تحديات المجتمعات المسلمة تتصدر مؤتمرهم العالمي في أبوظبي
على هامش المؤتمر عقدت جلسة حوارية ناقشت الخطوات الصحيحة نحو العمل المؤسساتي الراشد للمجتمعات المسلمة
انطلقت فعاليات اليوم الثاني والأخير من المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة، المنعقد في أبوظبي تحت شعار "الفرص والتحديات"، بحضور أكثر من 600 مشارك من علماء دين وباحثين وشخصيات رسمية وثقافية وسياسية، يمثلون أكثر من 150 دولة.
وعلى هامش المؤتمر عُقدت جلسة حوارية ناقشت الخطوات الصحيحة نحو العمل المؤسساتي الراشد للمجتمعات المسلمة، والتحديات التي تواجه تلك المجتمعات في الغرب، والتي ترأسها وزير التعاون الدولي والتنمية في غينيا، الدكتور قطب مصطفى سانو.
وشارك بالجلسة، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، د. عبد الله بوصوف، مستشار الرئيس للشؤون الثقافية والإسلامية ببوركينا فاسو، د.أبو بكر دكوري، رئيس المركز الإسلامي لأمريكا اللاتينية، د.أحمد الصيفي، رئيس المركز الإسلامي بلندن، د.أحمد الدبيان، رئيس مشاورة مسلمي الهند، د.نايف حامد، الأكاديمي والإعلامي من فرنسا، د.عبد الرحيم حفيظي.
من جهته، قال رئيس المركز الإسلامي في لندن، الدكتور أحمد الدبيان إن وجود المسلمين في الغرب مستقر وليس مؤقتاً، وأن قضية الأقليات من أهم القضايا وأكثرها إلحاحا.
وتابع الدبيان "نواجه مشكلات متطورة وعميقة، مثل الهوية وهي من أهم أسباب انحراف بعض الشباب في الغرب الذين لديهم اضطراب في الهوية"، مشيرا إلى أن التعليم قضية مصيرية وهناك اضطراب في المناهج الإسلامية بكثير من الدول، ولذلك نريد بناء عمل مؤسسي يتجاوز مرحلة الخلاف.
وقال الدبيان إن المجتمعات المسلمة حققت كثيرا من النجاحات في الدول الغربية، وهناك ١٠ نواب مسلمين في البرلمان البريطاني، وكثير من العلماء والأطباء والمهندسين وغيرهم، لافتا إلى أن التعليم في المجتمعات المسلمة حجر زاوية.
ووجه الدبيان، نصيحة لمن يبنون مساجد في الغرب، بأن يبنوا مدرسة إلى جوار كل مسجد.
فيما قال رئيس مشاورة مسلمي الهند، الدكتور نايف حامد، إن الفترة التي أعقبت نشأة القوميات أدت إلى ظهور تحديات المساواة، موضحا أن الدولة القومية أعطت كثيرا من الاهتمام للحقوق والحريات الفردية، لافتا إلى أن المجتمعات الإسلامية تواجه كثيرا من التحديات الداخلية والخارجية.
وأشار نايف إلى أن الابتكار يأتي بالمعرفة، ولذلك نحتاج للاندماج في حوارات بكل المسارات، وأن نتراحم مع من يعيشون في مجتمعاتنا، موضحا أن الديمقراطيات الغربية يعيش فيها المسلمون ويواجهون الإسلاموفوبيا، ولا يمكن مواجهة تلك الظاهرة، إلا بتوضيح ثوابت ديننا الذي يقوم على المساواة.
وأكد نايف أن ظهور بعض الحركات الإرهابية مثل "داعش"، يخيف المجتمعات غير المسلمة، ولا بد من التصدي للإرهاب وتجفيف منابع تمويله، لافتا إلى وجود دعاية للكراهية ضد المسلمين في بعض الولايات الهندية رغم أن الدستور ينص على المواطنة، لذلك علينا تحذير الشباب من مخاطر الانسياق وراء دعوات التطرف على شبكات التواصل الاجتماعي.