عندما قلت في أكثر من مقالٍ سابق: إن قناة الجزيرة تمارس دورًا باطنيًا هدامًا في جسد الأمة، وأنها ما أُنشئت أصلًا إلا من أجل صناعة الافتراءات وبثها في صفوف الدول العربية (السعودية ومصر تحديدا)، اتهمني كثيرون بالتحيز ضد القناة (الفاتنة) التي كانت تمارس ازدوا
• عندما قلت في أكثر من مقالٍ سابق: إن قناة الجزيرة تمارس دورًا باطنيًا هدامًا في جسد الأمة، وأنها ما أُنشئت أصلًا إلا من أجل صناعة الافتراءات وبثها في صفوف الدول العربية (السعودية ومصر تحديدا)، اتهمني كثيرون بالتحيز ضد القناة (الفاتنة) التي كانت تمارس ازدواجية علنية فاضحة، فترفع شعارات الشفافية والمصداقية وحرية الرأي بيد، وتمارس أضدادها علانية باليد الأخرى.. تمامًا كازدواجية (الدويلة) التي تستضيفها، والتي تتظاهر بالبراءة والطهر أمام جاراتها الخليجيات نهارًا، وتمارس الارتماء في أحضان عشيقها الإيراني على الضفة الأخرى للخليج ليلا!
لا أعتقد أن ثمة حلمًا وصبرًا وأناة يمكن أن يوازي أو حتى يقترب من حلم السعودية على مجمل المراهقات السياسية القطرية
• من يعرف الشخصيات التي قامت بإنشاء هذه القناة، والأهداف والظروف السياسية التي تم استيرادها فيها بالكامل من لندن (بمذيعيها وفنييها وحتى عمال الشاي والقهوة) لن يتعجب أبدًا من حلقات مسلسل (المراهقات السياسية القطرية) الذي كانت تنتجه القناة، بالتعاون مع بقايا القومجيين والاشتراكيين من مذيعيها (الختيارية) وضيف شرف الحلقات (المرشد الأعلى لقطر) بعد أن التقت أهدافهم العبثية، فصاروا يستغلون كل فرصة، وأحيانا يختلقونها من أجل النيل من دول محورية في المنطقة كمصر والسعودية!.. فالسعودية بمركزها وثقلها الإقليمي والعالمي الكبير، وبحراكها السياسي والاقتصادي المؤثر، تمثل العقدة الأكبر لمن يُوجِّهون الجزيرة، ولمديرها السابق (الإخونجي)، لذا كانت القناة توجه - في كل يوم تقريبًا - ضربة إعلامية للسعودية ولدول خليجية أخرى كالإمارات ، إما صراحةً أو تعريضًا، الأمر الذي كان يلقي بالمزيد من الأحمال فوق ظهر (بعير) العلاقات القطرية الخليجية، حتى جاءت القشة الأخيرة لتقصم ظهره. وكذلك كان الحال مع مصر ، ومعظم الدول العربية التي عانت هي الأخرى من طعنات الجزيرة الإعلامية التي كانت للأسف الشديد تمرر تحت دعاوى الشفافية وحرية التعبير!.
• لا أعتقد أن ثمة حلمًا وصبرًا وأناة يمكن أن يوازي أو حتى يقترب من حلم السعودية على مجمل المراهقات السياسية القطرية، ومغامراتهم غير العقلانية التي لا تتناسب مع حجم دولتهم ولا مع قدراتها البشرية والتاريخية والسكانية الضئيلة جدًا، فالاصطفاف مع الأشقياء والخارجين على القانون مثل الهالك (القذافي) و(ملالي إيران) ومطاريد (الإخوان) و(ببغاء لندن) لن يضر السعودية شيئًا، لكنه أيضًا لن يضع قطر في مصاف الدول ذات الشوكة في المنطقة، ولن يصنع لها أي نجاحات سياسية، فجميعها في النهاية تيارات وجماعات مهمشة، وأنظمة خارجة على القانون الدولي، ومطلوبة من معظم الجهات العدلية العالمية!
• ولأننا نحب قطر (الخليجية العربية)، قطر ما قبل قناة الجزيرة، وما قبل الانقلاب فلا بد أن نقول: إن شيطنة المنطقة بقوة المال والإعلام، ودعم الإرهابيين والمطاردين، والمساهمة في توترها بـ(السباحة ضد التيار) لا يعد نجاحًا.. النجاح الحقيقي يكمن في الاندماج مع الجيران الخليجيين والإخوة العرب والأصدقاء التاريخيين، والعمل معهم يدًا بيد من أجل بناء منطقة آمنة ومزدهرة وخالية من التطرف والإرهاب والطائفية، منطقة تنعم كل دولها بالرخاء والأمن والاستقرار والتعاون، بما في ذلك إيران نفسها.
* نقلا عن "المدينة" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة