سياسة الصين حول العالم.. "ملتقى أبوظبي" يرسم معالم واضحة
باتت سياسة الصين الخارجية تحتل مكانة كبيرة في أروقة البحث والسياسية على حد سواء، في ضوء النشاط المتزايد لبكين في العالم.
لذلك كانت السياسة الخارجية الصينية حاضرة بقوة في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي؛ واحد من أفضل 10 ملتقيات استراتيجية في العالم، في دورته التاسعة الجارية حاليا.
ففي الجلسة الخامسة من تلك الجلسات، ناقش خبراء في العلاقات الدولية والسياسات، اليوم الإثنين، سعي الصين لتعزيز تحالفاتها ومكانتها في النظام الدولي.
وفي هذا الإطار، قال رئيس معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية، بيلاهاري كاوسيكان، إنه "لا يعتقد أن الصين ستتنازل مطلقاً عن هدف ضم تايوان".
وتابع "ربما تلجأ (الصين) في أي وقتٍ لاستخدام القوة لتحقيق هذا الهدف وهي في هذا التوجه ستضع في اعتبارها الدروس المستفادة من حرب روسيا في أوكرانيا".
أما نيلسون وونغ نائب الرئيس والمدير التنفيذي في مركز شنغهاي للدراسات الاستراتيجية والدولية لمنطقة المحيط الهادي، فتحدث عن قضية أخرى، وهي علاقة بكين بمنطقة الشرق الأوسط.
وقال وونغ إن الصين تنظر إلى الشرق الأوسط باعتبارها منطقة صديقة، ومصدر مهم لحاجة الصين واقتصادها للطاقة، مضيفا "لذا تحرص الصين على عدم الاصطفاف مع جهة ما ضد جهة أخرى في الشرق الأوسط".
من ناحيته، قال أساف أوريون الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إنه لا يمكن لأي شخص أن يتوقع من الصين أن تُقدِّم الأمن لمنطقة الشرق الأوسط، إلا أن بكين ستكون نشطة في هذه المنطقة بسبب مبادرة الحزام والطريق، ونظراً لطموحها العالمي المتنامي.
ومن الشرق الأوسط للحرب الأوكرانية، إذ قال بوو زو الباحث في مركز الشؤون الاستراتيجية والأمنية الدولية التابع لجامعة تسينغهوا الصينية إن موقف الصين من الحرب الأوكرانية هو العمل عن كثب مع الطرفين لإنهاء الأزمة؛ لاسيما أن روسيا شريك استراتيجي للصين، وأوكرانيا شريك تجاري، مضيفا "لكن الصين لن توقف علاقاتها مع روسيا كما تريد واشنطن".
وملتقى أبوظبي الاستراتيجي في دورته التاسعة يجري على مدار يومين، إذ ناقش في جلساته المتبقية باليوم الأول، الإثنين، جيواقتصاديات التنافس الاستراتيجي الدولي على الغذاء وسياسات تغير المناخ، وآفاق الصراعات التي قد تنشأ بسبب التنافس الجيواستراتيجي على الطاقة، والسباق نحو الهيمنة في المجال الرقمي.
وفي اليوم الثاني، غدا الثلاثاء، من المقرر أن يناقش الملتقى مستقبل الشرق الأوسط، من حيث الترتيبات الأمنية والتحالفات الإقليمية قيد التشكل، ومسار تنافس القوى الإقليمية والدولية في منطقة الخليج، وانعكاسات السياسات الإيرانية على الاستقرار الإقليمي.
كما يناقش الملتقى، خارطة الخيارات والسيناريوهات في مسار القضية الفلسطينية، والقضايا الأخرى التي تهم منطقة الشرق الأوسط مثل حماية الطبيعة والمناخ والأمن السيبراني.
ويستقطب الملتقى الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات نخبةً واسعةً من صانعي السياسات والخبراء الاستراتيجيين والباحثين البارزين من أنحاء مختلفة من العالم.