عبدالله بن زايد: التعلم أهم مهارة يتحلى بها الإنسان في القرن الـ21
وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية يؤكد أن التعليم كان وما زال من أولى الأولويات في الإمارات.
أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان٬ وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية٬ أن التعليم كان وما زال من أولى الأولويات في دولة الإمارات٬ كما أن التعلم يعد أهم مهارات القرن الحادي والعشرين.
- عبدالله بن زايد يترأس الاجتماع الـ21 لمجلس التعليم والموارد البشرية
- عبدالله بن زايد يلتقي طلبة الإمارات الدارسين في اليابان
جاء ذلك في كلمة له خلال ملتقى الطلبة المبتعثين 2018، الذي عقدته وزارة التربية والتعليم اليوم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بحضور الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، وشما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، وسارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للعلوم المتقدمة، والدكتور علي راشد النعيمي رئيس دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، والدكتور محمد إبراهيم المعلا وكيل الوزارة للشؤون الأكاديمية للتعليم العالي، والوكلاء المساعدين، وعدد من مسؤولي الوزارة٬ بالإضافة إلى عدد من مسؤولي ورؤساء الجامعات وسفراء الدول التي يتم ابتعاث الطلبة إليها وممثلي الجهات الحكومية والخاصة ذات الصلة والشركات المساهمة في معرض التوظيف.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "التعلم هو أهم مهارة يتحلى بها الإنسان في القرن الحادي والعشرين فيجب أن يكون كل شخص لديه غريزة التعلم٬ فالإنسان الذي لا يتعلم في هذا العصر على مدار اليوم هو شخص لا ينتمي لهذا الزمن٬ فمن حقك ألا تحصل على شهادة ولكن ليس من حقك ألا تتعلم".
وأضاف موجها حديثه للخريجين: "كل طالب منكم يتساءل (أين سيعمل) وكم سيكون راتبه وكيف ستكون تطلعاته في العمل وغيرها من الأسئلة المهمة والطبيعية، إلا أن هناك شيئا آخر هاما.. فأنتم تخرجتم من الجامعة ولن تتخرجوا من جامعة الحياة".
وقال: "أتذكر عندما كنت أدرس بالجامعة كنت أترقب التخرج والراحة من المسؤولية.. مسؤولية الدراسة والامتحانات والحضور والغياب٬ إلا أنه بعد التخرج والعمل أدركت أنني كنت أعيش أجمل سنوات عمري وأدركت أيضا أن التعب الذي واجهته أنا وزملائي لا يذكر مقارنة بالمهمات التي ألقتها علينا الحياة عقب التخرج".
وذكر: "إننا نعيش في عصر الذي لا يتعلم فيه على الأقل مهارة واحدة كل عام يعد إنسانا مقصرا في حق نفسه وحق بلده".. مضيفا: "إن الدولة ترغب من أبنائها الطلبة التميز في الحياة والتعلم والتطور والتنافس مع نظرائهم من مختلف دول العالم".
وتابع وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي: "أنتم لا تنتمون إلى العالم الثالث مثل ما يظن البعض، بل تعيشون في بلد اسمه الإمارات العربية المتحدة ورثناه من أهلنا وقادتنا بالكثير من الفخر والإنجازات وهو بلد بعد 3 سنوات سيصل إلى المريخ وهو الأمر الذي تحقق بفضل الجيل السابق الذي آمن بأن العلم هو الحل لجميع المشكلات وأساس بناء أمة عظيمة بين الأمم ويرفعها بين الأمم مثل النجوم التي تلمع في السماء".
ولفت الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان يقول "أريد أن يتعلم كل أبناء الخليج وأريد أن يبني ابن الخليج بلاده بنفسه وبعلمه ولذلك نرسل بعثاتنا من الطلبة إلى شتى بقاع الأرض، من أجل التعلم والعودة للوطن وأكون بذلك حققت أكبر أمل يراود نفسي لرفعة الخليج".
وأضاف خلال حديثه للطلبة المبتعثين الجدد: "يجب عليكم الاستمتاع بكل يوم لأنكم على وشك خوض أجمل تجارب الحياة وأكثرها تنوعا، وكل موقف يواجهكم خلال سنوات الدراسة سيكون بمثابة درس آخر يختلف عن دروس الجامعة وأحيانا نتعلم منه أكثر من الكتب".
وتابع: "أتمنى منكم الاختلاط بالآخرين والتعرف على ثقافاتهم وعاداتهم، فلا يجب الانغلاق على مجتمعكم الخاص بل الانطلاق واكتشاف الحياة؛ لأن نضج الإنسان يقاس بنوعية الأشخاص الذين اختلط بهم في حياته".
وقال: "تذكروا الكلمة التي قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عندما خاطب الشباب قائلا: أرجو أن تستخدموا كلمة "نحن عيال زايد" في المكان الصحيح والزمان الصحيح وفي العمل الصحيح".
وأكد أن أبناء الدولة المبتعثين يمثلون دولة الإمارات وهي الدولة التي بذل الآباء والأمهات والأجداد جهودا كبيرة ومضنية حتى وصلت إلى هذه المكانة العالمية المتميزة بين الدول.
وتوجه وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي بالتهنئة والشكر للأسر الحاضرة في الحفل على هذه التربية المباركة لأبنائهم، حيث إنهم غرسوا بذرة طيبة واليوم عليهم أن يفخروا بهذا الزرع.. معربا عن ثقته بأنهم سيفخرون بهم أكثر في المستقبل.
عقب ذلك كرم الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ورئيس مجلس التعليم والموارد البشرية٬ الطلبة المبتعثين الخريجين الذين أنهوا دراستهم الجامعية وبلغ عددهم 208 طلاب وطالبات، تنوعت اختصاصاتهم الأكاديمية بين الهندسة والتكنولوجيا بواقع 56 طالبا و31 طالبا في اختصاصات الطب وعلوم الحياة و9 طلاب في العلوم الطبيعية، أما في اختصاصات العلوم الاجتماعية والإدارية والفنون فوصل عدد الخريجين إلى 105 طلاب و7 ضمن مسارات الفنون والعلوم الإنسانية.
وشملت قائمة الجامعات المرموقة التي تخرج فيها الطلبة مجموعة من أعرق وأفضل المؤسسات التعليمية على مستوى العالم، ومنها جامعة كولومبيا الأمريكية وجامعة إمبريال كوليدج لندن وجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة بالإضافة إلى جامعة طوكيو للتكنولوجيا وغيرها.
من جانبه أكد حسين بن إبراهيم الحمادي٬ وزير التربية والتعليم الإماراتي٬ أن منظومة التعليم في الدولة تتوخى أفضل السبل والممارسات الكفيلة بتحقيق العائد المرجو من مختلف السياسات والبرامج التعليمية المتنوعة، لا سيما برنامج الابتعاث الذي تعول عليه دولتنا للانتقال لعصر الاقتصاد المعرفي.
وأضاف في تصريح له بهذه المناسبة أن التعليم العالي منظومة متكاملة نتطلع من خلالها إلى رفع كفاءات مواردنا البشرية المواطنة من خلال إيفادهم إلى جامعات عالمية عريقة تحتل مكانة مرموقة في سلم التصنيفات العالمية ذات الصلة بمؤسسات التعليم.
وأوضح أن وزارة التربية والتعليم سعت إلى توسيع نطاق شراكتها مع مؤسسات تعليمية مرموقة، بغية الاستفادة مما تتيحه من تخصصات حديثة، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوت لردم الفجوة بين حاجتنا لتلك التخصصات على المستوى الوطني وخططنا المستقبلية في قطاع التعليم المرتبطة باستشراف المستقبل واستدامة ريادة وتطور الدولة في مختلف المجالات والقطاعات.
ونوه بأن التعليم لدينا في دولة الإمارات العربية المتحدة منظومة متكاملة وموحدة في كافة المراحل التعليمية، سواء مرحلة التعليم العام أو العالي، إذ نعمل على تهيئة الطلبة ضمن المدرسة الإماراتية لاستحقاقات المستقبل التي تترجم بشكل أكاديمي في مرحلة التعليم الجامعي، من خلال العمل على توجيه وإرشاد الطلبة للتخصصات التي يحتاج إليها سوق العمل في دولتنا، استنادا إلى أولوياتنا الوطنية والتنموية.
من جانبه، قال الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة٬ إن طلبتنا المبتعثين بجانب إخوانهم وأخواتهم الدارسين داخل الدولة ثروة الوطن ورهاننا للمستقبل ولهم دور فعال في مد جسور التعاون المثمر بين الإمارات والعالم، مساهمين بذلك في تمثيل الإمارات والمنطقة أفضل تمثيل عالميا.. فطلبتنا هم المحرك الرئيسي لعجلة التنمية والتطوير في الدولة وبسواعدهم الشابة وهمتهم العالية وتنافسيتهم سيقودون المرحلة القادمة من بناء المستقبل وصولا إلى مئوية الإمارات 2071.
وأضاف أن الوزارة تحرص في إطار الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي على تنظيم برامج ابتعاث الطلبة الإماراتيين لمجموعة من أرقى مؤسسات التعليم العالي في مختلف بلدان العالم وذلك في إطار توجيهات القيادة الرشيدة للاستثمار في رأس المال البشري والذي يأتي في صدارة أولويات العمل الحكومي وهذا ينعكس على جهود الوزارة الحثيثة في تسليح الطلبة بالعلم والمعرفة ومدهم بالمهارات المتقدمة وإكسابهم منظومة متكاملة تجمع بين التعليم الأكاديمي رفيع المستوى والخبرة العملية ذات الصلة بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لهم، للتعرف على ثقافات جديدة وحضارات مختلفة تسهم في تعزيز عملية التواصل لديهم.
وتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على دعمه ورعايته لملتقى الابتعاث ومتابعته الحثيثة لشؤون الطلبة وتوجيهاته الفاعلة في تأمين وضع الطلبة الإماراتيين خارج الدولة.
كما تقدم بالتهنئة إلى الطلبة الخريجين من المبتعثين القدامى على جهودهم المستمرة ومثابرتهم العلمية والتي أثمرت عن تكليل دراستهم بالنجاح والتفوق.. داعيا الطلبة المبتعثين الجدد إلى بذل المزيد وحشد الطاقات لتحقيق أعلى مستويات الريادة والتميز وتمثيل أصالة وعراقة المجتمع الإماراتي وقيمه الإنسانية النبيلة بالإضافة إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات الرائدة عالميا على الصعد كافة.
من جانبه، أكد الدكتور محمد إبراهيم المعلا، وكيل الوزارة للشؤون الأكاديمية للتعليم العالي٬ أن الوزارة تبذل كافة الجهود لتسهيل عملية التحاق المبتعثين الجدد بمؤسساتهم التعليمية المختلفة حول العالم وتقديم الدعم لهم من خلال تنظيم مجموعة متكاملة من الأنشطة وورش العمل التي تساعدهم على الانخراط في مساراتهم الأكاديمية على أتم وجه.. منوها بأن الوزارة تعمل دوما لتحسين كافة قنوات الاتصال بين فريق عمل الوزارة وملحقيات الدولة الثقافية في الخارج وجميع الطلبة المبتعثين كما تعمل دوما للأخذ بآرائهم والعمل بمقترحاتهم لتطوير العملية التعليمية.
وبلغ عدد الطلبة المبتعثين الجدد 316 طالبا 202 منهم من الذكور و114 من الإناث، حيث سيدرس 190 طالبا منهم ضمن اختصاصات الهندسة والتكنولوجيا و38 في اختصاصات الطب وعلوم الحياة و20 طالبا في العلوم الطبيعية، بالإضافة إلى 39 طالبا في العلوم الاجتماعية والإدارية والفنون و29 في اختصاصات الفنون والعلوم الإنسانية.
وسيدرس الطلبة المبتعثون في مجموعة من أرقى مؤسسات التعليم العالي في مجموعة من دول العالم، حيث ستستقبل جامعات أمريكا وكندا 135 طالبا و121 في المملكة المتحدة و26 في شرق آسيا أما أوروبا فسينضم لجامعاتها 14 طالبا.
وفي هذا السياق صاحب الملتقى مجموعة من المعارض وورشات العمل الرامية إلى تعريف الطلبة بالفرص الوظيفية المتاحة لهم بعد التخرج٬ وذلك بمشاركة مجموعة من الجهات الحكومية والخاصة، والتي قدمت للطلبة شرحا وافيا عن الفرص المواتية لهم، كل حسب اختصاصه وتم عرض بعض إنجازات الطلبة الخريجين من مشاريع تخرج وتصاميم إبداعية وأوراق بحث وغيرها.
فيما قام ممثلو الملحقيات الثقافية في الخارج بتقديم مجموعة من ورش العمل التوعوية لإرشاد الطلبة بهدف تعريفهم بنظام الابتعاث وآلية المتابعة في بلد الدراسة والخدمات المقدمة لهم والتعريف بنظام وقوانين دول الابتعاث وتعريفهم بنظام الدراسة والجامعات، وكذلك مناقشة النواحي الاجتماعية التي تهم الطالب المستجد.
وتأتي جهود الوزارة في هذا الشأن انطلاقا من محور المواءمة في الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والتي تهدف إلى بناء جيل متمكن ومتسلح بأدوات التميز والابتكار والمهارات المتقدمة ومعارف المستقبل ومتمسك بقيمه الإماراتية الأصيلة وهويته الوطنية وقادر على إيجاد الحلول المستدامة لتحديات عملية التنمية المستدامة الشاملة، لا سيما في القطاعات الحيوية الأكثر ارتباطا بحياة الإنسان.
يذكر أن وزارة التربية والتعليم تحرص على تقديم كافة أنواع الدعم والرعاية للطلبة المبتعثين، سواء كان أكاديميا بالإرشاد لاختيار تخصصاتهم المختلفة أو بالجوانب المعنوية من خلال تقديم الدعم لهم وتعزيز الشعور بالثقة والمسؤولية خلال مسيرتهم العلمية والأكاديمية.
كما تتبنى الوزارة منظومة متكاملة من الحوار البناء والتواصل المثمر بين المبتعثين والحكومة، والتي تتضمن لقاءات وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة الدورية مع الطلبة داخل وخارج الدولة، من خلال منصات طلابية سنوية وتقديم النصح والمشورة لهم بوتيرة مستمرة.