أبوظبي للثقافة تحتفل بعام على الحلة الجديدة لموسوعة الشعر الإلكترونية
الموسوعة تقدم دواوين مختارة لنخبة الشعراء العرب وتوفر قنوات مفتوحة لمشاركة أساتذة الأدب العربي بمقترحاتهم وآرائهم في تطوير خدماتها.
هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة تحتفي الشهر المقبل بمرور عام على إعادة إطلاق الموسوعة الشعرية الإلكترونية بحلتها الجديدة، التي تقدم دواوين مختارة لنخبة الشعراء العرب قديماً وحديثاً، وتوفر قنوات مفتوحة لمشاركة أساتذة الأدب العربي بمقترحاتهم وآرائهم في تطوير خدمات الموسوعة وإثراء موادها.
واحتفالاً بيوم الشعر العالمي تنظم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في يوم 21 مارس 2017 ملتقى شعرياً يضم نخبة من الشعراء الذي سيتناولون أربعة محاور أساسية، مع الإضاءة على دور الموسوعة الشعرية الإلكترونية وأهميتها.
وقد استطاع فريق عمل دار الكتب في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الذي يشرف على الإصدار الجديد تحقيق تقدم ملحوظ حيث باتت الموسوعة تضمّ حالياً نحو 3 ملايين بيت ضمن 144,660 قصيدة في 3,353 ديواناً، بزيادة تبلغ 680 ديواناً جديداً من شهر مارس المنصرم.
وتشكل هذه الدواوين إضافة جديدة إلى الساحة الشعرية والثقافية في العالم العربي أجمع، كونها تضم أسماء لشعراء كبار غير معروفين ولم يسبق لأحد أن اطلع على نتاجهم الأدبي مثال الشاعر عبد الكريم النهشلي وهو من قبيلة تميم وكان معاصراً لأبي العلاء المعري، الشاعر أبو رياش اليمامي، الشاعر أبي عامر الجرجاني، المناسبة شاعر علي ابن أبي الحسين القرطبي صاحب كتاب التشبيهات من شعر آل الأندلس، والشاعر يعقوب بن أحمد النيسابوري.
وقال عبد الله ماجد آل علي، المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة "لا نستطيع اليوم أن نقول إننا نعمل من أجل الثقافة والتراث دون العمل على حفظ إرثنا الثقافي والمعرفي وأرشفته وتوثيقه وإتاحته أمام الجمهور من مختلف أنحاء العالم، لذا من هنا كانت ضرورة إعادة إحياء وإطلاق الموسوعة الشعرية لما تشكله من عامل أساسي ومهم في تأريخ الشعر والشعراء عبر التاريخ، وإعادة إحياء موروثنا الشعري الغني".
وتابع آل علي "نسعى من خلال الموسوعة الشعرية إلى الارتقاء بذائقة الشعر عبر توفير القصائد لأهم الشعراء بشكل يسهل على عشاق الشعر الرجوع إليها والاحتفاظ بها وإعداد أرشيف متخصص للشعراء يحوي قاعدة معلومات قوية يمكننا من خلالها استرجاع كل ما يتعلق بهؤلاء الشعراء بالكلمة والحركة، مراعين بذلك قضية ندرة المراجع والمصادر أولاً ومن ثم قدم بعضها الذي يعود إلى ما قبل ثلاثة عقود، فللشعر مكانته الخاصة التي لا يمكن لأي شيء آخر أن يحلّ محله فيها، فالشعر يعتبر من أوائل الفنون العربية، حيث إنّ الشعر برز في التاريخ الأدبي لدى العرب وكان ذلك منذ أقدم العصور، كما اعتبر الشعر الوثيقة التي يمكن من خلالها التعرف على أحوال العرب بالإضافة إلى تاريخهم وثقافاتهم، وتاريخنا الثقافي العربي يستحق أنّ يوثق ويؤرخ وينشر".
وتشكل الموسوعة الشعرية نموذجاً لجهود الهيئة ممثلة في دار الكتب في هذا المجال، وتعتبر إنجازاً ضخماً سواء من ناحية القيمة الأدبية والثقافية، أو حجم المشروع والجهد الذي استمر لما يزيد على 20 سنة، منذ العام 1995 عندما صدر قرار إنشاء الموسوعة الشعرية، ثم إطلاق إصدارها الأول في العام 1998، حتى إعادة تدشينها بصورتها الجديدة في مارس 2016.
وتوفر الموسوعة بوابة إلكترونية تفاعلية، ورافداً متكاملاً للمعرفة والأدب، لما يميز موادها وأقسامها المصممة بأسلوب علمي يحقق مرونة كبيرة في التصفح والتنقل بين أبوابها المختلفة. حيث تمنح للقراء إمكانية الوصول السهل والسريع إلى باقة واسعة من القصائد الشعرية، والاستماع إليها بتقنيات مختلفة، إلى جانب توفير مساحة أرشيفية، وقنوات لتدوين انطباعاتهم وآرائهم. وقد عمل في تحرير وإطلاق الموسوعة الشعرية أجيال عديدة من الباحثين ولجان العمل والخبراء المتخصصين في مجالات عديدة.