بعد انضمام السودان والبحرين.. الإمارات رسالة سلام عابرة للقارات
خطوة الإمارات الشجاعة والجريئة بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل فتحت الباب واسعا أمام العرب للانضمام للسلام بخطوات متسارعة.
خطوة الإمارات الشجاعة والجريئة بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل فتحت الباب واسعا أمام العرب للانضمام للسلام بخطوات متسارعة.
ومنذ المكالمة التاريخية التي جرت بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 13 أغسطس/آب الماضي، لم يعد يمر شهر، إلا وتعلن دولة عربية جديدة الانضمام لمسار السلام.
الإعلان الإماراتي أتبعه قرار بحريني في 11 سبتمبر/إيلول الماضي يعلن الانضمام لقطار السلام.
وبعد أن ترجمت أبوظبي إعلانها التاريخي على أرض الواقع بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/إيلول الماضي، وقعت المنامة في اليوم نفسه إعلان تأييد سلام مع تل أبيب، قبل أن تمضي قدما لتوقيع بيان تاريخي مشترك في 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بشأن "إقامة علاقات دبلوماسية إيذانا ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين."
ولم تمر أيام على تلك الخطوة الأخيرة، لتعلن السودان هي الأخرى، الجمعة، الانضمام لمسار السلام.
يوما بعد يوم، بدأت تتسع مظلة السلام في خطوات متسارعة وتنتقل من دولة إلى أخرى ومن قارة إلى قارة، على نفس مسار السلام الإماراتي، لنشر السلام والتسامح وتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
تعزيز قضية السلام بالمنطقة
ومع كل خطوة نحو السلام، تتأكد صواب الرؤية الإماراتية في إمكانية نجاح لغة الحوار في تحقيق ما لم تحققه عقود الجفاء والمقاطعة.
على نفس مسار السلام الإماراتي ثم البحريني، التي أكدا خلاله على أن دعم القضية الفلسطينية بندا ثابتا ضمن أولوياتهما، انضمت السودان على نفس الدرب، مؤكدة أهمية مسار السلام "لبناء مستقبل أفضل وتعزيز قضية السلام في المنطقة ".
واتفق الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، أمس الجمعة، على "السلام بين السودان وإسرائيل وإنهاء حالة العداء بينهما."
وأكد بيان صادر عن الدول الثلاث أن قادة الدول الثلاث " قدوا العزم على العمل معًا لبناء مستقبل أفضل وتعزيز قضية السلام في المنطقة وان هذه الخطوة ستعمل على تحسين الأمن الإقليمي وإطلاق فرص جديدة لشعب السودان وإسرائيل والشرق الأوسط وأفريقيا."
وقال البيان إن كل من الولايات المتحدة وإسرائيل التزمت بالعمل مع شركائهما لدعم شعب السودان في تعزيز ديمقراطيته، وتحسين الأمن الغذائي ومكافحة الإرهاب والتطرف، والاستفادة من إمكاناتهم الاقتصادية.
تأكيدات متواصلة من البحرين إلى السودان على أولوية تعزيز قضية السلام بالمنطقة، مستفيدين في هذا الصدد بالتجرية الإماراتية.
ولا شك أن انضمام السودان لاتفاقات السلام مع إسرائيل سيصب في صالح دعم مسار إعادة عملية السلام لمسارها بعد توقفها، وإعادة إحياء حل الدولتين بعد أن كان قد مات إكلينكيا.
سلام عابر للقارات
من قارة آسيا إلى أفريقيا، بدأت شعوب المنطقة تتنسم عبير السلام، وتتشوق لجني ثماره.
وبعد البحرين والسودان، يتوقع أن تتجه المزيد من الدول إلى نهج ذات الطريق.
معاهدة سلام سودانية جديدة مع إسرائيل في وقت قياسي (الثالثة في أقل من شهرين) تثبت نجاح دبلوماسية الإمارات الواقعية والجريئة الهادفة إلى توسيع آفاق السلام في المنطقة، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار، ونشر ثقافة التسامح والاعتدال والتعايش بين الشعوب وتغليب لغة الحوار.
خطوة تستهدف توظيف كل ذلك لدعم القضية الفلسطينية من جانب، وتعزيز خطط التنمية والتعاون بين دول المنطقة من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
خطوة دعمتها الإمارات أيضا برعاية اتفاق سلام تاريخي في جوبا، وقعته الحكومة السودانية وتحالف الجبهة الثورية في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول الجاري بعد مفاوضات امتدت لما يقارب العام، أنهى سنوات من الاقتتال في البلاد.
وشملت الاتفاقية نحو 8 بروتوكولات متعلقة بإقليم دارفور، وواحد خاص بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان التي تشهد نزاعا مسلحا منذ العام 2011، بجانب بروتوكولات خاصة بشرق ووسط وشمالي السودان.
ومن شأن اتفاق السلام الذي استضافته جوبا أن يطوي دوامة من الحروب امتدت لسنوات طويلة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وخلفت آلاف الضحايا ونحو 3 ملايين لاجئ ونازح داخل وخارج البلاد.
وبعد التوقيع على اتفاق السلام في السودان، من المنتظر أن تشهد البلاد مرحلة جديدة تتمثل في توطيد سلام عادل وشامل في مناطق الصراع، وعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم.
ويعتبر الاتفاق ثمرة جهود كبيرة بذلتها الإمارات على مدار سنوات، وجزءا من مساعٍ موازية لمساعدة السودان على انتقال سلمي للسلطة فيه.
نهج إماراتي راسخ
إنجازات تتواصل سيرا على درب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كرست الإمارات نفسها في عهده لاعبا أساسيا وشريكا هاما في إنجاح مبادرات السلام على المستوى الإقليمي والدولي.
وواصلت الإمارات السير على نفس الاستراتيجية تحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات.
وترجم تلك الاستراتيجية على أرض الواقع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، التي أسهمت مبادراته في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها، والوقوف حائط صد أمام أفكار التطرف والتشدد.
مجددا تثبت دولة الإمارات للعالم أنها صاحبة دور فاعل وحيوي في صناعة السلام ودعم القضية الفلسطينية التي تعد قضيتها المركزية الأولى.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4yMyA= جزيرة ام اند امز