"نمر أبين 2".. متحدث عسكري يمني يضع "العين الإخبارية" في عرين العملية
انتصارات مهمة سطرتها حملة "نمر أبين 2" العسكرية ضد أوكار تنظيم القاعدة الإرهابي، في محافظة أبين جنوبي اليمن.
فالحملة التي انطلقت الأربعاء الماضي، نجحت بضربة محكمة في خطف سلاسل جبلية وتأمين "وادي الخيالة" في مديرية المحفد شرقي أبين، الذي كان بمثابة معسكر مفتوح لتنظيم القاعدة لاستقبال العناصر وتصنيع العبوات الناسفة.
"العين الإخبارية" التقت المتحدث باسم القوات الجنوبية المسلحة في اليمن المقدم محمد النقيب، الذي وضعها في سير "أبين 2".
يقول النقيب إن العملية انطلقت "بناء على معلومات تفيد بوجود فلول العناصر الإرهابية في أحد الجبال بمحيط الخيالة ومحاولتها التموضع واستحداث مواقع تنطلق منها لاستهداف قواتنا والتجمعات السكانية".
وعليه، يضيف "القوات الجنوبية أتمت الإعداد والتحضير للحملة بكافة متطلبات الحسم السريع، وهو ما تحقق بالفعل، حيث تمكنت وحدات قواتنا ممثلة باللواء الأول دعم وإسناد ووحدات من الحزام الأمني، بتدمير القدارات الدفاعية للعناصر الإرهابية".
وأشار إلى أن "القوات الجنوبية فككت شبكات الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها تلك العناصر كخط دفاعي للحيلولة دون وصول قواتنا إلى تمركزها في المرتفعات الجبلية"
وتابع "كما تمكنت القوات الجنوبية من قتل وجرح العديد من العناصر الإرهابية والوصول إلى تمركزها وتطهير كافة السلاسل الجبلية وتأمينها".
وخلال عملية التطهير، عثرت القوات الجنوبية على كمية من الألغام والعبوات الناسفة ومعمل مصغر يستخدم في تطويع الحديد وصناعة العبوات المتفجرة والأحزمة الناسفة، بحسب المتحدث العسكري.
وفيما أكد مواصلة القوات الجنوبية من الوحدات الأمنية والعسكرية المشاركة في عملية سهام الشرق، تنفيذ المهام الموكلة إليها بقوة واقتدار وبكفاءة عالية، لفت إلى تمكنها بزمن قياسي من تحقيق أهدافها في تطهير السلاسل الجبلية بوادي الخيالة بمديرية المحفد من فلول العناصر الإرهابية.
أهمية نمر 2
وعن أهمية الإنجاز الذي حققته حملة "نمر 2" يشير النقيب إلى أنها "واحدة من أهم الانتصارات في مكافحة الإرهاب الذي تم تصديره للجنوب منذ ربع قرن ونيف، وهي في المحصلة إضافة نوعية لانتصار الحرب الدولية على الإرهاب".
وأكد "أهمية استمرار ودوام الشراكة القائمة بين القوات المسلحة الجنوبية ودول التحالف العربي، وتطوير هذه الحرب بوصفها الكوني إلى تكامل دولي شامل يستهدف الإرهاب".
ووفقا للمتحدث العسكري فإن "تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب ما كان له أن يبقى رافدا لبقية فروع التنظيم في العالم ويستطيع أن يصل بجرائمه إلى كثير من دول العالم لولا بقاء القوى المتطرفة كتنظيم الإخوان المسلمين وذراعها السياسية في اليمن حزب الإصلاح خارج مسرح الحرب الدولية على الإرهاب".
وشدد على أن "التنظيم وبفعل العمليات العسكرية والأمنية التي نفذتها قواتنا المسلحة الجنوبية بدعم من دول التحالف في حضرموت وشبوة وأبين، خسر كل شيء حققه خلال العقدين الماضيين بعد أن مكنته أطراف وقوى معروفة في علاقتها التاريخية بالإرهاب".
ونوه بأن "تنظيم القاعدة خسر معاقله ومعسكراته الرئيسية، والكثير من قياداته الميدانية وعناصره، كما خسر التثبت والسيطرة وإمكانية المناورة والمأوى".
مناطق انتشار القاعدة
وفيما يتعلق بأماكن تنظيم القاعدة، بيّن متحدث القوات الجنوبية لـ"العين الإخبارية"، أن التنظيم "ما زال يحتفظ بمراكز إيواء وبيئة آمنة تقع خارج نطاق سيطرة القوات الجنوبية، كمناطق انتشار المنطقة العسكرية الأولى ذات الولاء لتنظيم الإخوان".
كما أن مناطق "سيطرة المليشيات الحوثية المتاخمة لحدود محافظتي شبوة وأبين تحولت إلى معاقل رئيسية لتنظيم القاعدة الإرهابي"، في إشارة لمحافظة البيضاء التي تحولت إلى ملاذ آمن لتنظيم القاعدة.
ويؤكد المتحدث العسكري أن القوات الجنوبية باتت تنتشر في كل مديريات أبين بينها المناطق التي كانت مأوى ومعسكرات للعناصر الإرهابية كوادي "عومران" و"الخيالة" وغيرها.
لكن "السيطرة والانتشار لا يعني مطلقا انتهاء ملاحقة وتتبع العناصر الإرهابية التي تحاول بين الفينة والأخرى إحداث نشاط لها، فأي منطقة بالعالم كانت مسرحا للعناصر الإرهابية جرت العادة أن تشهد محاولات ظهور وتخف للعناصر الإرهابية"، بحسب النقيب.
وفي ختام حديثه لـ"العين الإخبارية" تعهد المسؤول العسكري أن تواصل القوات الجنوبية في حملاتها العسكرية المماثلة لملاحقة تنظيم القاعدة مهما لاذت عناصره بالفرار.
وحملة "نمر أبين 2" تأتي امتدادا لـ"سهام الشرق" العسكرية التي انطلقت في أغسطس/آب 2022، وحققت اختراقات عسكرية "مهمة" في 6 مديريات ساحلية وجبلية في أبين، منها: خنفر، أحور، لودر، الوضيع، مودية، وأخيرا تأمين مديرية المحفد أقصى شرقي المحافظة المطلة على بحر العرب.