من أبوظبي.. العالم يعزز أمنه السيبراني عبر حلول الابتكار والرقمنة
انطلقت اليوم في أبوظبي فعاليات مؤتمر الأمن السيبراني بالشرق الأوسط، بالتعاون بين مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات ومايكروسوفت.
ويستمر حتى 17 مايو/أيار الجاري بفندق قصر الإمارات بمشاركة دولية واسعة.
يشارك في المؤتمر قادة وخبراء تقنية المعلومات بمختلف القطاعات الحكومية والخاصة لمناقشة مشهد التهديدات الإلكترونية المتنامية في المنطقة وكيفية زيادة الوعي لمواجهة التحديات السيبراني إضافة إلى تعزيز آلية تبادل المعلومات حول أحدث الابتكارات والمستجدات في مجالي الأمن السيبراني وحماية البيانات.
تعزيز الشراكات والتعاون الدولي
وقال الدكتور محمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات إن المؤتمر يأتي في وقت تشهد فيه التكنولوجيا تطورا متسارعا والذي يتطلب ضرورة تعزيز الشراكات والتعاون الدولي من أجل العمل سويا لصياغة نماذج وأساليب عمل جديدة ومبتكرة وآمنة داعمة لعملية التحول الرقمي الشامل والآمن وحماية البيانات والحفاظ عليها كونها مسؤولية تشاركية تتخطى الحدود الرقمية.
وأكد أهمية تعزيز مفهوم حماية البيانات وترسيخ مبادئ ومعايير الأمن السيبراني والتحول الآمن بما يسهم في سد الثغرات التكنولوجية لحفظ البيانات والمعلومات والتصدي بشكل استباقي للهجمات السيبرانية المحتملة، مشيرا إلى أن المؤتمر يتطرق إلى تحديات الأمن السيبراني مثل الاختراقات وجرائم المعلومات التي تواجه التحول الآمن إضافة حماية البيانات التي يجب التعامل معها وحمايتها بوعي ومسؤولية.
من جانبه، قال نعيم يزبك، مدير عام مايكروسوفت الإمارات إن العالم على أعتاب ثورة صناعية رابعة قاطرتُها الاتصال والتكنولوجيا الرقمية مضيفا أن الأمن السيبراني الفعال بات أكثر أهمية أمام هذا القدر الكبير من المخاطر.
وأشار إلى أن التكنولوجيا وحدها ليست كافية لمكافحة هذه التهديدات المتزايدة كما تتطلب التكنولوجيا عقد شراكات بين الحكومات والشركات على صعيد مختلف القطاعات، وقال: "إن مؤتمر الأمن السيبراني في الشرق الأوسط يشكل منبرًا لقادة الفكر والخبراء في المنطقة لتبادل معلوماتهم وخبراتهم بشأن الفرص والتحديات المستجدة المتعلقة بالأمن السيبراني".
تعميم الأدوات الأمنية المبتكرة
بدورها، قالت ميشال برافرمان بلومنستيك، نائبة رئيس شركة مايكروسوفت ورئيسة التقنيات الأمنية والمديرة العامة لمركز البحث والتطوير لدى شركة مايكروسوفت في إسرائيل: "يعاني العاملون في المجال الأمني اليوم من عدد الهجمات الإلكترونية الكبيرة وتعقيدتها الكثيرة. والتي تتراوح بين محاولات التصيد البسيطة إلى عمليات التجسس الإلكتروني المعقدة التي تعرض البيانات الحساسة والبنية التحتية الحيوية للخطر. ولقد نما مشهد التهديدات بشكل كبير من حيث الحجم والتعقيد على مدى السنوات القليلة الماضية. لذلك يحتاج العاملون في المجال الأمني إلى أدوات جديدة لمساعدتهم على التحرك بسرعة كبيرة".
وأضافت: "من هذا المنطلق ستساهم الأدوات الأمنية المبتكرة بما في ذلك رقمنة البنية التحتية والذكاء الاصطناعي، في تحويل ميزان القوى لصالح العاملين في المجال الأمني عن طريق تمكينهم بمزيد من الرؤى الشاملة والمتكاملة".
وقالت: "نحن ندرك أن الأمن السيبراني يُعد عنصرًا أساسيًا في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي ونشرها. وبينما نعمل على إنشاء أحدث الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي، نحن ملتزمون أيضًا بضمان حماية خصوصية بيانات عملائنا وأمنها في كافة الأوقات".
جدير بالذكر أن المؤتمر يتضمن مناقشات ثرية وجلسات رئيسية حول موضوعات متنوعة مثل الجرائم السيبرانية، إلى جانب مستقبل الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني، ويتيح المؤتمر أيضًا للمشاركين فرص هائلة للتواصل والتعاون فيما بينهم.
ويشمل المتحدثون البارزون في المؤتمر كلا من سعادة الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات؛ وميشال برافرمان بلومنستيك، نائبة رئيس شركة مايكروسوفت؛ والدكتور تومر سيمون، رئيس مركز البحث والتطوير لدى شركة مايكروسوفت في إسرائيل؛ إضافة إلى بولا يانوشكيفيتش، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "سي كيور" والتي تعمل في نفس الوقت لدى شركة مايكروسوفت كخبيرة متميزة ورئيسة إقليمية لشؤون الأمن السيبراني.
وينسجم مؤتمر الأمن السيبراني في الشرق الأوسط مع الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي لدولة الإمارات والتي تهدف إلى مضاعفة نسبة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي لدولة الإمارات من 11.7% إلى أكثر من 20% خلال الأعوام العشرة القادمة. كما تهدف هذه الاستراتيجية إلى توظيف ودمج التقنيات الرقمية في الاستراتيجيات الحكومية الشاملة لضمان أن تصبح حكومة الإمارات رقمية من حيث التصميم، وأن تتكامل جميع الإمكانات والبنى التحتية والفرص على الصعيد المحلي بما يتماشى مع أبعاد الرؤية الاستراتيجية الوطنية للحكومة الرقمية لدولة الإمارات. ومع ذلك، أدت الوتيرة المتسارعة للتحول الرقمي في جميع أنحاء المنطقة إلى زيادة الهجمات السيبرانية المعقدة التي تواجهها المؤسسات.
aXA6IDE4LjIxNy4xMzIuMTA3IA== جزيرة ام اند امز