عبدالرحيم كمال.. تكليف درامي رئاسي لتجديد الخطاب الديني في مصر
من رحم الإبداع والبساطة، ظهر كاتب درامي أمسك جيدا بخطاب واع لتجديد الخطاب الديني حتى تلقى تكليفا رئاسيا دراميا لـ2022.
إنه الكاتب الدرامي المصري عبدالرحيم كمال، والذي فوجئ بمداخلة هاتفية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أحد البرامج، يثني فيه على أفكاره وطريقة نسجه لها قبل أن يطلب منه بعمل درامي جديد عن تجديد الخطاب الديني.
والسيناريست كمال (50 عاما) يحمل من طباع المصريين الكثير، مستمدة من وحي بيئة صعيدية شهدت مولده بمحافظة سوهاج (جنوب)، وفيها عاصر موجة عنف الإرهاب في التسعينيات ثم انحراف الإسلام السياسي حتى أحداث 25 يناير/كانون الثاني 2011 وما تلاها.
فمن تخرجه في المعهد العالي للسينما بمصر (قسم السيناريو) عام 2000، كانت بداية الانطلاقة الحقيقية من رواية "رحلة إلى الدنمارك وبلاد أخرى"، لكن بدت البصمة الأبرز في عمله التاريخي "شيخ العرب همام" محاولا استعادة البيئة المصرية الأصيلة.
بهذه الخلفية الأدبية، أطلق كمال لأنامله العنان لتقدم عملا دراميا جديدا عن تركيبة المجتمع المصري وحمل اسم (القاهرة- كابول) وجرى عرضه في شهر رمضان الماضي.
منذ المشهد الأول، خطف (القاهرة- كابول) ملايين المشاهدين بفضل مشهد منسوج بحرفية ما يعرف بدراما العصف الذهني، والتي غاصت هذه المرة في الواقعية وخلت من محاولات "التلقين والتوجيه"، فاحترم عقول المصريين أولا قبل أن تقدم قراءة للواقع المبني على ماضٍ مؤلم ومحاولات للمس المستقبل.
بات واضحا أن رمضان 2022 سيشهد عملا دراميا مصريا بـ"تكليف رئاسي" من الرئيس عبدالفتاح السيسي للروائي عبدالرحيم كمال واضعا بين يديه ما يتطلبه العمل من تكاليف مالية بعيدا عن أي نظرة لتحقيق الأرباح.
ومع نجاحه في العبور من الماضي إلى الحاضر بمزيج رائع في (القاهرة- كابول) صال كمال وجال في الإبداع بين الطرح الديني والسياسي والاجتماعي، بواقعية شديدة.
أمسك كمال جيدا بـ"مشرط أدبي" ليشرح الإسلام السياسي قطعة قطعة ويتنقل به بين رؤيته للفن والقوى الناعمة والتوثيق التاريخي ثم سلسلة الاغتيالات للشيخ الذهبي على أيدي المتطرفين ثم الرئيس المصري الراحل أنور السادات.
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية" يقول كمال إن السيسي أراد في حديثه التأكيد والتوجيه على أهمية إعادة تشكيل وعي المصريين، معتبرا أن بلاده تتحرك سريعاً من أجل إعادة مواطنيها حضارياً وثقافياً إلى وضعهم التاريخي.
ويرى كذلك أن المصريين يحملون على أعناقهم حضارة ممتدة منذ فجر التاريخ إلى الآن، ولذلك هناك حاجة إلى مزيد من الجهد والعمل للنهوض الفكري لدولة بحجم مصر.
وبعد شهور قليلة من عرض مسلسله المثير (القاهرة/ كابول)، استطاع كمال خطف عيون الرئاسة المصرية إلى كتاباته وخطه الإبداعي والدرامي ليصبح مكلفا بعمل جديد.
ولعل هذا ما علق عليه بقوله: "الرئيس وضع يده على لب المشكلات الاجتماعية في مصر، ويرغب في إنتاج مضمون درامي يليق بالدولة".
مهمة جديدة أوكل لها "كمال" تقوم على إعادة تشكيل الوعي المصري وتأصيل فكرة انتصار الإنسانية، وهو التوصيف الذي قدمه الروائي عن مداخلة السيسي الهاتفية، فالأزمة ليست تحديث خطاب ديني فقط.
واعتبر أن الرئيس "وضع الدراما والسينما والثقافة والفنون في مصر في الوضع الذي يليق بها، خاصة أن لها تأثيرا هاما على المجتمع بوجه عام".
أخيراً بات من المتوقع أن يضيف كمال عملا دراميا جديدا لسجل أعماله البالغة 13 عملا سينمائيا ودراميا وإذاعيا، بلمسات لن تخلو بطبيعة الحال من السرد الشيق والبناء الممتع والخوض في القضايا الشائعة و"الحواديت المصرية البسيطة".
aXA6IDE4LjE4OC4xMy4xMjcg جزيرة ام اند امز