب وصفها.
وأعلنت النقابة أنها "ستوجه مذكرة احتجاجية إلى إدارة قناة الجزيرة، وإلى مركز حرية الصحافة التابع لها، وبأنها ستخاطب الفيدرالية الدولية للصحفيين والاتحاد العام للصحفيين العرب، فضلا عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر مكتب الجزيرة بالرباط في موعد قريب".
لا تأكيد رسمي
ولم يصدر بيان رسمي من قناة "الجزيرة" لتأكيد أو نفي إقالة مذيعها عبدالصمد ناصر، وأسباب ذلك أو الرد على الاتهامات التي وجهت لها من قبل منظمات حقوقية وإعلامية مغربية.
كما لم يعلق الإعلامي المغربي صراحة عن حقيقة إقالته وأسبابها، واكتفى للتلميح لذلك عبر تغريدات على حسابه في موقع تويتر.
انتقادات للتراشق
وانتقد مغردون على "تويتر" التراشق الإلكتروني التي اشتعل على خلفية إقالة المذيع المغربي، معتبرين أن إقالة قناة إعلامية لمذيع أخذ منحنى متصاعدا لا يستدعيه وتحول من مشكلة داخلية بين إعلامي في قناة وإدارتها إلى حملة تراشق سياسي بين بلدين جارين.
ومن أبرزهم عبدالله الخاطر، الذي غرد قائلا: "هل من أملٍ في وحدةٍ عربية، إذا كانت نتيجة مباراة، أو الاستغناء عن خدمات موظف كافية لإشعال حرب ضروس بين الشعوب العربية تستباح فيها كل المحرمات وتُداس فيها القيم والأخلاق وتنتهك فيها الأعراض.. عبدالصمد ناصر".
دعوات للتصالح
وبالتزامن مع الجدل الذي اندلع عقب الحديث عن إقالة عبدالصمد ناصر، حملة إلكترونية تدعو للتصالح بين المغرب والجزائر.
وضمن هذا السياق غرد المحلل السياسي الكويتي عبدالله الشايجي، قائلا: "مؤلم وصادم التنابز والإساءات بين الأشقاء في الجزائر والمغرب حسب ما تعكسه هاشتاغات مسيئة بشكل معيب للطرفين وصل للطعن بالأعراض".
وتابع: "أمر معيب ومرفوض. يعمّق الخلافات التي وصلت لقطع العلاقات الدبلوماسية وتصعيد متبادل يضعف الثقة والتضامن، مطلوب مبادرة من حكماء الطرفين والوسطاء التدخل".
بدوره، غرد صاحب حساب يدعى "دبلوماسي قديم" قائلا: "أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يطفئ نار الفتنة بين الجزائر والمغرب ويجب على الحكماء في هذين البلدين أن يتحركوا لذلك، حمى الله الشعبين العربيين".
فيما حذر الدكتور عثمان عثمان، الذي يعرف بأنه خبير إعلامي وكاتب صحفي، وكان مقدم برامج سابق على قناة الجزيرة، مما وصفه بـ"الذباب الإلكتروني" على خلفية التراشق بين مغردين من المغرب والجزائر.
وقال في تغريدة عبر تويتر: "لا نريد لأهلنا الأعزاء في المغرب والجزائر أن يُسعّر الذباب الإلكتروني بينهم نار الفتنة، فهي نائمة لعن الله من أيقظها.. وتاريخ هذه الشعوب الرائعة مشرق بالعلم والوعي والفهم والجهاد".
وأضاف: "تغلّبت هذه الشعوب على أعتى قوى الاستعمار، ودحرت الاحتلالات بوحدتها، وتعاونها على تحقيق مصالحها المشتركة العاجلة والآجلة".
وتابع: "الجزائريون والمغربيون شعب واحد، وتاريخ واحد، ومصير واحد.. تجمعهم الأخوة والجيرة وصلات القربى والمصالح الواحدة.. فلا تسمحوا للمصطادين بالماء العكر، أن يُفسدوا هذه العلاقات.. نحبّ الجزائر وأهلها، كما نحبّ المغرب وأهلها".
aXA6IDE4LjE4OC4xMzcuMjA5IA== جزيرة ام اند امز