"أبوظبي للكتاب" يناقش مستقبل النشر في ظل الذكاء الاصطناعي
نظّم معرض أبوظبي الدولي للكتاب جلسة نقاشية، الجمعة، حول مستقبل صناعة النشر في ضوء تطورات نظم الذكاء الاصطناعي.
ناقش المتحدثون في الجلسة العديد من القضايا التي تخص قطاع النشر في ظل التطورات الحاصلة والمتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي من ناحية النشر وصناعة الكتب واتجاهات القراء.
وعرض الدكتور إيهاب خليفة، الخبير في مجال الذكاء الاصطناعي ومدير الجلسة، ثلاثة سيناريوهات رئيسية لتأثير نظم الذكاء الاصطناعي على قطاع النشر، أولها سيناريو ثوري يتمثل في إمكانية اختفاء الكتب في المستقبل، فتصبح الكتب موجودة في المتاحف، مثلها مثل التليغراف والآلة الكاتبة قديماً وتختفي معارض الكتب، لتصبح مهمة إنتاج ونشر المعرفة موكلة لنظم ذكية مثل تشات جي بي تي أو سيري أو مساعد جوجل، وثانيها أنها ستظل موجودة، ولكن سوف يزاحم الذكاء الاصطناعي الإنسان في عملية التأليف وإدارة المحتوى، فنجد أن هناك كتباً قد تم تأليفها وتحريرها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وقال الدكتور خليفة، إن السيناريو الثالث يتمثل في أن قطاع النشر سيستفيد من ثورة الذكاء الاصطناعي في تحسين عملية إنتاج ونشر المحتوى فتتحول دور النشر والمكتبات إلى نظم ذكية أكثر كفاءة وأكثر تفاعلاً مع احتياجات القارئ، فلا مانع أن يقوم الكتاب مستقبلاً بالتفاعل مع القارئ، فتتغير المعلومات أو الأحداث داخل الكتاب وفقاً لعمر القارئ أو مشاعره تجاه تطور الأحداث.
من جانبه، قال توماكس كوكس، مدير شركة "آرك ووركس" المتخصصة في تكنولوجيا النشر حول تأثيرات نظم الذكاء الاصطناعي على قطاع النشر، إن تأثيرات الذكاء الاصطناعي على قطاع النشر متعددة، بما في ذلك القدرة على تحرير المخطوطات وتلخيصها وأتمتة الترجمات وتحسين عملية التسويق، بل قد تصل قدرته إلى إنشاء محتوى لكتب كاملة.
وتساءل توماكس كوكس: هل سيتقبل القراء هذا المحتوى المؤلف؟، مشيراً إلى عدة تخوفات منها إمكانية إزاحة بعض الوظائف البشرية، خاصة المهام الروتينية والمتكررة، وكذلك إمكانية وجود محتوى رديء الجودة يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.
من ناحيته، قال الدكتور أسامة إمام، أستاذ نظم المعلومات وعميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة حلوان، إن قدرات الذكاء الاصطناعي في علمية إنشاء وتنظيم المحتوى يجب أن تراعي عدة نقاط مهمة تضمن التغلب على المشكلات التي قد يقع فيها الذكاء الاصطناعي مثل التحيز والخطأ والمعلومات المضللة، ويتضمن ذلك القدرة على توفير مجموعة واسعة من البيانات الموثوقة والتعليم عليها لتحسين أداء النماذج الذكية وتقليل الأخطاء والتحيزات وبناء آليات مراقبة دقيقة للتحقق من جودة المحتوى المولد بواسطة الذكاء الاصطناعي وتحليله للتحقق من الدقة والمصداقية والانحياز.
وتحدث خلال الجلسة عمار مرداوي، المؤسس المشارك والمدير العام لشركة رفوف، أول منصة عربية للكتب الإلكترونية والكتب الصوتية، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي بات يمتلك إمكانات هائلة لتحويل صناعة النشر، ليشمل جوانب مثل الكتابة والنشر والتسويق، فيمكن لنماذج اللغة الكبيرة مثل ChatGPT إنشاء محتوى بسرعة عالية وإثراء الإبداع وتحسين جودة الكتابة.
وأشار إلى أن هذه التكنولوجيا قادرة على تطوير عملية النشر من خلال التنبؤ بنجاح الكتاب وأتمتة مهام التحرير والتدقيق الإملائي والنحوي بشكل آلي.
وأوضح أنه يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات المستهلك في التسويق والتوزيع لتوقع أنماط الشراء وتحسين استراتيجيات التوزيع، إلا أنه يجب على الصناعة معالجة تحديات مثل الاستغناء عن الوظائف والمسائل المتعلقة بحقوق النشر لضمان أن فوائد الذكاء الاصطناعي تتجاوز عيوبه.
وذكر أنه على الرغم من أن مكتب حقوق الطبع والنشر بالولايات المتحدة قد أعلن أن الأعمال التي تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي قد تكون مؤهلة لحماية حقوق الطبع والنشر، بشرط وجود مشاركة بشرية كبيرة، فإنه لا تزال الآثار القانونية والأخلاقية المترتبة على حقوق التأليف والنشر للنصوص التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي موضع نقاش.
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA= جزيرة ام اند امز