إلغاء الاتفاق النووي يقوّض النظام الإيراني في الداخل، وكذلك مشروعه الطائفي الحاقد في الخارج والمتمدد في العواصم العربية
كان لإيران منذ بداية الثورة الإيرانية التي استفرد بها الخميني وسلطته الثيوقراطية (ولاية الفقيه) عند وصوله السلطة؛ مشاريع للهيمنة على الأمتين العربية والإسلامية، وتمزيقها من خلال تصدير الثورة الإيرانية وتأسيس حركات التحرر الطائفية والأحزاب الموالية لها في كل بلد من بلداننا الإسلامية والعربية لإسقاط الدول والحكومات، فتكون محكومة لولاية الفقيه، بينما يراوغ النظام من خلال مبدأ (التقية) خداعاً للشعوب بمؤتمرات الوحدة الإسلامية وشعارات مناصرة المستضعفين ومحاربة المستكبرين ومعاداة أمريكا وإسرائيل... ثم يكتشفون مبدأ (التقية) والمراوغة والكذب والغدر.
فالنظام الإيراني يفتخر اليوم بهيمنته على أربع عواصم عربية بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، ويقيم أوثق العلاقات مع أمريكا وإسرائيل، كما في كتاب (التحالف الغادر بين إيران وأمريكا وإسرائيل) لكاتبه الإيراني – الأمريكي "تريتا بارسي".
ينبغي على العرب استثمار هذه الفرصة الذهبية التاريخية، فالنظام في أضعف المراحل التاريخية، كما أن الشعوب الإيرانية تنتظر بفارغ الصبر الانقضاض على حكم الملالي الطغاة بعد أن شاخ وهرم وتصارعت رؤوسه، وانكشفت تقيّته وطغيانه وظلمه ومراوغاته وفساده والهوة بين الحاكم والمحكوم.
كانت الموافقة على الاتفاق النووي الإيراني مع "خمسة زائد واحد" في عهد الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" في 2015 تمثل أسوأ معاهدة، وأضعف اتفاق في التاريخ الأمريكي، حيث إنه يوقف العقوبات العالمية ويسمح لإيران بالتمدد والهيمنة بالمليشيات الطائفية في أربع دول عربية، واستخدام الصواريخ الإيرانية لقصف عاصمة الحرمين الشريفين، وتدفق مليارات الدولارات "المحجور عليها" من أمريكا إلى النظام ليستثمرها الحرس الثوري في تطوير أسلحته وبرامجه ودعم مليشياته الطائفية المجرمة".
أما الرئيس الأمريكي الجديد "دونالد ترامب" فقد عرف حقيقة الاتفاق، ظاهره وباطنه، لذلك صرح بمساوئه وقت الترشيح، والآن يعلن انسحابه رسمياً، وهذا يمثل الضربة المحكمة للاتفاق لأن تسعين بالمائة من العقوبات هي العقوبات الأمريكية، كما أن أمريكا تمثل القوة العظمى المهيمنة على النظام المالي العالمي، وعقوباتها من الخزانة الأمريكية ذات الأثر الأكبر عالميا كما هو معروف.
من هنا نرى نزول العملة الإيرانية إلى أدنى مستوى بشكل حاد وسحب الإيرانيين أموالهم من البنوك، وتردي الوضع الاقتصادي وخطاب المرشد الهزيل وتوسل النظام الإيراني بدول العالم، كما هو الحال بجولات وزير خارجيتها جواد ظريف في دول العالم لاسيما الصين وروسيا والدول الأوروبية؛ مستنجداً بالتوسط حول الاتفاق النووي.
إن إلغاء الاتفاق النووي يقوّض النظام الإيراني في الداخل، وكذلك مشروعه الطائفي الحاقد في الخارج والمتمدد في العواصم العربية، فما دخلت إيران بلداً إلا ودمرته. يكفيك النظر إلى عاصمتي الخلافة العباسية والأموية، وأين وصلت اليوم من الانحدار والدمار والظلم.
وها هي عواصمنا العربية بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء تشكو من الظلم الإيراني وتستنجدنا جميعاً.
فينبغي على العرب استثمار هذه الفرصة الذهبية التاريخية، فالنظام في أضعف المراحل التاريخية، كما أن الشعوب الإيرانية تنتظر بفارغ الصبر الانقضاض على حكم الملالي الطغاة بعد أن شاخ وهرم وتصارعت رؤوسه، وانكشفت تقيّته وطغيانه وظلمه ومراوغاته وفساده والهوة بين الحاكم والمحكوم، بعد أربعة عقود من الطغيان والفساد وبات النظام يشرب من نفس الكأس الذي جرّعه للعرب والمسلمين، وهي حقيقة تاريخية "كما تدين تدان".
ونأمل بمحاكمة نظام الملالي قريباً في المحاكم الدولية على جرائمه الكثيرة ومجازره الكبيرة، وانتهاكه لحقوق الناس في الداخل والخارج.
وقال الجواهري:
ولسوف تنزاح الخطوب وينجلي لون السماء وتستضاء الأنجم
ولسوف ينكشف المدى عن واحة خضراء عن غدك المؤمل تبسم
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة