قصف بالبيانات.. اتهامات متبادلة بخرق هدنة السودان
هل تسير الهدنة التي يعيشها السودان منذ مساء الإثنين الماضي، على خطى سابقاتها الهشة؟.
فطرفا النزاع يواصلان تبادل المسؤولية عن خرق الهدنة، التي يعلق السودانيون آمالا عليها في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية والظروف المعيشية الصعبة جراء الاشتباكات المستمرة منذ نحو شهر ونصف.
ومنذ بدء الاشتباكات في 15 أبريل/نيسان الماضي لم تفلح الهدن الهشة التي تم الإعلان عنها في وقف القتال.
واتهم الجيش السوداني، مساء الأربعاء، قوات الدعم السريع بمواصلة انتهاك الهدنة.
وقال الجيش في بيان له"تدخلت القوات المسلحة من منطلق مسؤوليتها الوطنية والدستورية للتصدي لهذه الانتهاكات المتواصلة، وطردت العدو من مطبعة النقود وسك العملة، كما قامت بصد وتدمير هجمات العدو في الجنينة وزالنجي، الأربعاء، وكبدته خسائر كبيرة في الأفراد والأسلحة والمعدات".
وأضاف البيان: "سقطت نهار اليوم (الأربعاء) طائرة إثر عطل فني في المحرك، وتمكن الطياران من مغادرتها بسلام".
وأكد الجيش التزامه بتعهداته في المحافظة على الهدنة الإنسانية، "دون التفريط في حق الدفاع عن النفس والدولة".
وعلى الجانب الآخر، اتهمت قوات الدعم السريع مساء الأربعاء، الجيش بمهاجمة قواتها وخرق الهدنة الإنسانية.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان لها: "في تجاوز سافر للقوانين والأعراف الدولية ونكوص عن اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد الموقع بمدينة جدة يوم 20 مايو/أيار 2023، اخترقت قوات الانقلابيين وفلول النظام البائد المتطرفة اليوم (الأربعاء)، الهدنة الإنسانية المعلنة وقامت بالهجوم على قواتنا في عدد من المحاور عبر الطيران الحربي والقصف المدفعي والهجوم البري".
وأضاف البيان: "وإزاء هذا التصرف الغادر استخدمت قواتنا حق الدفاع عن النفس وعن مواقع تمركزها واستطاعت صد هجوم الانقلابيين في منطقة شارع الغابة والاستيلاء على عدد 3 دبابات وتدمير أخرى، فيما لا تزال عمليات الحصر مستمرة لخسائر القوات المعتدية".
وتابع البيان قائلا: "في أم درمان هاجم طيران الانقلابيين مواقع قواتنا بالخرطوم وتم إسقاط طائرة (ميج) يتواجد حطامها في منطقة امبدة الحارة 14".
ووفق البيان ذاته "تؤكد قوات الدعم السريع التزامها الكامل بالهدنة الإنسانية المعلنة تقديراً للظرف الإنساني لشعبنا، وتدعو الانقلابيين إلى الالتزام بالهدنة الإنسانية المعلنة واحترام اتفاق وقف إطلاق النار. وتود قوات الدعم السريع أن تجدد التأكيد وبشكل قاطع أنه لا وجود لأي مظاهر عسكرية في جميع المستشفيات التي تقع تحت سيطرتها وأن قواتنا على أهبة الاستعداد لتسهيل وصول المساعدات والفرق الطبية للمستشفيات بما يساعد في توفير الخدمة للمدنيين".
وبدأ مساء الإثنين الماضي سريان هدنة إنسانية لمدة 7 أيام توصل إليها الجانبان في مباحثات استضافتها مدينة جدة، بوساطة سعودية أمريكية.
تحذيرات من كسر الهدنة
ومساء الثلاثاء الماضي، حذر بيان من الولايات المتحدة والسعودية من عدم التزام الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع بالهدنة قصيرة الأجل.
وقال البيان المشترك إن "الشعب السوداني مستمر في معاناته نتيجة لهذا الصراع المدمر"، ودعا البيان طرفي القتال للالتزام الكامل وتطبيق وقف إطلاق النار المؤقت لتوصيل الإغاثة الإنسانية المطلوبة بشدة.
كما حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الطرفين من عقوبات محتملة في حال انتهاك الهدنة.
أزمة إنسانية تتفاقم
الاشتباكات بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" التي بدأت في 15 أبريل/نيسان الماضي، فاقمت من الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي يعيشها السودان.
وخلفت الاشتباكات مئات القتلى وآلاف المصابين، إضافة إلى نزوح نحو 1.3 مليون سوداني سواء إلى مناطق بعيدة عن الاشتباكات، أو فروا إلى دول أخرى، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اندلع بينما كان يتم وضع اللمسات الأخيرة على خطط مدعومة دوليا للانتقال إلى إجراء انتخابات ديمقراطية.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن عدد من يحتاجون المساعدة داخل السودان ارتفع إلى 25 مليونا، أي أكثر من نصف سكان البلد الذي كان يواجه بالفعل ضغوطا إنسانية شديدة قبل اندلاع الصراع.
ومع بدء سريان الهدنة عادت الحركة إلى الأسواق بالخرطوم، حيث عاد الباعة الجائلون لافتراش الأرصفة والشوارع لبيع بضائعهم، فيما خرج السودانيون بحثا عن المواد الأساسية التي غابت عنهم منذ بدء الاشتباكات.
aXA6IDE4LjIyNS45Mi42MCA= جزيرة ام اند امز