عبدالرحمن السديس.. قارئ خاشع وصوت تعشقه الأفئدة (بروفايل)
علم من أعلام القرآن، ومن الخطباء المفوهين الفصحاء البلغاء المؤثرين، والقراء المجودين، وأحد كبار أئمة الحرم المكي.. إنه الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
عرف "السديس" بصوته الشجي الجهوري الذي تخشع معه الأفئدة، ولسانه الفصيح في تلاوة الآيات القرآنية، ونبرته العذبة التي تطرب الأرواح وتتحف الآذان، وتجويده الممتاز الذي يلقى إقبالًا واسعًا من جانب المصلين خلفه.
عين "السديس" خطيباً وإمامًا في المسجد الحرام في سن صغيرة حين كان عمره 22 عاما، ليصبح خلال سنوات من أشهر مرتلي القرآن الكريم في العالم.
مولده
بمنطقة القصيم في محافظة البكيرية بالمملكة العربية السعودية، جاء مولد عبد الرحمن السديس، في فبراير/شباط 1960 - 1379 هـ، ويعود نسبه إلى قبيلة عنزة بن ربيعة بن عدنان المشهورة.نشأته
نشأ السديس في الرياض والتحق بمدرسة المثنى بن حارثة الابتدائية، وأتم حفظ القرآن الكريم كاملاً في سن الـ12 من عمره،، وتتلمذ على يد عدد من المدرسين، منهم الشيخ محمد عبد الماجد ذاكر، والشيخ عبدالرحمن بن عبد الله آل فريان، وكان آخرهم الشيخ محمد علي حسان، حتى أصبح الآن من أشهر مرتلي القرآن الكريم في العالم أجمع.ويرجع الفضل في حفظه القرآن في سن مبكرة لوالديه، اللذين شعرا بحبه المبكر للقرآن الكريم ونبوغته المبكرة، لذلك قرر والده إلحاقه بجماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض.
دراسته
عرف "السديس" بعلمه الغزير، وحصل على الكثير من الشهادات العلمية، حيث التحق بالمعهد العلمي وحصل على الشهادة في عام 1979، وحصل على البكالوريوس من كلية الشريعة بالرياض عام 1983، ثم عين معيدا بها بعد تخرجه في قسم أصول الفقه، واجتاز المرحلة التمهيدية بتقدير ممتاز، وعمل في هذه الفترة إماما وخطيباً بمساجد مختلفة في الرياض، ثم حصل على درجة الماجستير.وحصل السديس على إجازة القرآن الكريم من الجامعة الإسلامية محمد بن سعود في 1987، وأنشأ كرسي بحث باسمه لدراسات أصول الفقه بهذه الجامعة، وانتقل بعد ذلك للعمل محاضرا في قسم القضاء بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، ثم نال في عام 1995 الدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة أم القرى.
إمام وخطيب في المسجد الحرام
في عام 1984، صدر توجيه بتعيين "السديس" إماماً وخطيباً في المسجد الحرام، لتوافر شروط الإمامة في المسجد الحرام فيه، كحفظ القرآن الكريم وعذوبة صوته وحسن تجويده، والتقوى والورع، بالإضافة إلى علمه الكامل بجميع الأمور المتعلقة بالصلاة من واجبات وسنن وشروط، وتزكية العلماء له.ونال "السديس" ذلك الشرف في سن صغيرة، حين كان عمره 22 عاماً، وبدأ عمله في شهر شعبان من العام الهجري 1404هـ في صلاة العصر، وكانت أول خطبة له في شهر رمضان المبارك في العام نفسه.
رئاسة شؤون الحرمين
في 8 مايو/أيار 2012، تولى "السديس" أحد أشرف وأهم الأعمال في أطهر بقاع الأرض وأقدس مقدساتها في المدينة المنورة ومكة المكرمة، حيث صدر أمر ملكي بتعيينه رئيسا لشؤون الحرمين الشريفين بمرتبة وزير، وتتمثل وظيفته في الإشراف على الإدارات المعنية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وتم التجديد له في هذا المنصب مرتين عن جدارة واستحقاق، إحداهما في 2016، والأخرى في 2020.مناصب مختلفة
شغل السديس عدة مناصب إلى جانب عمله بالإمامة والخطابة بالتدريس في المسجد الحرام، حيث صدر توجيه له بأن يقوم بالتدريس في المسجد الحرام، في فنون الفقه، العقيدة، الحديث، التفسير، مع المشاركة في الفتوى في مواسم الحج وغيره، كما أنه أشرف على مجمع إمام الدعوة العلمي بمكة المكرمة، وصار مديرا لجامعة المعرفة العالمية "التعليم عن بعد".
اهتمامات علمية
وللشيخ السديس اهتمامات علمية عن طريق التدريس والتصنيف تشمل بعض الدراسات والأبحاث والرسائل المتنوعة والتحقيقات، وله الكثير من المؤلفات الأدبية والعلمية المتعلقة بالفقه والشريعة، وله عدد من المشروعات العلمية والأبحاث فيما يتعلق بتخصصه في أصول الفقه، وأسهم في تأسيس عدد من المساجد والمراكز الإسلامية حول العالم أثناء رحلاته الدعوية المختلفة التي حرص خلال السنوات الماضية على القيام بها.رحلات دعوية
قام "السديس" بعدد من رحلات الدعوة، وشملت رحلاته الكثير من الدول العربية والأجنبية، كما شارك في الكثير من المؤتمرات والملتقيات وافتتاح مجموعة كبيرة من المراكز الإسلامية والمساجد في بقاع العالم، وله عضوية في مجموعة من المؤسسات العلمية والهيئات الخيرية والدعوية.كم قام بالعديد من الجولات العالمية التوعوية في فترات مختلفة من حياته، أبرزها كانت في الفترة ما بين 2010 إلى 2012، حينما بدأ رحلته بدول جنوب شرق آسيا بدءاً من باكستان ثم الهند وماليزيا، واختتم رحلته في بريطانيا بأوروبا.
الشخصية الإسلامية للسنة
اختارت اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم الشيخ عبدالرحمن السديس في دورتها التاسعة للحصول على جائزة "الشخصية الإسلامية للسنة" عام 2005.ووقع الاختيار عليه لعدة أسباب، منها أنه أستاذ متخصص في الفقه، واستفاد المسلمون في العالم أجمع من تلاوته وعلمه، سواء من خلال تسجيلات تلاواته التي انتشرت في جميع الدول العربية والإسلامية، أو تلاوته في المسجد الحرام.
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA== جزيرة ام اند امز
