بعد الإمارات والبحرين.. قطار السلام يصل السودان
خطوات الإمارات والبحرين الجريئة فجرت حالة من الزخم والاهتمام الدولي، وأثارت ردود فعل إيجابية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
قطار السلام العربي الذي مر بالإمارات والبحرين، يصل اليوم الخرطوم أيضا، متحديا جميع العراقيل، ليتوقف في واحدة من أبرز المحطات، رافعا راية الاستقرار والتسامح.
ففي السودان يتوقف القطار هذه المرة، ليسجل انضمام البلد العربي إلى مسار يستهدف تجاوز المزايدات، وإرساء أمن دائم يرسم مقاربة مغايرة بمنطقة مثقلة بالنزاعات والحروب.
اتفاق تاريخي جديد تستعد السودان لتوقيعه مع إسرائيل، وفق ما أعلنه الرئيس الأمريكي ودونالد ترامب، لتنضم الخرطوم بذلك إلى كل من دولة الإمارات ومملكة البحرين، بانتظار أن يحذو حذوهم "الجميع" على حد تعبير الرئيس الأمريكي.
وبحسب بيان سوداني إسرائيلي أمريكي مشترك، تحدث ترامب، الجمعة، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وذكر البيان أن ترامب والبرهان وحمدوك ونتنياهو تحدثوا اليوم وناقشوا تقدم السودان التاريخي تجاه الديمقراطية ودفع السلام في المنطقة.
وأشار إلى "اتفاق زعماء إسرائيل وأمريكا والسودان على بدء علاقات اقتصادية وتجارية مع التركيز مبدئيا على الزراعة".
مكاسب الحوار أكبر
لم يكن الإعلان مفاجئاً، وفق مراقبين، بل جاء ليعبر عن خطوة متوقعة خصوصاً بعد معاهدة السلام الإماراتية مع تل أبيب، وإعلان تأييد السلام البحريني.
وتعتبر الخطوة نتاجا لتغييرات جذرية اتسم بها الموقف السوداني من إسرائيل، ما منح قناعة شبه راسخة بأن قطار السلام العربي سيصل الخرطوم حتما، رغم العراقيل.
فخطوات الإمارات والبحرين الجريئة فجرت حالة من الزخم والاهتمام الدولي، وأثارت ردود فعل إيجابية شكلت أكبر محفز للدول المترددة مثل السودان الذي أمضى خطوات متقدمة لإنهاء العداء التاريخي مع إسرائيل.
خبراء أكدوا أن السودان كان سيسبق الإمارات والبحرين، من واقع اللقاءات المعلنة والسرية التي جرت بين مسؤولين بالخرطوم وتل أبيب، ولعل أبرزها لقاء رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا، قبل اجتماع اليوم.
مؤشرات
لم تكن مشاركة القائم بأعمال السفارة السودانية بواشنطن، السفيرة أميرة عقارب، في حفل توقيع السلام بين الإمارات والبحرين وإسرائيل محض صدفة عابرة أو مجاملة دبلوماسية، لكنها تحمل، وفق مراقبين، دلالات كبيرة أنهت قطيعة امتدت 64 عاما.
كما أن السماح بعبور الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي السوداني، وتسيير رحلة من تل أبيب إلى الخرطوم، أقلت وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، تعطي مؤشرات قوية لتقدم المشاورات السودانية الإسرائيلية.
aXA6IDMuMTYuODIuMjA4IA==
جزيرة ام اند امز