اختتام فعاليات المؤتمر الخليجي الـ5 للتراث والتاريخ الشفهي
المؤتمر الخليجي الـ5 للتراث والتاريخ الشفهي يختتم فعالياته التي انطلقت تحت عنوان "التربية الأخلاقية تراث خليجي أصيل"
اختتمت فعاليات المؤتمر الخليجي الـ5 للتراث والتاريخ الشفهي، الذي نظمته دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي تحت عنوان "التربية الأخلاقية تراث خليجي أصيل".
وحفل المؤتمر بـ4 جلسات نقاشية وورشتي عمل بحثت تجارب وقضايا التربية الأخلاقية في التراث والتاريخ الشفهي، بمشاركة عدد من الأكاديمين والخبراء والمتخصصين بالتراث والتعليم في دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى ما يزيد عن 150 مدعوا يمثلون الهيئات والمؤسسات التراثية والثقافية والتعليمية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
قدم خلال المؤتمر 16 ورقة علمية وورشتي عمل، تناولت 4 محاور رئيسة هي "إضاءات على التربية الأخلاقية الخليجية"، "منهاج التربية الأخلاقية في دولة الإمارات العربية المتحدة"، "نحو استراتيجية خليجية موحدة في التربية الأخلاقية"، و"دليل الأنشطة اللاصفية لمنهاج التربية الأخلاقية".
وقال سيف غباش، مدير عام دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي: "في ختام هذا المؤتمر نؤكد أن تعليم التربية الأخلاقية لا يشبه بقية المواد العلمية التي تهدف إلى نقل المعرفة؛ لأن المعرفة وحدها هنا لا تكفي بل نحتاج إلى ممارسات تطبيقية كالتي تبناها وخلص إليها هذا المؤتمر، والذي أظهر أن التربية الأخلاقية تراث خليجي أصيل، ترجمة لمبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي هي نفسها تكريس لتراث الإنسان، والتمسك بأصوله وهويته، ونهل من موروث شخصياته، خاصة أن الأخلاق هي المنظومة الفكرية والمعرفية التي تشكل هوية الإنسان والتي تميزه وتحدد اتجاهاته وأهدافه ونشاطاته".
وأضاف غباش "تجسد الإمارات نموذجاً فريداً للتسامح والاعتراف بالآخر، فقد أضحت قبلة للاعتدال والتوازن والتعايش الحضاري بين مختلف الجنسيات والأديان المجتمعة على أرضها، كونها قائمة ومتجذرة في بيئة تراثية أصيلة تفعّل القيم النبيلة المستمدة من الفكر الإسلامي السمح، والأخلاق الإنسانية العالية، وهذا واضح من خلال سياستها الداعية إلى التسامح والحل السلمي في زمن الخلافات والصراعات التي تدور حولنا".
وخلصت أوراق العمل المقدمة فيه والمناقشات والإضافات التي قدمها المشاركون إلى توصيات عديدة هي: أولاً "إصدار يوثق فعاليات المؤتمر بعنوان: «رؤية نحو استراتيجة خليجية موحدة في التربية الأخلاقية» على أن يتضمن هذا الإصدار: تحديد المقصود بالاستراتيجية الخليجية الموحدة في مجال التربية الأخلاقية، والأهداف العامة التي تسعى الاستراتيجية المقترحة إلى تحقيقها في مؤسساتنا التربوية والتعليمية، وتحديد المقومات والمرتكزات الخليجية الداعمة للتربية الأخلاقية في دول مجلس التعاون الخليجي، وتحديد آليات وخطوات تنفيذ الاستراتيجية، إضافة إلى التقويم البنائي والختامي لمراحل تنفيذ الاستراتيجية".
ثانياً، إصدار دليل تعليمي بعنوان "التربية الأخلاقية في فكر الشيخ زايد"، بمناسبة اعتبار عام 2018 عام زايد، على أن يتضمن هذا الإصدار تأملات أخلاقية في نشأة الشيخ زايد رحمه الله، وأثرها على رؤاه في التربية، ونقلها من جيل إلى آخر.
وأكدت التوصيات أنه سيتم تكوين فريق عمل من باحثين وأساتذة جامعات وإخباريين ورواة لإعداد هذا الإصدار وإخراجه بالصورة المثلى.
يذكر أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي امتداداً للمؤتمرات الخليجية السابقة التي نظمتها دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي لمناقشة المستجدات والدراسات التي تقوم بها المؤسسات والهيئات الثقافية والتراثية في دول مجلس التعاون الخليجي في مجال التربية الأخلاقية، حيث شهد العام الدراسي الحالي بدء تطبيق المادة في جميع مدارس الدولة.
ويشكل المؤتمر الحالي بمحاوره وأهدافه إضافة نوعية لما تم إنجازه في الدورات الـ4 السابقة، حيث يتناول موضوعاً مستقبلياً على درجة رفيعة من حيث الأهمية، وهو ما يتعلق بالتربية الأخلاقية ودورها في حماية القيم، وترسيخ الإيجابية والفضائل والأخلاقيات الرفيعة لدى الطلبة منذ مقاعد الدراسة بصورة عامة، ما يمكنهم من الإسهام في دفع مسيرة النهضة الحضارية، التي تشهدها الدولة في جميع المجالات.
aXA6IDMuMTM4LjY5LjEwMSA= جزيرة ام اند امز