أبوظبي تستضيف الدورة الـ 16 للاتحاد الإقليمي الثاني "آسيا"
أبو ظبي تستضيف الدورة الـ16 للاتحاد الإقليمي الثاني "آسيا" التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.. متى تنعقد؟
تستضيف أبوظبي في شهر فبراير المقبل الدورة الـ 16 للاتحاد الإقليمي الثاني "آسيا" التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بموجب اتقافية تم توقيعها مؤخراً في جنيف بين المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بجنيف.
وقع الاتفاقية الدكتور عبدالله المندوس، مدير المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، والدكتور بيتري تالاس أمين عام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في جنيف الذي أشاد بالمساهمة الفعالة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الجهود العالمية لتطوير علوم الأرصاد الجوية وتطبيقاتها المختلفة والتي تهدف إلى المحافظة على سلامة الأرواح وتقليل الخسائر المادية من خلال إصدار التحذيرات عن الظروف الجوية القاسية علاوة على دعم خطط التنمية الوطنية من خلال توفير البيانات والمعلومات المناخية ذات الصلة.
وثمن تالاس الدور الذي يقوم به المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في تنظيم وإدارة النشاطات الإقليمية في مجال الأرصاد الجوية ..مشيراً إلى استضافة الإمارات في مايو الماضي الدورة الثانية والثلاثين للجنة الدائمة للأرصاد الجوية التابعة لجامعة الدول العربية التي يرأسها سعادة الدكتور عبدالله المندوس.
وأثنى بيتري تالاس على استضافة المركز للإجتماع الأول لمجلس الوزراء العرب المعنيين بشؤون الأرصاد الجوية الذي شارك فيه الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ..معرباً عن شكره وتقديره لدولة الإمارات على موافقتها إستضافة الدورة الـ 16 لاجتماع الاتحاد الإقليمي الثاني (آسيا).
أعرب بيتري تالاس عن ثقته بقدرة المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل على تنظيم الدورة وإدارتها والمساهمة في تنفيذ خطتها الرامية إلى تمكين مرافق الأرصاد الجوية في الإقليم من تقديم خدمات في مجال الطقس والمناخ ترقى إلى مستوى تطلعات مواطنيها وتمكين هذه المرافق من الوفاء بالتزاماتها الدولية المتعلقة برصد عناصر الطقس والمناخ والتبادل الفوري للمعلومات والبيانات من خلال الشبكة الدولية لتبادل معلومات الطقس التي تشرف عليها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وحول برنامج الإمارت لبحوث علوم الاستمطار ..أشاد بيتري تالاس بأهمية الدور الذي تلعبه دولة الإمارات حالياً بتبني مثل هذه المبادرة "برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار" والتي أطلقتها وزارة شؤون الرئاسة مع بداية العام 2015 خاصة وأن البرنامج يهدف إلى تعزيز الأمن المائي العالمي.
ولتعزيز الأمن المائي ..قال أمين عام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن البرنامج يعمل على الترويج لأفضل الممارسات العلمية والتعاون في عمليات البحث والتطوير في مجال الاستمطار ..مشيراً إلى أن البرنامج الذي يتماشى مع إستراتيجية الابتكار الوطنية يساهم كذلك في تعزيز المكانة الريادية لدولة الإمارات في مجالات علوم وتكنولوجيا وتنفيذ خطط الاستمطار مما يجعلها نموذجاً لغيرها من البلدان، كما يتبع في هيكليته أحدث المواصفات العالمية لعمليات تقييم البحوث ومراجعة الخبراء والمتخصصين.
وتأتي أهمية عمليات الاستمطار على صعيد الأمن المائي وزيادة مخزون المياه الجوفية في ارتباطها بندرة المياه المطردة حيث من المتوقع أن يتضرر نصف سكان العالم من شح المياه الناتج عن تسارع ظاهرة التغير المناخي بحلول 2030 بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، مما يعزز من أهمية البرنامج في الوقت الذي تزداد فيه نسبة السكان وتقل فيه مصادر المياه الصالحة للاستهلاك فتزداد أيضاً الحاجة لحلول الأمن المائي عالمياً.
وأشاد الدكتور عبدالله أحمد المندوس مدير المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل باختيار المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أبوظبي لعقد الدورة الـ 16 للاتحاد الإقليمي الثاني "آسيا" التابع لها. وقال ان عقد هذه الدورة في الإمارات يترجم السياسة الحكيمة للقيادة والهادفة إلى إبقاء مرافق الدولة ضمن دوائر الضوء العالمية ومساهمتها المؤثرة في النشاطات الدولية المختلفة، إضافة إلى أنه يعكس مدى ثقة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في تنظيم وإدارة مثل هذا الاجتماع المهم الذي يضم جميع مرافق الأرصاد الجوية في قارة آسيا، وينعقد مرة كل أربع سنوات ويترتب عليه تكليف المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل بالقيام بدور فعال في إدارة وتنظيم نشاطات الإقليم الثاني /آسيا/ خلال السنوات الأربع المقبلة.
وعن مساهمة المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في تنفيذ الخطط الوطنية للتنمية وسعادة ورفاه المواطن ..قال المندوس، إن المركز يوفر بيانات ومعلومات إحصائية عن الطقس والمناخ من خلال شبكة واسعة من الأجهزة السطحية لرصد عناصر الطقس، درجة الحرارة والرطوبة والرياح والضغط الجوي .. وغيرها، لافتاً إلى أن هذه الأجهزة تدعم شبكة من رادرات الطقس المتقدمة ومحطات لاستقبال صور الغيوم من الأقمار الصناعية المتخصصة .. كما يقوم المركز بإصدار تنبؤات جوية عن حالة الطقس للأيام القادمة باستخدام نماذج رياضية عالية الجودة تتم بالتعاون مع مؤسسات عالمية رفيعة المستوى حيث تحتاج العديد من مؤسسات الدولة وأجهزتها إلى بيانات ومعلومات موثوقة عن الطقس والمناخ للقيام بوظائفها اليومية.
وأوضح المندوس أن المركز متواجد في كل من مطارات أبوظبي ودبي والعين حيث يوفر معلومات الطقس للطائرات أثناء الإقلاع والهبوط والطيران العابر للأجواء وهي معلومات تشغيلية تصب في أمن وسلامة عمليات الملاحة الجوية إلى جانب إصدار التحذيرات والتوقعات عن حالة الجو للجمهور من خلال نشرها بوسائل الإعلام المختلفة بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار الى أنه في الحالات الطارئة يتعاون المركز بشكل مؤسسي مع الأجهزة الأمنية والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث من أجل المساهمة في المحافظة على سلامة الأرواح والمنشآت .. كما يقوم المركز بتوفير حزم متنوعة من البيانات والمعلومات للعديد من المؤسسات الحكومية والهيئات الأكاديمية والبحث العلمي والبلديات وللنشاطات الاقتصادية المتنوعة كالزراعة والسياحة والصناعة والانشاءات وصيد الأسماك وغيرها ..مشيراً إلى أن معلومات الطقس والمناخ تعد ذات أهمية في عمليات استخراج وتكرير ونقل النفط، حيث تساهم إلى حد كبير في إدارة وتشغيل هذه العمليات والتي تمثل الظروف الجوية فيها دوراً كبيراً.
وذكر المندوس أن معلومات وبيانات الطقس والمناخ والتنبؤات الجوية تشكل رافداً مهماً في التعامل مع حوادث الانبعاثات النووية والكيماوية والتلوث الجوي، حيث شهدنا خلال الفترة الماضية نموذجاً حياً على ذلك في عمليات الاستعداد، وإجلاء السكان عن مسار الإعصار "ماثيو" الذي ضرب عدة مناطق من الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، والذي يؤكد على أهمية الاستثمار في دعم البنى التحتية لمرافق الأرصاد الجوية من أجل المساهمة في تقليل الخسائر البشرية والأضرار المادية، حيث تقدر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن استثمار دولار واحد في دعم قدرات التنبؤ الجوي لأخطار الطقس يوفر 100 دولار من الأضرار المادية إذا تم الأخذ بالتحذيرات قبل وقت كاف والعمل بموجبها.