"المتهم نجيب محفوظ".. الملف القضائي لأديب نوبل
يسعى مؤلف "حضرة المتهم نجيب محفوظ" لضم الأوراق التي تشكل الملف القضائي العامر لأديب نوبل لأول مرة بين دفتي كتاب بعد أن كان أوراقا مبعثرة
تعرض نجيب محفوظ على مدار حياته العامرة لعديد من الأزمات والمواقف التي استدعت تدخل السلطة التنفيذية والقضائية للتحقيق فيها أو متابعتها عن كثب؛ بدءا من أزمة رواية "أولاد حارتنا" الصادرة في 1959، وحتى محاولة اغتياله في العام 1994.
في كتاب "حضرة المتهم نجيب محفوظ ـ الملف القضائي لأديب مصر"، من إعداد أيمن الحكيم، والصادر عن سلسلة "كتاب اليوم"، يسعى المؤلف إلى ضم كل الأوراق التي تشكل الملف القضائي العامر لنجيب محفوظ، ولأول مرة يكون هذا الملف الحساس مكتملا بين دفتي كتاب، بعد أن كان أوراقا مبعثرة بين صفحات الجرائد والمجلات نقلا عن صفحات الحوادث تارة، وثنايا بعض الدراسات النقدية في المطبوعات المتخصصة تارة أخرى.
وفي تقديمه للكتاب، يقول علاء عبد الوهاب، رئيس تحرير سلسلة "كتاب اليوم": "إن الكتاب يضم حصريا ملفا قضائيا كاملا لحضرة المتهم نجيب محفوظ". ويتساءل "من يجرؤ على محاكمة الإبداع؟ وهل يمكن تصور التعامل مع المبدع بغير أدوات النقد، وإبدالها بقوانين الإجراءات الجنائية؟ ولماذا أصبحت عرائض الاتهام بديلا جاهزا عن الدراسات النقدية؟ كيف باتت سرايا النيابة مقرا لاستجواب مبدع، بدلا من استضافته في صالون ثقافي حيث تتلاقح الأفكار وتتواجه الرؤى؟
ويضيف عبد الوهاب: "لم يكتف متهمو نجيب محفوظ ببلاغات تحمل اتهامات وصل بعضها إلى حد التكفير، بل إن من بين من استهدفوا الرجل هناك من خططوا ونفذوا محاولة لاغتياله". ويشير رئيس تحرير السلسلة في تقديمه إلى أن نجيب محفوظ لم يكن الأول، ولن يكون الأخير، لكن مبدعا بقامته يغري بالسعي لتوثيق ملفه القضائي، بما احتواه من أوراق خطيرة، وقد تصدى أيمن الحكيم للمهمة بدأب شديد يثير الغيرة المهنية الصحفية عند الكثيرين.