«عبد الرحمن السديس».. رحلة علمية ومهنية في خدمة الحرمين الشريفين

يصادف اليوم، 10 فبراير/شباط، ذكرى ميلاد الشيخ عبد الرحمن السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام، ورئيس الشؤون الدينية في المسجد الحرام والمسجد النبوي، بمرتبة وزير

عُيّن الشيخ عبد الرحمن السديس إمامًا وخطيبًا للمسجد الحرام عام 1404 هـ، ليكون أصغر الأئمة سنًّا آنذاك، حيث لم يتجاوز عمره 22 عامًا. كما يُعد السديس الخطيب السابع من خطباء يوم عرفة في العهد السعودي، وهو الدور الذي يُعَد من أعظم المسؤوليات الدينية في المملكة.

من هو عبد الرحمن السديس؟

هو عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد السديس، وُلِد في 10 فبراير/شباط 1960، بينما تؤرّخ بعض المصادر ميلاده بيوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1962.

ينتمي السديس إلى عائلة السديس من آل أبي رباع، إحدى قبائل بني أسد بن ربيعة بن نزار، ونشأ في محافظة البكيرية بمنطقة القصيم قبل أن ينتقل لاحقًا إلى العاصمة الرياض.

التحق عبد الرحمن السديس مبكرًا بجماعة تحفيظ القرآن الكريم في الرياض تحت إشراف الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله آل فريان، وتلقى تعليمه على يد الشيخ المقرئ محمد عبد الماجد ذاكر. واصل مسيرته في حفظ القرآن الكريم حتى أتمه على يد عدد من المشايخ، وكان آخرهم الشيخ محمد علي حسان.

المسيرة التعليمية لعبد الرحمن السديس

• الشيخ عبدالرحمن السديس لـ«العين الإخبارية»: آثم من يتجرأ على مخالفة «لا حج بلا تصريح».. وأطالب بوضع ميثاق شرف للإعلام الجديد
  

بعد إتمامه حفظ القرآن الكريم، التحق السديس بمعهد تعليم القرآن الكريم، حيث درس رواية حفص عن عاصم الكوفي، وتخرج منه عام 1399 هـ بتقدير ممتاز. ثم واصل تعليمه العالي في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصل على شهادة البكالوريوس عام 1983.

لم يتوقف السديس عند مرحلة البكالوريوس، بل حصل على درجة الماجستير في أصول الفقه من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1987، بتقدير ممتاز.

واصل دراسته حتى نال درجة الدكتوراه عام 1995 من كلية الشريعة بجامعة أم القرى، وكان موضوع رسالته "الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي: دراسة وتحقيق"، وقد نالت رسالته تقدير ممتاز مع التوصية بطباعتها.

مسيرة عبد الرحمن السديس المهنية

بدأ الشيخ السديس مسيرته المهنية بتعيينه إمامًا وخطيبًا للمسجد الحرام عام 1404 هـ، حيث ألقى أول خطبة له يوم 15 رمضان من العام نفسه. إلى جانب ذلك، عمل السديس محاضرًا في قسم القضاء بكلية الشريعة بجامعة أم القرى، ثم رُقِّي لاحقًا إلى منصب أستاذ مساعد في الكلية نفسها.

وفي 17 جمادى الآخرة 1433 هـ، صدر أمر ملكي بتعيينه رسميًّا رئيسًا لشؤون الحرمين الشريفين بمرتبة وزير، خلفًا للشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين، الذي اعتذر عن المنصب لأسباب صحية.

ثم في 21 محرم 1445 هـ، صدر أمر ملكي آخر بتعيينه رئيسًا للشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، ليواصل بذلك مسيرته في خدمة الحرمين الشريفين.

جوائز وتكريمات

حصل الشيخ عبد الرحمن السديس على العديد من الجوائز والتكريمات، كان أبرزها جائزة "الشخصية الإسلامية العالمية"، التي مُنحت له من قِبل جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عام 1426/ 2005 م، تقديرًا لدوره في نشر وتعليم القرآن الكريم.