عد إلى أحضان العز والشرف، عد إلى الحضن العربي الذي تلقى دفأك فيه، عد إلى طريق أشقائك ولازمهم، عد إلى رشدك وعقلك أيها الشقيق
بينما كنت جالساً في أحد المجالس، سمعت بأن حساباً قد اخترق، فتذكرت قصة حكاها لي أحد كبار السن بأن شخصاً في الزمن البعيد كان جالساً مع حماره في إحدى المزارع، فأقبل عليه شخص يسأل عن شربة ماء يروي بها عطشه، فقال له صاحب الحمار: "على بعد مسافة قصيرة يوجد بئر ماء لعلك تجد بها ماءً تروي به عطشك" فرد عليه السائل: "وأنت من أين تحصل على الماء؟"، فرد صاحب الحمار: "أذهب إلى البئر واشرب منها وأسقي حماري"، فرد السائل: "فإن لم تجد في البئر ماء؟"، فرد صاحب الحمار: "بل أجد ويزيد من حاجتي"، فذهب السائل للبئر حتى يروي عطشه ولحقه صاحب الحمار مع حماره، فلما وصلا إلى البئر لم يجدا الماء ورأى صاحب الحمار وقال له: "لم أجد ماءً في البئر"، فرد صاحب الحمار: "ومن قال لك بأن في البئر ماء" فرد السائل: "كذبت علي"، فرد صاحب الحمار: "بل اسأل الحمار فهو شاهد على صدقي؟".
عجباً من شخص يكذب كذبة فيصدقها، ويعمل على نفيها مع أنها خرجت منه، سمعت من يومين عن وجود حساب مخترق لوكالة أنباء، فقلت بأن خبراً معتاداً قد تم نشره، ولكن صعقت من ما كتب، طعنة خنجر ضربت عربي من عربي، صراخ في مجلس العرب بأننا ندعم المواقف العربية المشتركة ونعمل على القضايا المشتركة والمصير واحد، وأمننا من أمنكم ونحن ندعم "الجماعات المعتدلة" ولكن الحقيقة مختلفة ومرة، حين يأتي الطعن من غير الشقيق تقبل، ولكن حين تأتي من شقيق تضرب صمائم القلب.
مؤلم حين ترى شقيقا يضع يده بيد شخص حاقد عليك ويناهض مواقفك السلمية، مؤلم حين ترى شقيقا يلفق عليك الكذب وهو يعلم بصدقك وموقفه تجاهك تغير لسبب تجهله، مؤلم حين ترى شقيقا يهددك، مؤلم حين ترى شقيقا يدعم جماعات تدعي السلمية ويقول بأنها جماعات معتدلة ولكن واقعها مرير، تذبح وتقتل وتناهض مواقف أشقائنا العرب.
مؤلم حين ترى شقيقا كبر معك وما يمسه يمسك وتحبه من قلبك، بدأ بالحديث عنك واتهمك بالتهم المريرة التي لا يتهم شقيق شقيقه بها، مؤلم حين ترى شقيقا يذكر اسمك أمام الملأ ويلفق عليك الكذب.
ويأتي هذا الشقيق في النهاية ويقول: "حسابي مخترق!"، كيف اخترق يا شقيقي وكنت تتحدث به بلسانك قبل أن تنفيه بأربع ساعات؟ كيف اخترق يا شقيقي ولم تنفه حين ذكر في دارك؟، كيف اخترق يا شقيقي وقد ذكر في شريط قناتك الرسمية؟
ألم من شقيق وعتاب أوجهه لهذا الشقيق، أشقاؤك الآخرون كبار فالزمهم أيها الشقيق، فكم من شقيق نأى عن أشقائه ورافق صحبة طالحة وطعن منهم وأسقطوه، شقيقك يحمل هم أمنك وعزك ويقف وقت الشدائد على يمناك، ولكن الحاقد يأخذ ما يريد منك ويتركك وحيداً مكبلاً بيدك.
عد إلى أحضان العز والشرف، عد إلى الحضن العربي الذي تلقى دفأك فيه، عد إلى طريق أشقائك ولازمهم، عد إلى رشدك وعقلك أيها الشقيق، قف مع أشقائك ووحد الصف معهم ولا تدع للحاقد بيننا نصيب لبث سمه، بل اجعل المحبة نبراساً تجاهنا واعمل معنا، فنأخذ بيد بعضنا ونعمل ونبدع ونرتقي لإنجاز مثمر نصنعه معاً.
إلى الشقيق، إذا أخذت بالكلام وأعجبك فهو من قلبي وتقبله كمحب لك يريدك أن تعود إلى كنف الوطن العربي، وإن لم يعجبك وأغاظك فاعلم بأن حسابي مخترق.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة