أعمال إماراتية تتألق في فضاءات "فن أبوظبي".. وقفة مع 6 منها
6 من التشكيليين الإماراتيين من أجيال مختلفة اقتنصوا الزخم المتزايد في الاهتمام بالفنون البصرية، ليحطوا رحالهم في هذا المكان الأثير للاستقطاب الجماهيري.
يؤسس المشهد التشكيلي الإماراتي في قلب "فن أبوظبي 8" لمشروع رصد وفهم مسارات التّحول والتطور التي تحققت لحركة الفن، وقد اقتنص 6 من التشكيليين الإماراتيين من أجيال مختلفة، الزخم المتزايد في الاهتمام بالفنون البصرية، ليحطوا رحالهم في هذا المكان الأثير للاستقطاب الجماهيري، في إطار أعمال استثنائية، على مستوى الفكر والحرفية وتقنيات استخدامات اللون، وعين الكاميرا، في أساليب تعكس اهتماماتهم بالفن المعاصر، مع الارتباط الشديد بالهوية والجذور.
بوابة "العين" توقفت عند أعمال 6 فنانيين إماراتيين تعرفوا عليها هنا:
"كاليغرافي" الرّيس.. ثنائية التقليدي والحداثي
يبهرك عبدالقادر الرّيس، في لوحته "كاليغرافي" بالألوان المائية، باشتغاله على ثنائية تمزج بين التراثي التقليدي، والحداثي المنضبط. فهنا، خلفية ذات باب خشبي، مطرّز بزخارف نباتية متنوعة، وإدخال الحروف العربية البارزة من خط الثلث، ما يحاكي البيئة الإماراتية في إظهار التكوينات المعمارية التراثية والطبيعة الشاسعة التي نقلها بتقنية عالية، قامت على تجريدية لونية، ترتبط بالحالة النفسية لفكرة العمل الفني، مفتتنا في ذات الوقت بالتكوين الواسع، وصقل السطوح، كاتجاه ما بعد التأثيرية، القائم على كثافة وثقل وحجم اللون على سطح اللوحة.
"إيقاع" مكّي يغازل موج البحر
تتلمس في لوحة "إيقاع" المرسومة بالأكرليك ومواد أخرى، للتشكيلية الدكتورة نجاة مكّي أثر ثيمة وشكل البحر، في ثنائية تربط ما بين الإنسان والبحر، فأنت تراه كل يوم بألوان مختلفة في حركته وأمواجه وغموضه فهذا التدرج اللوني يصور بلا شك فلسفة الحياة في إيقاعها غير المنضبط، أما الموسيقى اللونية من الزرقاويات، فهي مشتقة من تموجات البحر ، في رحلة بصرية وروحية متدفقة، مستفيدة في الوقت ذاته في تصميمها لهذا العمل الساحر للمدرك البصري من تخصصها في "نحت الريليف" حيث حملت (إيقاع) سطحا أقرب إلى ثلاثي الأبعاد.
"المعدن ذهب" تكوين ثري
لا يقف التشكيلي سيف السادة على أعتاب التاريخ والسيرة الذاتية فقط، بل يتخطاها في لوحته "اليد بيضاء والمعدن ذهب"، هو المتصوف في مدرسة فقيد الوطن الشيخ زايد، فحول صورة له بطريقة "الجرافيكس" إلى مطبوعة، دعمها برسم من الأكرليك، في تركيز شديد على (اليد) كرمز للعطاء والتواصل والسلام وعون المحتاج، وقد استمد السادة اسم لوحته من فهم محلي مأثور أن الرجل الأصيل غالبا ما يقارب معدنه بالذهب، لذا اتجه في أسلوبيته وتقنيته لبناء لوحته إلى اللون الذهبي، ومواد عاكسة، بتكوين ثري في الشكل والمعنى.
"برقع" الشوملي وجما 3 نساء
"البرقع" مفردة قديمة في زينة المرأة الاماراتية، اكتسب روعة وجمالا خاصا في صورة التشكيلية كريمة الشوملي الموظفة جيداً في حقل الفنون البصرية؛ حيث تحتفظ اللقطة البارعة باستعادة لمحطة من ماضي النساء في منطقة الخليج، لكنك إذا أمليت نظرك نحو نسائها الثلاث، فستلمح بلا شك تلك الحرفية العالية في التكوين وزاوية التصوير، مع تحكّم بارع في ثلاثية اللون والضوء والحركات، فبدت لنا نساء الصورة محلقات في فضاء الجمال، في ترتيب مشهدي يقترب كثيرا من المشهدية في المسرح.
"سراب" الهاشمي.. برتقاليات مركّبة
لوحة التشكيلية زينب الهاشمي "سراب" عنوان لفن جديد من التركيبية اللونية، عن آمال وآلام الانسان في خضم حياة قاسية، لكن بالمجمل يحضر فيها البرتقالي بدرجاته، والضوء الداخلي بتدفقه في اشتغال دقيق على تخاطبات إشراقية ووجودية، ما يمنح المدرك البصري في النهاية طاقة إيجابية، وسراب الهاشمي هنا، يتماهى قليلا من المتن الفلسفي الذي قدمت من رحابته النّية شكل جديد للوحة معاصرة بكل التفاصيل.
"ألوان" سالم.. مشروع جمالي
نقف هنا أمام لوحة مطلّة على العالم وعلى الذات عنونها صاحبها عبدالرحيم سالم بـ"ألوان" واللوحة هنا، تحضر أمامنا ناضجة بالمعرفي والجمالي، وهذا الطيف البديع من الألوان المركبة بعناية من حركة فرشاة لينة؛ حيث يدفعك الفضول لاكتشاف أهم مزاياها، فالألوان تراقبك، وهذا التشكيل المتصاعد في اقتناص تشكيلي بارع، باللونين الأحمر والأسود، وخلفية ترميزية، من الأبيض والزرقاويات والأصفر القشي، تكلل المشهد المحتشد بعناصر إنسانية من الوجوه المجردة والإيحاءات النفسية، بتقنية تخدم الرؤية الفنية.