آبي أحمد يتغزل في "أسمرة".. لؤلؤة أفريقيا وروما الصغرى
أسمرة التي تعرف بروما الصغرى، تقع على ارتفاع نحو 8 آلاف قدم، وتحتفظ بالطراز الإيطالي العتيق
وصل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إلى العاصمة الإريترية أسمرا؛ للمشاركة في قمة ثلاثية تجمعه مع الرئيسين الإريتري أسياس أفورقي، والصومالي محمد عبدالله فرماجو.
وناقش القمة الثلاثية التعاون والتكامل بين دول القرن الأفريقي وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
وقبيل مغادرته أديس أبابا، قال آبي أحمد، متغزلا في العاصمة الإرترية أسمرة: "أنا متأكد من أن مدينة أسمرة العزيزة والمرحبة دوما ستجعل إقامتنا ممتعة"، موضحا: "سأجتمع مع إخواني قادة إريتريا والصومال، وسنناقش مجموعة واسعة من القضايا التي تهم دولنا والمنطقة".
وكانت كاميرا "العين الإخبارية" قد تجولت في وقت سابق بالعاصمة الإريترية أسمرة، وتوقفت على معالمها التاريخية.
وتعد العاصمة الإريترية أسمرة أو قل "اللؤلؤة" كما يحلو لقاطنيها وزوارها، من أجمل مدن القارة السمراء، فالمدينة ترقد على ارتفاع نحو 8 آلاف قدم على مستوى البحر الأحمر، ميزها طقس معتدل طوال العام، فأصبحت إحدى أهم العواصم الأفريقية في السياحة.
وتتميز أسمرة بمعمار ذي الطراز الإيطالي، والزخرفات واللمسات الفنية جعلتها تضاهي في فتنتها وجمالها مدينة روما الإيطالية، فالتأثير الإيطالي تجده حتى على مستوى المسميات التي ما زالت صامدة كما المباني الإيطالية.
وظلت إريتريا تحت الحكم الإيطالي منذ عام 1882 إلى 1941.
ففي وسط أسمرة يسترعي نظرك دوار "جيرا فيوري" أي صينية الزهور ، وشارع كمشتاتو "شارع الحرية" الشهير والمطرز بالنخيل المرصوف على جانبيه كما هو حال معظم الشوارع الرئيسية، فضلا عن المعالم الدينية المسيحية والإسلامية ومنها مسجد الخلفاء الراشدين، والكاتدرائية الكاثوليكية.
وعبر تكست أباي، عن فخره بمولده في العاصمة الإريترية أسمرة، وقال لـ"العين الإخبارية": أنا من مواليد هذه المدينة الساحرة فهي مدينة جميلة وراقية، وكذلك التعايش والتسامح بين سكانها لا تجده في عاصمة أخرى.
وأضاف: "بشيء من الحبور والانتماء، عندما أذهب لزيارة خارج أسمرة، أجد نفسي مشتاقا لهذه المدينة فهي متميزة وفريدة وكل أبنائها يتوقون للعودة لها".
وأوضح أباي، وهو سائق تاكسي أجرة بالعاصمة أسمرة: "الإيطاليون هم من بنوا هذه المدينة، فالتصاميم تشابه مدينة روما الإيطالية، وسموها روما الصغرى، لتشابه خططها وتصاميمها وشوارعها".
وقال: "عندما تدخل وسط المدينة تجد أغلب مسميات الشوارع هي إيطالية كـ(كابشينو، وأمبررو، وكمشتاتو)"، لافتا إلى أن شارع كمشتاتو الذي استبدل اسمه بشارع الحرية كان يقطنه كبار الشخصيات والمسؤولين.
وأوضح أن الأسماء الإيطالية تجدها في الشركات الإيطالية الكبرى مثل (فياتاليرو)، والمعالم الرئيسية كالكائدراية بشارع كمشتاتو، وكامبوبلو وترابولو وكمبشتاتو وسيتانتاؤتو ودبوسيتو وكلها مسميات إيطالية ومعالم أنشأت على يد الإيطاليين.
وتابع ، أباي: "هناك منزل على شكل طائرة، أصبح محافظة، وكل هذه المعالم أصبحت تراثا وطنيا، فالمدينة حتى الآن محافظة على شكلها الإيطالي، والسكان كذلك محافظون على عاداتهم وثقافاتهم وتقاليدهم".
والمدينة التي تعرف بروما الصغرى تصحبك فيها اللمسات والأسماء الإيطالية عند كل معلم ومظهر ليست على الشوارع فحسب، وإنما المؤسسات وحتى أسماء الأحياء العريقة وسط العاصمة أسمرة، المباني العتيقة ذات الطابع الأوروبى ودور السينما والشركات العتيقة من المعالم التي تستوقف الزائر في قلب العاصمة.
وعلى الجانب الآخر من روعة المدينة، تجد فندق "كونتانينتال" الذي يعد من أجمل الفنادق وعقب التحرير في عام 1991 استبدل اسمه بـ"أسمرا بالاس"، يليه ميديانا وسارانا ونيالا والأسكلا، وبأسمرة ستة دور للسينما وهي سينما (أودين، إمبرو، أسمرا، دانتي، كابيتال، أفريقا) ومعظم العروض التي تعرض بتلك الدور هي عروض محلية.
وهناك المقاهي التي تتسم بالطابع الأوروبي كمقهى (أسمرا سويت كافي، بار أميركا، بار تكو، كرستيال هوتيل).
أما المهتمون بالتاريخ والتراث سيجدون ضالتهم في "بيت مزحفتي" أي المتحف الوطني الإريتري، ذلك المكان الذي يحكي عن تراث القوميات الإرترية التسعة (التجري، التجرنية، النارا، الكناما، الحدارب، الساهو، البلين، الرشايدة، العفر).
كما يحتضن المتحف تاريخا حافلا من النضال الإريتري لثلاثة عقود، منذ انطلاقة الثورة الإريترية بقيادة الشهيد حامد إدريس عواتي في عام 1961، مرورا بكل تفاصيل النضال الإريتري حتى لحظة استقلال إريتريا عن إثيوبيا في مايو 1991.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTk5IA==
جزيرة ام اند امز