الدفاتر القديمة قد تطيح بفولكر.. والسر في رسالة الجيش السوداني
ما إن دقت عقارب ساعة يوم الـ15 من أبريل/نيسان الماضي، حتى فتح السودان صفحة النزاعات على مصراعيها، طاويًا إلى حين صفحة المشاورات السياسية، وحلم الانتقال الديمقراطي.
إلا أن طرفي القتال اللذين شحذا أسلحتهما ضد بعضهما، باتا يفتشان في الدفاتر القديمة، وفي سبب النقطة التي وصلا إليها، وفي الأطراف التي قادت إلى ذلك المشهد الصدامي.
مجلس السيادة السوداني برئاسة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، كان أحد طرفي القتال الذي بدأ يفتش في ذلك الماضي، إلا أنه يبدو أنه عثر على ضالته.
رسالة الجيش
ففي رسالة وجهها البرهان، إلى الأمم المتحدة، يوم الجمعة، طلب فيها تغيير المبعوث الأممي الخاص إلى السودان، فولكر بيرتس، متهمًا إياه بأنه سبب الوصول إلى نقطة الخلاف بينه وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وقال رئيس مجلس السيادة السوداني، في الرسالة التي وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "فولكر اتبع منهجاً غريباً في مسألة الانتقال السياسي وما ارتبط به من مشاورات وعملية سياسية"، مشيرًا إلى أنه "غلب على سلوكه إثارة الأزمات ونسج التعقيدات وسوء التفاهم بين الأطراف السياسية وكيانات المجتمع المدني مع إثارة الكراهية وتعميق الانقسام وتضخيم نقاط الخلاف وتبني مواقف متطرفة مجافية للتصالح وبناء السلام".
وبحسب البرهان، فإن إن هذا الأمر "أفضى إلى ما وصلت إليه البلاد من أزمة في منتصف أبريل/نيسان الماضي، مضيفا: "لعلكم تدركون الاضطراب الذي اكتنف عمل الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيقاد، بسبب إصرار بيرتيس على فرض رأيه وعدم التشاور بل وتجاوز العضوين الآخرين حيث حرر خطابات إلى بعض أطراف العملية السياسية تبرأ منها ممثلا الاتحاد الأفريقي والإيقاد".
ويشهد السودان منذ 15 أبريل/نيسان الماضي اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو، إثر خلافات بينهما، ما دفع جهات إقليمية ودولية للدخول على خط المفاوضات سعياً للتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
اختيار بديل
وقالت مصادر في الرئاسة السودانية لـ"رويترز"، اليوم الجمعة إن رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان طلب في رسالة إلى أنطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة اختيار بديل لمبعوثه الخاص في السودان فولكر بيرتس.
الرسالة التي تداولها صحفيون سودانيون على منصات التواصل، أضافت: "نرى أن وجود فولكر على رأس بعثة يونيتامس أصبح مصدر انعكاسات سلبية عن الانطباع تجاه الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظماتها في السودان وخصماً على تجربتها ومساهمتها الإيجابية المقدرة التي لمسها المجتمع والمواطن السوداني سابقاً".
وتابعت: "افتقدت عملية وإجراءات التوظيف في يونيتامس الشفافية والعدالة؛ إذ أضحى الأمر خاضعاً للانحياز والمزاج الشخصي لفولكر ووسطاء من خارج البعثة مما أدى لاستبعاد ذوي الكفاءة وشملت هذه المجاملات والمحسوبية أشخاصاً أدانتهم المحاكم لسوء السلوك".