تربويون ليبيون: عماري الورفلي يمرر أفكارا إرهابية عبر المناهج
نشطاء ليبيون وتربويون يتهمون وزير التعليم الجديد بحكومة السراج في طرابلس بمحاولة وضع بصمات الإرهاب على قطاع التعليم
اتهم نشطاء ليبيون وتربويون محمد عماري الورفلي، وزير التعليم الجديد بحكومة السراج غير الدستورية في ليبيا، بمحاولة وضع بصمات الإرهاب في المناهج الدراسية وقطاع التعليم.
ويقول الناشط السياسي الليبي لطفي القارصي إن الإرهابي عماري الورفلي، الذي تولى، الثلاثاء، منصب الوزير المؤقت للتعليم في حكومة السراج يدعم التطرف.
وقال "القارصي" لـ"العين الإخبارية" إن "الورفلي" سيختار إرهابيين ويسند إليهم وظائف مهمة في الوزارة، كما سيتخذ قرارات متطرفة ليؤثر على المعلمين والطلبة.
ويرجح "القارصي" أنه سيتسبب في إثارة الفتن داخل المدارس بقرارته المتطرفة، مثل فرض الحجاب ومنع الاختلاط، على غرار كل الإرهابيين الذين يرغبون في تعزيز الانقسام وليس الدفاع عن الدين.
وأكد "القارصي" أن السراج لم يعد أمامه خيار، بعد تخلي المجتمع الدولي عنه بسبب تحالفه مع المليشيات المسلحة، سوى أن يعين الإرهابيين في حكومته.
تكليف العماري
وكان تكليف "الورفلي" وزيرا للتعليم، خلفا للوزير المستقيل عثمان عبدالجليل، إثر اعتصامات للمعلمين، أثار جدلا واسعا، استحضر خلاله عدد من النشطاء والمتابعين في ليبيا تاريخه السياسي.
وينتمي "الورفلي" للفكر المتطرف، وسبق وطلبته الأجهزة الأمنية في النظام السابق، بتهمة الانتماء لحركة التجمع الإسلامي، كما عُرف عنه تعاونه ودعمه للجماعات المتطرفة، خاصة مجلس شورى بنغازي المتحالف مع تنظيم داعش الإرهابي.
وعاد إلى ليبيا عام 2011، وكان وما زال من أكبر المحرضين على القتال ضد الجيش الليبي، حيث هرب من بنغازي واستقر في طرابلس، ليعيش في حماية المليشيات الإرهابية.
ويحمل "العماري" الجنسية البريطانية، وكان خطيبا في أبرز مساجد الجماعات الإسلامية بمانشستر وعضوا بحركة التجمع الإسلامي في بريطانيا، وهي أحد أهم معاقل جماعة الإخوان الإرهابية في أوروبا، وتربطه علاقات وطيدة بمفتي الجماعة الصادق الغرياني.
قلق المعلمين
وبشأن قلق العاملين في قطاع التعليم، قال جاد المولي عطية، مدير مدرسة "عمر المختار" في طبرق، إن "نبأ تعيينه كان بمثابة صدمة لنا كتربويين"، موضحا أن تعيين إرهابي في منصب وزير التعليم من قبل حكومة السراج غير الدستورية أمر كارثي.
وأوضح لـ"العين الإخبارية" أننا نشعر بقلق بالغ على مستقبل أطفالنا".
وأعرب عن غضبه الشديد من تعيينه، وقال إنه كان يصدر بيانات داعمة لتنظيم أنصار الشريعة المصنف دوليا تنظيما إرهابيا، لذلك نحن لن نندهش حين يحاول تمرير أفكار إرهابية متطرفة عبر المناهج الدراسية لتسميم عقول أبنائنا.
ويرى جاد المولي أنها السابقة الأولى في العالم التي تدعم فيها الأمم المتحدة محاولة تحويل المدارس إلى معامل تفريخ لإرهابيين.
إرهابيون بمراكز حساسة
واحتل الإرهابيون مناصب عسكرية وأمنية بارزة في حكومة السراج، من بينهم المطلوب دوليا صلاح بادي الذي أصبح مديرا لمخابرات حكومة السراج، كما تولوا حقائب وزارية مهمة.
فيما أكد الباحث المتخصص في التنظيمات الإرهابية محمد يسري أن مسألة اختيار عناصر من القاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية ضمن صفوف حكومة السراج ليست جديدة، موضحا أن تعيينه ليس جديدا من نوعه، فقد سبق في أكتوبر/تشرين الأول الماضي تعيين صلاح بادي آمر مليشيا لواء الصمود المدرج على قوائم الإرهاب رئيسا لجهاز الاستخبارات.
وأشار، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية، إلى أن صلاح بادي من الشخصيات التي أدرجها مجلس الأمن على قائمة الإرهاب في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 لاتهامه بارتكاب جرائم إرهابية في ليبيا، وهو أحد المتورطين في قتل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
وأكد أن اختيار "عماري" لمنصب وزير التعليم في حكومة الوفاق المدعومة من تركيا وقطر ليس بالأمر الغريب.
ويرى "يسري" أن اختيار مثل هذه الشخصيات يؤكد أن حكومة السراج تعتبر حصان طروادة لاستيراد وتصدير عناصر الجماعات الإرهابية من وإلى ليبيا، مشيرا إلى أن توليهم مناصب في الحكومة يساعد السراج في تنفيذ الكثير من العمليات المشبوهة، خاصة إذا كانت في مناصب حساسة مثل الاستخبارات والتعليم.
وتابع يسري: "يعد محمد عماري أحد أبرز المنسقين الليبيين بين تنظيم الحمدين القطري والكتائب المسلحة في ليبيا، ومن خلاله يتم توفير الدعم اللوجيستي لهذه الكتائب ومنها سرايا الدفاع عن بنغازي التي عملت على الاستيلاء على الموانئ النفطية، إضافة إلى علاقاته الوطيدة بما يسمى مجلس شورى درنة وكذلك دعمه لمليشيا الجضران في عملياتها الإرهابية في كل من رأس لانوف والسدرة".
aXA6IDMuMTM4LjEzNS4yMDEg جزيرة ام اند امز