أبو الغيط يأمل في عدم تغافل الأزمات العربية وسط زحام الحرب الأوكرانية
أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن أمله في ألا تكون الأزمة الأوكرانية الروسية سببا لنسيان الأزمات العربية.
وقال أبو الغيط- في كلمة في مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية الـ157 - إن المبدأ الحاكم لمواقف الدول العربية وتحركها الدبلوماسي حيال الحرب في أوكرانيا سيظل دائماً المصلحة الوطنية، والمصلحة العربية عموماً.
وتطلع أبو الغيط لوجود مخرج دبلوماسي للحرب الجارية في أوكرانيا يوقف نزيف الصراع ويحقن دماء الأبرياء من كل الأطراف ويحفظ الحقوق، ويُلبي الشواغل التي يُمكن معالجتها بالحوار.
وأكد أنه "لا ينبغي أن تكون سبباً في نسيان أو تناسي الأزمات العربية، التي ما زالت مشتعلة".
وأضاف أبو الغيط أن "صراعات القوى العالمية الكبرى سوف تضع ضغوطاً علينا جميعاً، وسوف تُحمِّل بعض شعوبنا قدراً من المعاناة".
وشدد على أنه "يجب علينا الاستعداد للدفاع عن مصالحنا واتخاذ المواقف التي تخدم أهدافنا".
التدخلات الأجنبية
أبو الغيط قال: "لقد عانت منطقتنا من تدخلات أجنبية وإقليمية لعقود طويلة وأفرزت هذه التدخلات، في المجمل، نتائج سلبية".ولفت إلى "أننا في المنطقة العربية، ندرك جيداً أهمية النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول وتكاملها الإقليمي".
وتابع: "طالما نادينا بأن يكون هذا المبدأ هو الحاكم لسياسات الدول وللعلاقات بينها، ولكنه، وللأسف، انتُهك مراتٍ على يد عدد من القوى الكبرى.. وفي منطقتنا، تنتهكه كل يوم قوى إقليمية متعطشة لفرض الهيمنة والتعدي على سيادة الدول".
الأمن الغذائي العربي
ولفت على نحو خاص، إلى موضوع الأمن الغذائي العربي الذي سوف يتأثر سلباً بواقع الاضطراب في واردات الحبوب، وغيرها من المواد الغذائية، من الدولتين المنخرطتين في الصراع.وأشار إلى أنه "قد سبق وأن تداول الاجتماع الوزاري العربي التشاوري الذي عُقد في 30 يناير الماضي بالكويت، اقتراحاً كويتياً بدراسة ملف الأمن الغذائي من كافة جوانبه.. ودراسة إمكانيات وفرص التكامل الغذائي العربي من أجل تعزيز الأمن الغذائي لكافة دول المنطقة، والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بملفاتٍ مختلفة من بينها الأمن المائي".
سوريا واليمن
أبو الغيط أشار إلى أنه في سوريا "ما زال نصف السكان في حالة نزوحٍ أو لجوء واليمن يشهد أكبر أزمة إنسانية على وجه الأرض بسبب استمرار الميلشيات الحوثية في مشروعها -المدان والمرفوض- للسيطرة على البلاد، وتهديد الجيران بالمسيرات والصواريخ الباليستية".وقال إن "هذه الأزمات لابد أن تُزعج ضمير العالم الذي انتفض لرؤية اللاجئين من أوكرانيا"، مشيرا إلى أن "البشر هم البشر.. واللاجئون هم اللاجئون.. والمعاناة واحدة".
وتابع قائلاً أن "أزماتنا لا ينبغي أن تُنسى أو يجرى التغافل عنها وسط الوضع الدولي المتوتر، وهذا واجبنا جميعاً في هذا المجلس".
شبح الانقسام الليبي
وأضاف أن "الوضع في ليبيا يُثير قلقنا جميعاً ولا أحد يُريد لهذا البلد أو لمؤسساته الدستورية أن تنقسم".وناشد "كافة الأطراف الليبية العمل فيما بينها على تجنب شبح الانقسام، أو اللجوء للعنف أو حتى التلويح به، وتجاوز المرحلة الانتقالية الدقيقة عبر التحلي بروح المسئولية الوطنية والتخلي عن أي مغنمٍ شخصي أو حزبي أو مناطقي، ومن أجل تحقيق التوافق في أسرع وقت على الظروف القانونية والسياسية والأمنية المناسبة لإجراء الاستحقاق الانتخابي".