ها هي الفوضى تدب في الكيان العربي من جديد، لتقودها هذه المرة الشعوب الهائجة التي اكتفت ظلماً ففاضت مطالبها بإسقاط قناع الدين
ها هي الفوضى تدب في الكيان العربي من جديد، لتقودها هذه المرة الشعوب الهائجة التي اكتفت ظلماً ففاضت مطالبها بإسقاط قناع الدين عن الانتماءات الحزبية، لتعلو الأصوات ضد الطائفية وتنادي بالدولة الوطنية الأبية مبتغيةً العدل وتوفير مقومات العيش بكرامة.
حينما تتجدد النداءات لتذهب في اتجاهاتها نحو المطالبة السلمية بالحقوق وتقابلها قوى تؤمن بقيم الفيلسوف هيغل الذي يرى أن التدمير هو أساس التعمير هنا تأتي الحاجة إلى استبدال تلك القيم بشكل مدروس وطويل المدى بقيم الرحمة والحكمة والعدل.. ويتحقق ذلك باختصار عبر "السلم".
يتكامل هذا المشروع مع مبادرات عديدة يقوم عليها منتدى السلم في المجتمعات المسلمة التي من بينها التحفيزية كجائزة الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه للسلم الدولية، وغيرها التي تخاطب عقول الشباب كهاكثون صناع السلم
عندما نتحدث عن السلم يفرض منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة نفسه منبثقاً عن العاصمة أبوظبي برعاية خاصة من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وبرئاسة معالي الشيخ عبدالله بن بيه، ليكون هذا المنتدى طوق نجاة لتغيير العقليات وتصحيح المفاهيم عبر مقاربته التجديديـة التي تسعى لتحريـر العقـل بالديـن، وتبريـر الدين بالعقل فلا تفاوت ولا تناقض، ويحقق ذلك بالحوار بين النخب الدينية والأكاديمية عبر مشاريعه المتعددة.
ولعل آخر تلك المشاريع "حلف الفضول بين الأديان" الذي جاء ليكون الإحيـاء التاريخي لروح حلف الفضول الذي زكاه الإسلام، فقـال عنـه النبـي صلـى اللـه عليـه وسـلم: "لقـد حضـرت فـي دار ابـن جدعان حلفاً لو دعيت به في الإسلام لأجبت". ويقوم على مبدأ التعاون بين أتباع الديانات وغيرهم من محبي الخير في العالم ليتحقق التعايش في عالم سعيد.
ويتكامل هذا المشروع مع مبادرات عديدة يقوم عليها منتدى السلم في المجتمعات المسلمة التي من بينها التحفيزية كجائزة الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه للسلم الدولية، وغيرها التي تخاطب عقول الشباب كهاكثون صناع السلم.
وأنا دائماً أؤمن بدور الإعلام والمنشورات والبحوث في إحداث تغيير عميق في الوعي الجمعي داخل المجتمعات وهي مسألة جوهرية يهتم بها المنتدى كما لاحظت أثناء زيارتي لجناح مركز الموطأ في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهو الذي يسير جنباً إلى جنب مع المنتدى ويعمل على تجهيز كفاءات علمية وعلماء إماراتيين ينشرون قيم الإسلام السمحة وتعاليمه السامية.
ولا يتوقف الدور هنا فقبل يومين استقبلت فيينا أكثر من 200 شخصية عربية وعالمية من القيادات والمؤسسات الدينية وممثلي المنظمات الدولية والمجتمع المدني في لقاء دولي نظمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ليؤكد فيه بن بيه نقطة يجب أن نتوقف عندها مطولاً وهي "ضرورة القيام بمراجعة فكرية لمبدأ حرية التعبير بشكل مدروس ينظر إلى التأثير الميداني فهو يربط بين مبدأ حرية التعبير الذي غدا مبدأ مقدساً في الحضارة المعاصرة ومبدأ المسؤولية عن نتائج التعبير".. وهنا يبدأ الحرب ضد خطاب الكراهية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة