أبوظبي تشهد إرساء أجندة الطاقة العالمية 2020
أبوظبي تبذل جهودا كبيرة للحد من انبعاثات الكربون الناجمة عن قطاع النفط والغاز، لجعل المجتمع منخفض الكربون وأكثر استدامة.
تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أقيمت، السبت، مراسم الافتتاح الرسمي للدورة السنوية الرابعة لمنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي في أبوظبي، الذي انطلقت أعماله، أمس.
- برعاية محمد بن زايد.. انطلاق فعاليات منتدى "الأطلسي" العالمي للطاقة بأبوظبي
- منتدى مشرعي "إيرينا" يناقش حلول الطاقة المتجددة
شارك في حفل الافتتاح 700 مسؤول يمثلون 75 دولة لإرساء أجندة الطاقة العالمية للعام الجديد 2020 ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة.
حضر الافتتاح الرسمي لمنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والصناعة الإماراتي، والدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها، والمهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة بأبوظبي، والمهندس محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، ومصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لقطاع البترول والبتروكيماويات في شركة "مبادلة"، ونخبة من أبرز الشخصيات السياسية وقادة الفكر العالميين والإقليميين.
دور كبير لأبوظبي
وقال فريدريك كيمب، الرئيس والرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي، إن أبوظبي تبذل جهوداً كبيرة للحد من انبعاثات الكربون الناجمة عن قطاع النفط والغاز، لجعل المجتمع منخفض الكربون وأكثر استدامة، وهو ما يجعل تجربتها مصدر إلهام للكثير من دول العالم.
وأوضح أن منتدى الطاقة العالمي يشهد إقامة العديد من ورش العمل والجلسات المعتمدة على الابتكارات والتقنيات المتقدمة.
وأشار إلى أن أسبوع أبوظبي للاستدامة يؤكد أن الشرق الأوسط منطقة مركزية في تحقيق الاستقرار وإرساء السلام على مستوى العالم؛ حيث يعمل المجلس الأطلسي على الحد من التطورات الجيوسياسية في المنطقة من خلال التعاون مع الشركاء.
وتطرق كيمب خلال حديثة إلى حرائق الغابات التي شهدتها بعض دول العالم، وقال إن عام 2019 كان مليئاً بالأحداث المتعلقة بالتغيير المناخي؛ حيث كان أكثر الأعوام ارتفاعاً بالحرارة.
وأوضح أن الكوارث الطبيعية كلفت الاقتصاد العالمي نحو تريليون دولار خلال السنوات الخمس الماضية، وهو ما يتطلب تكاتف الجهود العالمية لمواجهة التحديات المستقبلية.
عقد جديد لمستقبل الطاقة
وأكد الرئيس التنفيذي الفخري للمجلس الأطلسي الجنرال جيمس جونز، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في كلمته الافتتاحية للمنتدى، أن منتدى الطاقة العالمي يبدأ عقداً جديداً لتشكيل مستقبل مشهد الطاقة العالمي.
وقال إن أبوظبي تعد شريكاً موثوقاً في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات جيوسياسية وتوترات ناتجة عن وجود حالة من عدم اليقين السياسي، واصفاً المصالح الأمريكية مع الشركاء في المنطقة بأنها قوية.
وأعرب عن أمله في تحقيق تقدم ملحوظ في هذه المصالح يشمل جميع الجوانب والقطاعات، لا سيما الطاقة التي ستلعب دوراً محورياً في المستقبل.
وأضاف أن منتدى الطاقة العالمي يعد فرصة مهمة لتقريب وجهات النظر وتقوية الروابط؛ حيث يمكن استخدام الطاقة لإرساء الاستقرار والازدهار في العالم، وذلك من خلال المشاركة مع الدول التي ليس لديها تقنيات تسمح لها بتخطي التلوث في تنميتها وتوفير حياة أفضل لمجتمعاتها.
ونوه مستشار الأمن القومي للرئيس باراك أوباما بأن مناقشة المنتدى لقضية استكشاف الجغرافيا السياسية لانتقال الطاقة، تشكل نموذجاً جديداً حيث ستعمل شبكات 5G على تحديد حدود الطاقة المتمثلة في خطوط الإمداد الأنابيب.
وقال إن تغير المناخ من شأنه أن يغير التوجهات الاستثمارية لذلك خلال عام من اليوم، وستظهر تقنيات جديدة توفر أماناً لا يمكن اختراقه من الجيل الخامس لمعظم البنى التحتية الحيوية.
توقعات مبشرة
من جانبه قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر في كلمته الرئيسية لمنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي إن التوقعات المستقبلية للاقتصاد العالمي لعام 2020 تبدو مبشرة وإيجابية مقارنة بالعام الماضي، حتى مع بعض حالات عدم اليقين التي تفرضها القضايا الجيوسياسية التي يشهدها العالم.
وأشار إلى هدوء التوترات الجيوسياسية على مر الأيام القليلة الماضية؛ حيث تبدو الحكمة والتوازن والدبلوماسية سيدة الموقف حالياً.
وقال: "في ظل الانفراج وانخفاض حدة التوترات التجارية والمؤشرات بعودة النمو في القطاع الصناعي وارتفاع مستوى الاتفاق الاستهلاكي، يمكننا أن نتطلع للمستقبل بتفاؤل حذر".
حلول استراتيجية
وقال مصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لقطاع البترول والبتروكيماويات في شركة "مبادلة": "لقد تطور منتدى الطاقة العالمي حتى أصبح اليوم ملتقى رئيسياً للجهات المعنية بشؤون الطاقة في العالم، ونحن بوصفنا شركة استثمار عالمية، نقدر أهمية الحوار والشراكات في تطوير وتطبيق حلول استراتيجية لعدد من التحديات الملحة التي يوجهها القطاع ومن بينها تلبية الاحتياجات المتنامية للطاقة مع الحد من الانبعاثات في الوقت نفسه".
وتستمر أعمال المنتدى العالمي للطاقة في أبوظبي لمناقشة التداعيات الجيوسياسية والجيواقتصادية طويلة الأمد التي يشهدها هذا القطاع المتسم بالتغير، إضافة إلى مناقشات التحول في مجالي النفط والغاز بقطاع الطاقة وتوفير التمويلات لتأمين مستقبل القطاع والعلاقات المتداخلة في عصر التطورات الجيوسياسية الجديد.
aXA6IDMuMTQzLjI0MS4yNTMg جزيرة ام اند امز