الباحثون عن تجديد الخطاب الديني في مصر.. السيسي يجدد النداء
من جديد طرق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، باب تجديد الخطاب الديني الذي بات هدفاً مشتركاً تسعى إليه الدولة والمواطنون على حد سواء.
هدف مشترك يتزامن مع اتجاه الرئيس المصري لبناء دولة حديثة قادرة على مواكبة تطورات ومتغيرات العصر.
وطالب السيسي، خلال مداخلة هاتفية في أحد البرامج التلفزيونية، الكاتب الدرامي المصري عبدالرحيم كمال، بكتابة عمل درامي عن تجديد الخطاب الديني.
وفي حديثه قال السيسي: "جهز اللي أنت عايزه (تحتاجه) وأنا معاك، الدولة تاخد سنوات للتغلب على تحدياتها، كلامك عن تجديد الخطاب الديني لفت انتباهي، أنا داعم لك في أي عمل على مستوى الدولة، إذا كان الربح سيكون عائقا أنا معاك، ومع تقديم الدعم الكامل للإبداع".
كمال، والذي حثه السيسي على كتابة أعمال درامية مبدعة تضمن تحريك المياه الراكدة فيما يخص تجديد الخطاب الديني، قال في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن رئيس الدولة أراد في حديثه التأكيد والتوجيه على أهمية إعادة تشكيل وعي المصريين".
ويرى كمال أن مصر تتحرك سريعاً من أجل إعادة مواطنيها حضارياً وثقافياً إلى وضعهم التاريخي، مضيفا: "نحمل على أعناقنا حضارة ممتدة منذ فجر التاريخ إلى الآن، ولذلك نحتاج إلى مزيد من الجهد والعمل للنهوض الفكري لدولة بحجم مصر".
وحول تكليفه من الرئيس بإنتاج كتابات درامية، أكد كمال أن الرئيس وضع يده على لب المشكلات الاجتماعية في مصر، ويرغب في إنتاج مضمون درامي يليق بالدولة.
وتابع: "الرئيس لا يتحدث عن تجديد الخطاب الديني فقط بل يمتد أثره إلى تشكيل الوعي بوجه عام وتأصيل فكرة انتصار الإنسانية، ووضع الدراما والسينما والثقافة والفنون في مصر في الوضع الذي يليق بها، خاصة وأن لها تأثير هام على المجتمع بوجه عام".
تصويب الخطاب الديني
الكاتبة المصرية فاطمة ناعوت، كانت أبرز المؤيدين لحديث السيسي، وأكدت في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أنه نجح في زمن وجيز وخلال سنوات قليلة في تحقيق نتائج إيجابية من أجل تجديد وتصويب الخطاب الديني.
وعبرت "ناعوت" عن قناعتها بأن الخطاب الديني يقوم في بعض الأماكن والجهات المصرية بالحض على الكراهية والعنصرية والتميز ضد المرأة بشكل كبير، على حد قولها.
وتعتقد أن المجتمع المصري بات متقبلاً لفكرة تجديد الخطاب الديني، وتغيرت بعض مناهج التعليم خلال السنوات الماضية توجهاً حميداً وسيلقي بظلاله خلال سنوات، لأن التأسيس السليم في الصغر سيؤدي إلى نتائج إيجابية مستقبلاً.
وشددت على أن كافة المؤسسات المصرية تتحمل تكليفات الرئيس بالتجديد، وعلى كافة وسائل الإعلام التحرك السريع لنقل الرسائل السمحة والقيمة التي تأصل الفكر التنويري لدرأ الفتن وتحقيق الترابط المجتمعي.
واعتبرت أن كل ذلك في النهاية سيصب في النهوض بالدولة، فضلاً عن دور الجامعات والمدارس والهيئات الحكومية الذي لا يقل عن دور وسائل الإعلام في النشر والتوعية.
واختتمت فاطمة ناعوت بالتأكيد على أن الكتاب التنويرين في مصر عليهم مسؤولية كبيرة في تشكيل وعي الموطنين، والتحرك السريع في كافة الاتجاهات لنشر الفكر وتجديد الخطابات، ولابد أن تكون البداية من القرى التي لا تزال تستقطب إلى الآن عدد غير قليل من أصحاب الأفكار الظلامية الذين يشكلون وعي الناس.
توقيت مناسب
أما الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، قالت في حديثها لـ"العين الإخبارية"، إن حديث الرئيس السيسي عن تجديد الخطاب الديني، جاء في التوقيت المناسب، في ظل حاجة المجتمع إلى التجديد الدائم في شتى شؤون الحياة لأن المغيرات الاجتماعية الإنسانية لا تتوقف بينما توقف الوفي بوفاة النبي عليه الصلاة والسلام.
وأشارت نصير إلى أن الكثير من المسلمين يجدون أنفسهم في حيرة من أمرهم بفعل مستجدات وطوارئ الحياة التي لم ترد في سنن الأولين وبانقطاع النبوة ما عاد هناك حلاً فقهياً لها.
ونبهت إلى أن الاعتماد على الماضي في كافة الأمور أصبح درباً من دروب المستحيل ووجب على إثر ذلك تجديد كافة الخطابات الدينية للتماشي مع مقتضيات العصر الذي نحياه.
وتؤمن بأن التجديد لا يشترط أن يكون فقط من داخل المؤسسة الدينية، بلا يمتد إلى أهل العلم حتى ولو كانوا من خلال نطاق المؤسسة الدنية لأن الدين ليس حكراً على جهة أو مؤسسة وهي علاقة بين المرء وربه.
وأنهت حديثها بقولها: "كان هناك حكمة مطلقة في التشريع الإسلامي من ترك باب الاجتهاد مفتوحاً إلى قيام الساعة حتى يتعامل الناس مع متغيرات الحياة كل حسب مجتمعه".