مطارات أبوظبي تحلق بأرقام تاريخية.. وانسحاب مكلف لـ«ويز إير»

تلعب مطارات أبوظبي دورا حيويا في الربط العالمي والإقليمي، فعلى مدار السنوات الأخيرة، استثمرت دولة الإمارات بشكل استراتيجي في البنية التحتية للطيران لدعم التنوع الاقتصادي ونمو السياحة وتطوير الخدمات اللوجستية.
وتشتهر مطارات أبوظبي على المستويين الإقليمي والدولي بقدراتها الاستيعابيه الضخمة، وابتكاراتها الاستثنائية، وخدماتها المتميزة للمسافرين من جميع أنحاء العالم.
وفقا لتقرير AirHelp لتصنيف المطارات لعام 2025، حقق مطار أبوظبي الدولي أداء جيدا بإجمالي 8.11 درجة، مدعوما بتقييمات إيجابية في رضا العملاء (8.6) ووسائل الراحة (8.7). حيث تؤكد هذه الدرجات على الميزة التنافسية لدولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم تجارب ركاب متميزة من خلال خدمة عالية الجودة وعروض متنوعة.
تتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة في حركة النقل الجوي الدولي، مدعومة بشركات طيران عالمية المستوى مثل طيران الإمارات والاتحاد للطيران، مستهدفة التحول إلى مركز عبور عالمي رئيسي، وجذب المزيد من السياح وتعزيز القدرة التنافسية الإقليمية والعالمية.
تتميز مطارات أبوظبي بدمجها للتقنيات المتقدمة ووسائل الراحة الفاخرة والعمليات المبسطة التي تخدم ملايين المسافرين سنويا، وتعد مطارات أبوظبي بوابة شحن حيوية تربط آسيا وأوروبا وأفريقيا.
ومن خلال الاستثمارات والتوسعات المستمرة، تحافظ مطارات أبوظبي على دورها المحوري في قطاع الطيران العالمي، مما يعزز مكانتها كحلقة وصل أساسية في السفر الجوي والتجارة الدولية.
في المقابل، اختارت "ويز إير" السير في الاتجاه المعاكس، بإلغاء رحلاتها من وإلى أبوظبي، ما يمثل خسارة استراتيجية لشبكتها، التي كانت تستفيد من أبوظبي كبوابة مباشرة إلى وجهات مثل أوزبكستان وكازاخستان والهند وجورجيا. ويأتي الانسحاب وسط تحديات تشغيلية عالمية تواجه الشركة، أبرزها أزمة محركات GTF التي أخرجت 40 طائرة من الخدمة حتى 2026، ما أثر على توسعها وعدد مسافريها.
انسحاب "ويز إير" يمثل ضربة موجعة لطموحات الشركة التوسعية في الأسواق ذات النمو المرتفع، وخاصة في آسيا وأفريقيا وأوروبا الوسطى. وتأتي هذه الخطوة في توقيت بالغ الحساسية لقطاع الطيران العالمي، في ظل منافسة شديدة، وتحولات في أنماط السفر الدولي.
وتواجه "ويز إير" ضغوطا تشغيلية متزايدة، من أبرزها النقص الكبير في أسطول طائراتها نتيجة مشاكل في محركات Pratt & Whitney GTF، والتي أدت إلى إيقاف تشغيل حوالي 40 طائرة من طراز A320 حتى عام 2026. هذا التحدي أدى إلى تراجع ملحوظ في عدد المسارات الجديدة، وانخفاض القدرة التشغيلية وعدد المسافرين على الخطوط الأوروبية والشرق أوسطية.
وفي وقت تسجل فيه مطارات أبوظبي نموا قياسيا وصل إلى 29.4 مليون مسافر في 2024، وتعزز فيه "الاتحاد للطيران" من توسعها عبر إطلاق 10 مسارات جديدة في يوم واحد فقط، تبدو خطوة "ويز إير" وكأنها تنازل عن فرصة استثنائية للنمو في أحد أكثر مراكز الطيران استقرارا وأمانا وربطا عالميا.
مغادرة شركة "ويز إير" أبوظبي تعني فقدان ميزة تنافسية حيوية، وستنعكس آثارها على المدى المتوسط والطويل في هيكل أعمال "ويز إير" وشبكتها الإقليمية والعالمية.
ووسط التحولات المتسارعة في قطاع الطيران العالمي، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كمحور استراتيجي يقود مستقبل السفر الجوي بكفاءة استثنائية ورؤية استثمارية مدروسة. ويأتي ذلك وسط مؤشرات قوية تؤكد التفوق المستمر لمطارات أبوظبي وشركات الطيران الإماراتية، وفي مقدمتها "الاتحاد للطيران"، و"العربية للطيران"، على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
سجلت مطارات أبوظبي في عام 2024 رقما قياسيا غير مسبوق بلغ 29.4 مليون مسافر، بزيادة قدرها 28% مقارنة بعام 2023، وهو ما يعكس الانتعاش اللافت والقدرة التشغيلية العالية لمنشآتها، خصوصا بعد تشغيل مطار زايد الدولي الذي يمثل نقطة تحول في معايير السفر العالمية.
وشهد العام نفسه زيادة في حركة الطائرات بنسبة 10%، مع تشغيل 29 مسارا جديدا وانضمام 8 ناقلات دولية جديدة، ما يعزز من ربط أبوظبي بمراكز النمو الجوي في آسيا، وأفريقيا، وأوروبا.
النجاح اللافت لمطارات أبوظبي وشركات الطيران الإماراتية لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتاج استراتيجية طويلة المدى ترتكز على الابتكار، والاستثمار في البنية التحتية، والسياسات المرنة. ومع تسارع التوسع، والتكامل بين الناقلات الوطنية، والمطارات الحديثة، تواصل أبوظبي والإمارات ترسيخ مكانتهما كمركز عالمي رائد للطيران المدني، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل على مستوى العالم.
في إنجاز مالي تاريخي، أعلنت "الاتحاد للطيران" عن تحقيق 476 مليون دولار أرباحا صافية في عام 2024، بزيادة تقارب 233% مقارنة بالعام السابق. وقد نقلت الشركة 18.5 مليون مسافر، مع ارتفاع ملحوظ في عائدات الشحن بنسبة 24% لتصل إلى 1.1 مليار دولار، مما يؤكد قدرتها على تنويع مصادر الإيرادات وتعزيز استدامة نموذج أعمالها.
كما أطلقت الشركة 10 مسارات دولية جديدة في يوم واحد للعام 2025، في خطوة جريئة تعكس الثقة الكبيرة في بنيتها التشغيلية، وشبكة مطارات أبوظبي المتقدمة، وموقع دولة الإمارات الجغرافي الفريد.
تستفيد مطارات أبوظبي من موقعها الجغرافي المحوري بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، حيث تستخدم كمركز عبور لأكثر من 45% من ركابها الدوليين، ما يجعلها عنصرا رئيسيا في سلاسل النقل الجوي العابرة للقارات.
كما تعد الإمارات من أكثر دول العالم دعما للطيران، إذ يساهم هذا القطاع بنسبة 18% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني ويوفر نحو مليون وظيفة، وفق بيانات رسمية. وتؤكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) أن شركات الطيران في المنطقة تحقق أعلى هامش ربح عالمي بنسبة 8.7%، متفوقة على نظيراتها في أوروبا وأمريكا الشمالية.
افتتاح مرافق متقدمة مثل منشأة الجمارك الأمريكية المسبقة (US CBP) في مطار زايد الدولي، وحصول المطار على لقب “أجمل مطار في العالم” لعام 2024، يعكس التزام أبوظبي بتحقيق تجربة سفر عالمية المستوى. وتستعد "الاتحاد للطيران" لإدراج جزء من أسهمها في سوق أبوظبي، ضمن خطة طموحة لزيادة عدد الوجهات إلى أكثر من 125 وجهة بحلول عام 2030.
على عكس بعض المراكز الجوية العالمية التي تعاني من الاكتظاظ والاختناقات التشغيلية، تقدم مطارات أبوظبي تجربة مرنة وفعالة، بما في ذلك فترات عبور قصيرة، وسعة تشغيلية عالية، ومنشآت ذكية، ومزايا تنافسية جذبت شركات من كل القارات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTc1IA== جزيرة ام اند امز