عبدالله بن بيه: الأمة الإسلامية تحتاج لتأسيس فقه السلم
رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة أكد أن فقدان السلم هو فقدان لكل الحقوق، بما فيها الحق في الوجود.
أكد الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، أن الأمة الإسلامية في حاجة ماسة إلى تأسيس "فقه السلم"، لأن فقدان السلم هو فقدان لكل الحقوق، بما فيها الحق في الوجود.
- "في السلم وفي الحاجة إليه" بالرباط.. علماء يستجلون مكانة الفقه
- تحديات المجتمعات المسلمة تتصدر مؤتمرهم العالمي في أبوظبي
وأضاف بن بيه، في كلمته الافتتاحية، اليوم الخميس، في ندوة دولية بعنوان "في السلم وفي الحاجة إليه"، بتنظيم من منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، بالعاصمة المغربية الرباط، أن "السلام هو الحق الأول والمقصد الأعلى الذي يحكم على كل جزئيات الحقوق، وأن الاستقراء هو أوثق طريق لتأكيد المقصدية، ويمكننا أن نؤكد اليوم أنه لا مقصد يعلو مقصد السلم".
وأوضح رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة أن "توصيات المنتدى دعت المثقفين إلى الانخراط في دعم رسالة هذا المنتدى، ودور الإسلام في تعزيز ثقافة السلم والتعايش في المجتمعات المسلمة والاستفادة من الحصيلة العلمية للبحث الأكاديمي الشرعي فيما يتعلق بفقه السلم والوئام والمصالحة".
وأكد الشيخ عبدالله بن بيه، أن "ما تعيشه الأمة الإسلامية من احتراب، يوضح الحاجة الماسة إلى تأسيس فقه السلم، لذلك فإننا نراهن في هذه الندوة على أن تتحصل لدينا إسهامات علمية تؤصل لهذا الفقه، وتبين مغزاه، وتجلي أبعاده، وذلك ببيان شروط إمكانه كفقة قائم الذات، واستجلاء مكانته ضمن مقاصد الشريعة، وتأكيد قواعده المنظمة لجزئياته والمراعية لشروط تنزيله، كما نراهن على انخراط العلماء في التنظير لهذا الفقه وتأصيله".
وأشار رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، إلى أن الانخراط العلمي الواعي يحتاج إلى أمرين أساسيين، وهما "تأصيل مفهوم السلم من النصوص والكليات الشرعية، لأن رسالتنا في هذا المشروع رسالة تأصيل بعلم وتنزيل بحلم واستشراف المستقبل بتبصر وحكمة، وكل دعوة لقيمة السلم أصيله في ثقافتنا، راسخة في ديننا، بل السلم هو الأصل والتدافع خادم له".
وأكد أن "الأمر الثاني هو تنزيل السلم على محاله الشرعية المنضبطة إذ إن الكلام ليس كالكلام في التنزيل، وقديماً قال الفقهاء (الكلام قبل النازلة ليس كالكلام بعدها)".
وتسلط هذه الندوة الضوء على مفهوم السلم وتأصيله الشرعي وتنزيله الفقهي، ودور الأديان في تعزيز السلم، والسلم في القانون الدولي، وفكرة السلم في التنظير الفكري الإنساني والفلسفي، إضافة إلى السلم في المقاربات النفسية والاجتماعية.
يذكر أن منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة منتدى عالمي أسسه الشيخ عبدالله بن بيه، وتحتضنه دولة الإمارت العربية المتحدة برعاية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان - وزير الخارجية والتعاون الدولي.
ويسعى المنتدى إلى تأكيد أوَّلِية السلم؛ باعتباره الضامن الحقيقي لسائر الحقوق، ويُسهم في إيجاد فضاء رحب للحوار والتسامح؛ كما يُعزِّز دوْر العلماء في نشر الفهم الصحيح، والمنهجية السليمة للتدين، ويُحيي قيَم الرحمة والحكمة والمصلحة والعدل.
ويشارك في الندوة مجموعة كبيرة من العلماء بينهم الدكتور محمد مطر الكعبي، الأمين العام لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة.