الإمارات ترسخ قوتها الناعمة بـ«الترجمة» وتمد جسور التواصل الثقافي مع العالم

تدعم الإمارات حركة الترجمة العالمية بمشاريع إستراتيجية ومبادرات نوعية جعلت من الترجمة أساسًا للتنمية المعرفية، وأداة لنشر الثقافة العربية.
نجحت الإمارات، عبر مؤسساتها ومبادراتها المجتمعية، في تحويل الترجمة إلى وسيلة لنشر المعرفة وتعزيز مكانة اللغة العربية على الصعيد الدولي، وفي الوقت نفسه نافذة لإبراز الثقافة العربية أمام العالم. ويحتفي العالم سنويًا في 30 سبتمبر/أيلول باليوم العالمي للترجمة، تكريمًا لدور المترجمين في تعزيز التفاهم بين الثقافات ومد جسور التواصل بين الشعوب.
مشروع "كلمة" للترجمة
منذ إطلاقه عام 2007، أسهم مشروع "كلمة" التابع لمركز أبوظبي للغة العربية بدائرة الثقافة والسياحة في ترجمة أكثر من 1300 عنوان من 24 لغة، ضمن أكثر من 10 مجالات معرفية، بالتعاون مع ما يزيد على 800 مترجم ونخبة من دور النشر العالمية. ويأتي المشروع ضمن توجهات المركز الإستراتيجية في دعم الترجمة، وتوثيق التجارب الثقافية، وتعزيز حضور المؤلفين العرب والعالميين.
جسور ثقافية ومعرفية
استطاع "كلمة" أن يمد جسورًا ثقافية بين مختلف الشعوب ويقدمها بمهنية عالية، ما رسخ مكانة المركز كإحدى أبرز المؤسسات الثقافية العربية والإماراتية. كما ساهم المشروع في إثراء المكتبة العربية بترجمات لإبداعات أدبية عالمية نالت جائزة "نوبل"، لتصبح هذه الأعمال متاحة للقارئ العربي. وتتم جميع عمليات الاختيار والترجمة على أيدي خبراء متخصصين، لضمان جودة اللغة العربية وإبراز جمالياتها.
المؤتمر الدولي للترجمة
وفي سياق متصل، ينظم "الأرشيف والمكتبة الوطنية" سنويًا المؤتمر الدولي للترجمة، الذي انعقدت دورته الخامسة في أبريل/نيسان الماضي تحت شعار "سياقات جديدة في عهد الذكاء الاصطناعي: التحديات التقنية والتطلعات المستقبلية". ويعد المؤتمر منصة متقدمة للتلاقي بين اللغة والتقنية والمعرفة، بما يفتح آفاقًا جديدة لمستقبل الترجمة في العالم العربي، ويكرس دور الإمارات كمركز محوري لإنتاج المعرفة وتوطينها.
تحدي الترجمة والتعليم الإلكتروني
في عام 2017، أُطلق مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي متضمنًا "تحدي الترجمة"، وهو الأكبر من نوعه في المنطقة، بهدف ترجمة 5000 فيديو تضم أكثر من 11 مليون كلمة في مواد العلوم والرياضيات خلال عام واحد. جرى تعريب هذا المحتوى وفق معايير المناهج الدولية وتوفيره مجانًا لأكثر من 50 مليون طالب عربي، مما ساهم في إثراء المحتوى العلمي باللغة العربية.
جائزة الشارقة "ترجمان"
في العام ذاته، أطلقت جائزة الشارقة للترجمة "ترجمان"، لتعزيز الترجمة الأدبية وتشجيع نشر الأعمال المترجمة إلى العربية عالميًا، بما يسهم في ربط الثقافات وتعزيز التواصل الإنساني. تبلغ القيمة الإجمالية للجائزة 1.4 مليون درهم، وتُمنح لأفضل ترجمة أجنبية لعمل عربي، بما يعكس التزام "هيئة الشارقة للكتاب" و"معرض الشارقة الدولي للكتاب" بدعم الترجمة كوسيلة لنقل المعرفة والإبداع العربي إلى العالم.
مبادرات جديدة
وفي عام 2022، أعلنت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تأسيس "نادي المترجمين العرب" بهدف إثراء حركة الترجمة، ووضع منهجيات جديدة لها، واستقطاب المترجمين العرب، وتوفير منصة لتبادل الخبرات والرؤى.
نموذج رائد إقليميًا
بفضل هذه الجهود والمبادرات، أرست الإمارات نموذجًا رائدًا في المنطقة لترسيخ مكانة اللغة العربية وإبراز الثقافة العربية على الساحة الدولية، ما يعزز موقعها كفاعل أساسي في حركة الترجمة العالمية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA== جزيرة ام اند امز