عبد الله بن زايد يلتقي وزير الخارجية الصيني
الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، التقى، اليوم الثلاثاء، وانغ يي وزير الخارجية الصيني.
التقى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، اليوم الثلاثاء، وانغ يي، وزير الخارجية الصيني.
وجرى خلال اللقاء - الذي عقد في إطار زيارة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الرسمية إلى جمهورية الصين الشعبية، استعراض علاقات الصداقة القائمة بين دولة الإمارات والصين وما تشهده من تقدم وتطور في مختلف المجالات منها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والسياحية والطاقة المتجددة.
كما تم بحث السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها لما فيه خدمة المصالح المشتركة للبلدين، إضافة إلى تبادل وجهات النظر تجاه عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك خصوصاً الأوضاع في كل من سوريا واليمن والعراق وليبيا.
وأكد الشيخ عبد الله بن زايد على متانة العلاقة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية وتميزها في العديد من مجالات التعاون، في ظل حرص قيادتي البلدين على تطوير التعاون بما يحقق تطلعاتهما المشتركة.
من جانبه، رحب وانغ يي، وزير الخارجية الصيني، بزيارة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إلى الصين، مؤكداً الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين.
وقام الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ووانغ يي، وزير الخارجية الصيني، بالتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن إنشاء لجنة التعاون المشتركة بين حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومة جمهورية الصين الشعبية.
كما قام الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ووزير المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني، بالتوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإعلام بين المجلس الوطني للإعلام في الدولة والمكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني.
وتسلم الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان رسالة رسمية بمشاركة جمهورية الصين الشعبية في معرض "إكسبو دبي 2020" وذلك من جيانغ زنغوي، رئيس مجلس الصين لتعزيز التجارة الدولية.
وقد ترأس الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أعمال الدورة الأولى للجنة التعاون مع جمهورية الصين الشعبية.
وتوجه الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في كلمته خلال أعمال الدورة بالشكر إلى وانغ يي، وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية وأعضاء وفد بلاده، على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال لوفد دولة الإمارات المشارك في أعمال الدورة الأولى للجنة التعاون بين الإمارات والصين.
وقال: "ترتبط دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية بعلاقات تاريخية قوية ومتميزة مبنية على التفاهم والاحترام المتبادل والرغبة المشتركة في تطوير هذه العلاقات والارتقاء بها، وهو ما تعكسه هذه اللجنة الهادفة إلى تحقيق طموحات وتوجيهات القيادة العليا في كلا البلدين".
وأكد "أن هذه اللجنة تعتبر فرصة ثمينة ومنصة فعالة للتواصل وتعميق التفاهم وتدارس ما تم تحقيقه من إنجازات في إطار علاقات بلدينا والتخطيط لبلوغ آفاق جديدة من التعاون المشترك".
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "أود أن أشيد بالطفرة التي حققتها الصين بمختلف المجالات، وذلك لما تملكه من إرث حضاري وإنساني عريق بالإضافة إلى الحضور والتأثير السياسي في العالم، كما أود أن أؤكد مجدداً التزام الإمارات العربية المتحدة الثابت بسياسة الصين الواحدة".
وأضاف "كما أود أن أشيد أيضاً بالتعاون في قطاع الطاقة الذي يشكل أحد الأركان الأساسية في العلاقات الثنائية المتميزة بين بلدينا الصديقين، حيث وقعت شركة أدنوك في فبراير 2017 اتفاقيتين لمنح حقوق امتياز في حقول النفط لكل من الشركة الصينية المحدودة للطاقة والشركة الوطنية الصينية للبترول، حيث نتطلع إلى مزيد من التعاون بين البلدين في هذا القطاع المهم بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة".
وتقدم الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بالشكر لجمهورية الصين الشعبية الصديقة على تأكيد مشاركتها في فعاليات "إكسبو دبي 2020"، حيث يعتبر المعرض حدثاً عالمياً استثنائياً ومنصة رئيسة لعقد الشراكات المثمرة على مختلف المستويات الاقتصادية والثقافية وفرصة مهمة لترويج الدول على المستوى الاقتصادي والسياحي والثقافي.
وأشاد أيضاً بالتعاون القائم في مجال التعليم وبمذكرة التفاهم للتعاون في مجال التعليم العالي، التي وقعت خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في ديسمبر/ كانون الأول 2015.
وأكد أن تحقيق الأهداف الاستراتيجية والتنموية لدول المنطقة وتحقيق الاستقرار بالنسبة للمنطقة والمجتمع الدولي على حد سواء، يتطلب بلا شك دوراً دبلوماسياً فاعلاً لا تتوانى دولة الإمارات عن القيام به ضمن رؤية قيادتها القائمة على تحقيق المنافع المشتركة وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
كما أكد أن خطر الإرهاب والتطرف تحدٍ يومي يستهدف استقرار دولنا وأمن مواطنينا والمقيمين فيها ويهدد النظم الاقتصادية والاجتماعية.
وقال: "يسرني أن أشيد بما تم التوقيع عليه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم ثنائية منبثقة عن لجنة التعاون وهي مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة التعاون بين البلدين واتفاقية إطارية حول تعزيز التعاون في القدرات الصناعية والاستثمار ومذكرة تفاهم في مجال التطوير بشأن طريق الحرير المعلوماتي للربط المعلوماتي ومذكرة تفاهم بين هيئة تنظيم الاتصالات في الدولة وشركة هواوي الصينية ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإعلام بين المجلس الوطني للإعلام في الدولة والمكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني ومذكرة تفاهم للتعاون بين هيئة تنظيم الاتصالات في دولة الإمارات وجامعة الإمارات وشركة هواوي".
وأشار في ختام كلمته إلى ضرورة استمرار عمل لجنة التعاون. معرباً عن أمله باللقاء مرة أخرى في اجتماع لجنة التعاون القادمة في أبوظبي.
وعبر الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع معالي وانغ يي، وزير الخارجية الصيني، عن سروره بالتواجد في بكين مرة أخرى لزيارة هذا البلد العريق بقيمه ونجاحاته. كما أعرب عن فخره الشديد بالمستوى المتميز للعلاقات التي تربط بين البلدين وما تم تحقيقه سوياً من إنجازات.
كما عبر الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان عن امتنانه والوفد المرافق لحفاوة الاستقبال وتقدم للمسؤولين في جمهورية الصين الشعبية بجزيل الشكر لما اظهروه من احترام وتقدير للعلاقات المتميزة مع دولة الإمارات. وقال "إننا ملتزمون بتعزيز العلاقات بين البلدين ونقدر بشدة السياسات الحكيمة للصين ونؤكد على التزامنا القوي بسياسة "الصين الواحدة" ونتطلع إلى مزيد من تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات، وأود أن أشدد مرة أخرى على ما أكد عليه معالي وزير الخارجية الصيني ليس فقط الآن ولكن خلال اجتماعاتنا بشأن المحاور السبعة التي قمتم بوضعها من أجل دفع العلاقات بين البلدين إلى آفاق أكثر رحابة".
وأضاف أن بدء شركتي "سي إف سي تشاينا انرجي" الصينية ومؤسسة البترول الصينية "سي إن بي سي" أعمالهما في حقولنا النفطية في دولة الإمارات يمثل رسالة قوية مفادها أن البلدين عازمتان كل العزم على مواصلة علاقاتهما الثنائية ليس فقط على المدى القصير وإنما لعقود مستقبلية قادمة".
وأعرب عن أمله في تحقيق تقدم على مستوى اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين، وأن نشهد سوياً طريق حرير جديد يتحول من حلم إلى حقيقة ماثلة أمام الجميع.
وأشاد في هذا الصدد بالعلاقات التجارية بين البلدين والتي تجاوز حجمها أكثر من 50 مليار دولار في التجارة غير النفطية. مبدياً سموه الطموح برؤية علاقات البلدين تصل إلى آفاق أبعد من ذلك لاسيما حين نعلم أن الإمارات ليست أكبر ثاني سوق في منطقة الشرق الأوسط فحسب وإنما هي أيضاً مركز رئيسي للوجيستيات والمال والأعمال والتجارة في المنطقة.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إن عدد السياح الصينيين إلى الإمارات زاد بنسبة 70% منذ قرار إعفاء المواطنين الصينيين من إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول المسبقة إلى الدولة". مؤكداً سموه أن وجود الصين كضيف شرف في معرض أبوظبي الدولي للكتاب يمثل إضافة كبيرة للمعرض. ونوه سموه في هذا الصدد إلى ترجمة "700" كتاب صيني إلى اللغة العربية خلال العام الماضي وهو إنجاز ثقافي متميز يشار إليه بالبنان.
من جانبه قال وانغ يي وزير الخارجية الصيني، إنه تم الاتفاق على تأسيس اللجنة المشتركة بين دولة الإمارات والصين من قبل الرئيس شي جين بينغ وقيادة دولة الإمارات كخطوة هامة لإقامة الشراكة الاستراتيجية بين الصين والإمارات وزيادة والتعاون المتبادل لمصلحة البلدين.
وأعرب عن سعادته بتأسيس هذه اللجنة، حيث إنها تمثل خطوة هامة لمتابعة الاتفاقيات بين قيادة البلدين.
وأضاف: "توصلنا خلال الاجتماع المشترك إلى توافق كبير في وجهات النظر بشأن الخطوات المقبلة التي ينبغي اتخاذها في المستقبل لتعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية ولقد حددنا التعاون بين الجانبين في سبعة محاور رئيسية وتم الترحيب بالمقترحات الصينية بشكل كبير وقمنا بوضع الخطة الشاملة للتعاون المستقبلي، ونحن عازمون على مواصلة تعزيز التبادل الاستراتيجي والسياسي".
وقال "إن الصين ستظل ملتزمة بالعمل على استقرار وتنمية منطقة الشرق الأوسط ونحن ننظر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة كشريك استراتيجي مهم وسوف نعمل معاً من أجل السعي إلى تسوية لقضايا سياسية في الأماكن الملتهبة بالمنطقة". معرباً عن تقدير الصين لالتزام دولة الإمارات بسياسة "الصين الواحدة".
وتابع: "أعربنا عن ارتياحنا للتعاون في مجال إنتاج واستكشاف ومعالجة وتكرير النفط بين البلدين ونحن راضون عن مستوى التقدم ونؤكد على أهمية مواصلة تسريع مسيرة التعاون في مجال تطوير النفط والغاز وبناء الموانئ وتطوير المناطق الصناعية وغيرها من البرامج الاستراتيجية الهامة التي من شأنها تعزيز مجالات التعاون بيننا وسنعمل على تعزيز الروابط المشتركة ورفع مستوى الصناعات حتى نتمكن من توفير قنوات دائمة لتعاوننا في المستقبل".
وأكد السعي لتعزيز التعاون في بعض المجالات منها على سبيل المثال توليد الطاقة النووية والطاقة النظيفة والطيران والفضاء.
وأضاف "أن دولة الإمارات العربية المتحدة أعفت المواطنين الصينيين ممن يحملون جوازات السفر العادية من تأشيرة الدخول مما يجعل سفر الشعب الصيني أسهل وخلال العام الماضي تم إجراء نحو 600 ألف زيارة متبادلة بين البلدين، وأعتقد أنه مع سياسة الإعفاء من تأشيرة الدخول سوف يزداد هذا العدد بسرعة وربما يتجاوز المليون هذا العام أو العام المقبل".
وأشار إلى أن البلدين يدعمان سياسة تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار وكلاهما أيضاً يدعوان إلى ترتيبات حرة وشفافة للتجارة الحرة الإقليمية، وسوف نعمل سوياً على زيادة التنسيق والتعاون حتى نتمكن من اختتام المفاوضات حول منطقة التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي في وقت مبكر.
حضر اللقاء واجتماع اللجنة محمد شرف الهاشمي، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الاقتصادية والتجارية.