"عام الحزن" لآبي أحمد.. شهور من الصدمات لرجل الإصلاح الإثيوبي
رئيس الوزراء الإثيوبي يشتهر بأنه رجل صارم يقود كبرى العمليات الإصلاحية في بلد يضم أكثر من 80 عرقية.
يُقر التاريخ بأن الشدائد مصنع الرجال، وفي إثيوبيا لم يكن العام 2019 سهلا على رئيس وزرائها آبي أحمد؛ إذ فقد خلال نصفها الأول رفقاء الوطن والبيت والسلطة.
آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، بات يشتهر بالرجل الصارم الذي يقود كبرى العمليات الإصلاحية في بلد يضم أكثر من 80 عرقية، منذ توليه المهمة رسمياً في 27 مارس/أذار 2018.
ما إن اقترب (آبي) من إكمال عامه الأول في قصر الحكم، حتى صُدم كغيره من أبناء بلده بنبأ تحطم طائرة إثيوبية متجهة من أديس أبابا إلى نيروبي.
كانت الطائرة تقل 149 راكبا و8 من أفراد الطاقم، وتحطمت بعد 6 دقائق من إقلاعها في مدينة بيسشفتو على بعد 48 كيلومترا من العاصمة أديس أبابا، ليموت الجميع.
منذ اللحظة الأولى للإعلان عن الحادث لم تترك الحكومة الإثيوبية عائلات الضحايا، فأقامت مراسم تشييع بمطار بولي الدولي بأديس أبابا وبكنيسة الثالوث الكاتدرائية، بحضور عدد من رجال الدين المسيحي والإسلامي.
وبعد الحادث، أعلنت هيئة الطيران المدني في إثيوبيا منع عبور وتحليق طائرات بوينج "737 ماكس" في الأجواء والهبوط في المطارات الإثيوبية.
وأمام تحركات آبي أحمد ووزرائه على كافة المستويات وفي كافة الاتجاهات، خضعت الولايات المتحدة للضغوط، وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منع كل طائرات بوينج 737 ماكس 8 وماكس 9 من التحليق.
وحين اقتربت جراح حادث الطائرة من الالتئام، فقد رئيس الوزراء الإثيوبي، والده الذي توفي في 17 يونيو/حزيران الماضي، لتصبح الصدمة الثانية لآبي أحمد، كل ذلك ولا يزال صامداً، بل ويمضي في طريق الإصلاح داخلياً وخارجياً.
بين هذه الأحداث، مد الشاب الإثيوبي يده للسودان لنزع فتيل الخلافات بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير، قبل أن تتوج اليوم الأربعاء بالنجاح؛ بل وعرض لعب دور الوسيط لحل الأزمة الحدودية بين الصومال وكينيا.
لم تمر أيام على وفاة الوالد حتى وقف رئيس الوزراء الإثيوبي في وجه تسونامي انقلاب إقليم أمهرة الفاشل، وتحديداً في 22 من يونيو/حزيران الماضي، والذي تم تصنيفه أخطر محاولة للاستيلاء على السلطة بطرق غير دستورية منذ تولي آبي أحمد الإصلاحي رئاسة الوزراء.
وفي هذه الساعات القليلة، توشح آبي أحمد بسواد حزنه على فقدان إثيوبيا، خمسة من كبار مسؤولي الحكومة والجيش، من رفقاء درب ورجال يعتبرون قلاعا حصينة وركائز الأمن المحلي.
انقلاب صحيح أنه فاشل؛ لكنه أعاد ذكريات مؤلمة لـ(آبي) ترتبط بمحاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها في الـ23 من يونيو/حزيران 2018، عندما كان يخاطب حشداً من مؤيديه وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا؛ حيث تم إلقاء قنبلة يدوية على المنصة التي كان يخاطب منها مؤيدوه، أسفرت عن مقتل العشرات وجرح المئات من المدنيين.
وظهر آبي أحمد وهو يغرس شتلات داخل ساحة المقر الرئيس للحكومة بالعاصمة أديس أبابا، في حركة رمزية بدت وكأنها تعبر عن تلك المفارقة الصارخة بين السواد الذي يتشح به المسؤول الإثيوبي، والخضرة الفاقعة للحديقة التي يتوسطها.
ومع كل ذلك، يمضي رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، طريقه الإصلاحي بخطوة الانتخابات التشريعية المقبلة في مايو/أيار 2020، والتي تعد السادسة بالبلاد منذ انطلاقها للمرة الأولى عام 1995، رافعاً شعار (إثيوبيا أولا وأخيراً).