أبوالغيط بالخرطوم.. مساع للاستقرار تغلق الباب بوجه قطر وتركيا
دبلوماسيون وخبراء يؤكدون أن "قرار الزيارة صائب، وفي توقيت مناسب، وسيسهم في خلق بيئة مواتية لاستئناف الحوار بين كل الأطراف".
"قرار صائب، وفي توقيت مناسب، وسيسهم في خلق بيئة مواتية لاستئناف الحوار بين جميع الأطراف لحل الأزمة والدفع بأوراق التوافق والاستقرار بالبلاد"، هكذا قرأ دبلوماسيون وخبراء في الشأن الأفريقي توجه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، الأحد، إلى الخرطوم، في أول زيارة لمسؤول عربي رفيع إلى السودان منذ عزل عمر البشير.
وشدد هؤلاء الخبراء في تصريحات خاصة لـ"العين الاخبارية" على ضرورة "إغلاق الباب تماما أمام أي محاولات تركية أو قطرية للتدخل في الأزمة السودانية؛ لدورهما في تخريب المصالح العربية العليا"، مؤكدين ضرورة توفير الدعم السياسي اللازم حتى تحقق زيارة الأمين العام النتائج المرجوة منها.
وأعلنت الجامعة العربية أن الأمين العام أحمد أبوالغيط سيزور الأحد، الخرطوم؛ حرصا على انتقال سلمي للسلطة في سياق وطني.
وقال السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام إنه من المنتظر أن يلتقي، خلال زيارته، الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي، وعددا من قيادات إعلان قوى الحرية والتغيير وممثلي القوى والحركات السياسية، وأضاف المتحدث أن الزيارة "المهمة" تأتي اتساقا مع حرص الجامعة العربية على تحقيق كامل الأمن والاستقرار في مختلف الدول الأعضاء في الجامعة.
تهيئة مناخ الحوار
وفي تعقيبه، قال السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون العربية، إن قرار الأمين العام للجامعة العربية بزيارة السودان قرار صائب؛ للبحث عن حلول توافقية وعملية تحقق الأمن واستقرار البلاد.
وأوضح أن توقيت الزيارة مناسب؛ لأنها ستسهم لا شك، في المساعدة على حلحلة الوضع الحالي، والمساعدة على تهيئة مناخ مناسب وخلق بيئة مواتية لاستئناف الحوار بين أطراف الخلاف تبرز فيه المصالح العليا للسودان، وهو أمر مطلوب حتى يستشعر السودانيون أنهم ليسوا بمعزل عن الإطار العربي، محذرا في هذا الصدد من أن ترك الخلافات للاستقطاب الحاد لن يفيد أحدا ويضر بمصالح السودان نفسه.
وأضاف بدر: "زيارة أبوالغيط تعني أن هناك إطارا عربيا معني باستقرار السودان، والمساعدة في الوصول لحلول تتجاوز المشاكل الحالية".
وردا على إمكانية أن تحمل الزيارة مبادرة لحل النقاط الخلافية العالقة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، قال بدر: "أي مبادرة ستقدم من جانب الجامعة العربية ستكون على ضوء ما يجريه الأمين العام من اتصالات بين الأطراف المختلفة".
وشدد مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون العربية على أنه ينبغي إغلاق الباب تماما أما أي محاولات تركية أو قطرية للتدخل في الأزمة السودانية بل والإعلان عربيا وعالميا عن التدخلات الضارة واتخاذ إجراءات بالنسبة للأطراف التي تتدخل ضد مصالح السودان.
وأشار إلى أن "تركيا وقطر أطراف تخرب المصالح العربية العليا، وللأسف فإن قطر لن تتخلى عن هذا الدور التخريبي ولن تستطيع التخلي عنه، لأنها وضعت الأمور الشاذة كجزء من مكون استمرارها".
الزيارة لن تكون الأخيرة للجامعة
ومن جهته، قال السفير أحمد حجاج الأمين العام المساعد السابق لمنظمة الوحدة الأفريقية، لـ"العين الإخبارية" إن الزيارة تعكس اهتمام الجامعة العربية الكبير بالسودان، وتظهر التضامن العربي معها كدولة مهمة وعضو مهم بالجامعة.
ورأى حجاج أن الزيارة تأتي عقب زيارة الأمين العام للأمم المتحدة ومباحثاته مع السكرتير العام حول الوضع في السودان، وإعلان أبوالغيط خلالها أنه قد يزور السودان، مردفا: "وخلال اليومين الماضيين أوفدت الجامعة العربية وفدا قام بمقابلة عدد من المسؤولين السودانيين للتمهيد لزيارة أبوالغيط".
وأشار إلى أن الأمين الغيط سيؤكد، خلال الزيارة، ضرورة التفاوض، وحل الأزمة بالحوار بين جميع الأطراف السودانية.
وبين أن زيارة الأمين العام للسودان لن تكون الأخيرة، وسيتبعها عدد من الزيارات الأخرى لإظهار حجم التضامن والمساندة العربية مع دولة السودان الشقيقة.
وكان أحمد أبوالغيط، قد التقى خلال اليومين الماضيين، أنطونيو جوتيريس، السكرتير العام للأمم المتحدة، في نيويورك.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، بأن اللقاء شهد تناول آخر التطورات المتصلة بالأزمات في كل من سوريا واليمن وليبيا، والحاجة إلى تعزيز التنسيق الأممي والعربي بغية مساندة الأطراف في السودان من أجل العودة إلى الحوار الهادف للاتفاق على ترتيبات الانتقال السلمي للسلطة في البلاد.
مطلوب دعم سياسي
رئيس بحوث السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور هاني رسلان اعتبر أن زيارة أبو الغيط مهمة في توقيتها؛ لأن حالة الاستقطاب تتزايد بالسودان، وهناك توجه واضح لدى بعض الأطراف لفرض حلول منفردة؛ لذا فإن كل جهد يبذل فهو مطلوب بلا شك.
لكن الخبير في الشأن الأفريقي قال إن "حضور الجامعة العربية إن لم يكن مدعوما بموارد ودعم سياسي سيكون شكليا"، مؤكدا في الوقت ذاته أن وساطة الجامعة هي نوع من إظهار الاهتمام العربي، وأيضا واجهة لأطراف عربية أخرى يهمها السودان ولكن الظروف غير مهيأة بالكامل حتى الآن داخليا لقبول وساطتها أو تدخلها.
وحذر رسلان من حالة الاستقطاب في السودان التي وصلت إلى مستوى خطير، الأمر الذي استدعى تدخلات ووساطات إقليمية وقارية ودولية، وفى الوقت الحالي تتصدر الوساطة الإثيوبية واجهة الأحداث بعد أن حظيت بدعم الاتحاد الأفريقي وكذلك الولايات المتحدة.
واستدرك: "رغم قبول كلا الطرفين للوساطة فإنه من الواضح من تصريحات المجلس العسكري بالأمس واليوم أنها تتعثر".
والجمعة الماضي، اقترح آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، خلال زيارته إلى السودان واجتماعه مع قادة قوى إعلان الحرية والتغيير بمقر السفارة الإثيوبية في الخرطوم، تشكيل مجلس سيادي مكون من 8 مدنيين و7 عسكريين، ضمن جهود الوساطة الإثيوبية التي يقوم بها لحل الأزمة في البلاد.
وتسارعت الأحداث منذ 11 أبريل/نيسان الجاري، حيث أعلن الجيش عزل البشير واعتقاله في مكان آمن وتعطيل العمل بالدستور، وحل البرلمان والحكومة المركزية وحكومات الولايات، وتشكيل لجنة أمنية لإدارة البلاد لمدة انتقالية مدتها عامان، يتم خلالها تهيئة البلاد للانتقال نحو نظام سياسي جديد، مع فرض حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg جزيرة ام اند امز