محمد عماري.. إخواني إرهابي بدرجة "وزير" في حكومة السراج بطرابلس
حكومة الوفاق تضم إرهابيين مطلوبين دوليا أبرزهم علي العيساوي المتهم بمقتل رئيس الأركان الليبي الأسبق وصلاح بادي المتهم بحرق مطار طرابلس
تواصل ما تسمى بـ"حكومة الوفاق" في العاصمة الليبية طرابلس الاعتماد على مليشيات إرهابية وقيادات مصنفة على قوائم الإرهاب الدولي كان أحدثها تعيين الإخواني محمد عماري وزيرا للتعليم الليبي.
وتضم حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، بجانب عماري، عددا من الإرهابيين المطلوبين دوليا أبرزهم: علي العيساوي وزير الاقتصاد - والمتهم الرئيسي في مقتل رئيس الأركان الأسبق اللواء عبدالفتاح يونس 2011 - والإرهابي المطلوب دوليا صلاح بادي (رئيس جهاز المخابرات) لحرقه مطار طرابلس ٢٠١٤.
التقرير التالي ترصد "العين الإخبارية" أبرز محطات الإخواني محمد عماري آخر الإرهابيين في حكومة السراج.
جماعات متطرفة
ولد محمد عماري عام 1973 بمدينة الإسكندرية المصرية (شمال)، ويعود نسبه إلى مدينة بنغازي، شرق ليبيا، والتحق بكلية الهندسة بجامعة بنغازي وحصل على بكالوريوس الهندسة الكهربائية عام 1994.
انخرط عماري، وهو من قبيلة ورفلة، بالجماعات المتطرفة في وقت مبكر، حيث انضم عام 1991 (في سن الـ18 عاما) إلى ما يعرف بـ"حركة التجمع الإسلامي"، وهي حركة نشأت من رحم الإخوان الإرهابية.
وكانت تلك الحركة (بالتعاون مع الإخوان وتنظيم القاعدة) تهدف للإطاحة بنظام معمر القذافي، ومع اكتشاف النظام الليبي السابق لتلك المخططات ضيّق الخناق الأمني على هذه الحركة.
وبتضييق نظام القذافي على الإخوان والقاعدة أيضاً، فرت أعداد كبيرة من أعضائهما والجماعات الموالية لهم خارج ليبيا، ومنهم محمد عماري الذي هرب إلى ألمانيا بجواز سفر مزور ثم استقر في مانشستر البريطانية.
عنف وتطرف
في مانشستر، عمل عماري خطيبا بمسجد الحكمة، والتحق كعضو بحركة "التجمع الإسلامي" التي كانت إحدى الأذرع السياسية للجماعات الإرهابية المتطرفة ببريطانيا، وكانت ترتبط بأجهزة المخابرات البريطانية ضد نظام القذافي.
وكشفت وثيقة صادرة عن جهاز الأمن البريطاني وجهت إلى السلطات الليبية عام 2008 أن برلين لديها معلومات تشير إلى استمرار ميول حركة (التجمع الإسلامي) للعنف بغية استبدال نظام الحكم في ليبيا وإقامة دولة دينية.
وأشارت إلى أن عددا من عناصر التنظيم ويبلغ نحو 450 شخصا، منهم بين 300 إلى 400 شخص يتواجدون في بنغازي (شرق) كما صنفت 22 اسما منهم في بريطانيا على أنهم أنشط عناصره، وكان من بينهم محمد العماري.
حلقة وصل لتمويل الإرهابيين
وأدى محمد عماري (وهو أحد تلامذة الإخواني الهارب من مصر يوسف القرضاوي) دورا بارزا في تمويل الجماعات الإرهابية التي حملت السلاح ضد القذافي، ما أدى للإطاحة به في 2011.
وتقول تقارير إعلامية ليبية إن محمد عماري كان حلقة الوصل في توفير المال والسلاح من قطر وتركيا للإخوان والقاعدة لتسليح الجماعات المسلحة في العاصمة طرابلس بعد إسقاط القذافي.
وفي ٢٠١٢، شارك عماري عبر حزب "رسالة"، الذي أنشأته حركة "التجمع الإسلامي" بقائمة كبيرة من بنغازي في الانتخابات، لكن الحزب لقي فشلا ذريعا أمام التيار المدني.
لكنه استطاع الحصول على عضوية داخل المؤتمر الوطني العام (المجلس التشريعي في ذلك الوقت) ما دفعه للعمل على تشجيع قيام كتلة متشددة عرفت بـ"كتلة الوفاء" ضمت عناصر من الإخوان والقاعدة لمجابهة العلمانيين والتيار المدني.
كان محمد عماري عضوا في لجنة الحوار السياسي في اتفاق الصخيرات، الذي جرى في تونس عام 2015، وأدى لتشكيل المجلس الرئاسي الليبي، حيث اختير عضوا به.
نفوذ متزايد بالمجلس الرئاسي
ولكونه عضوا في المجلس الرئاسي تعزز نفوذ عماري، ليتواصل مع ممثلي الدول المعنية بالملف الليبي، وليظهر عداءً صريحا لنواة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر التي كانت آخذة في النمو منذ عام 2014 إثر عملية الكرامة.
وعملية الكرامة أطلقها المشير حفتر بهدف تطهير البلاد من جماعات الإخوان والقاعدة الإرهابية، وأيضا من "مجلس شورى ثوار بنغازي" و"مجلس شورى ثوار درنة" التابعين لهما.
ولم يتوانَ عماري عن دعم الإرهابيين ضد الجيش الليبي في مدينة بنغازي، ناعيا الإرهابي وسام بن حميد الذي تقول عنه تقارير ليبية إنه "ارتكب أبشع الجرائم ضد أبناء بنغازي وتولى عملية زرع الآلاف الألغام في شوارعها بتمويل مباشر من الدوحة وأنقرة".
عداء للجيش ودعم الإرهاب
واتضح عداء عماري للجيش الليبي جليا بتقديمه استقالته في فبراير/شباط 2016 من المجلس الرئاسي، وذلك على خلفية قيام فايز السراج (رئيس المجلس الرئاسي) بزيارة المشير خليفة حفتر في مقر القيادة العامة بالرجمة بمدينة المرج الليبية (شرق) قبل أن يتراجع بعد يوم واحد.
ومنذ عام 2011 حتى عام 2018، شهدت منطقة الهلال النفطي (التي تضم ثلثي الاحتياط الليبي من النفط) هجمات إرهابية عدة شنها الإرهابي المطلوب دوليا إبراهيم الجضران الذي أعلن عماري دعمه له خاصة خلال هجماته الأخيرة في يونيو/حزيران الماضي.
ويرى مراقبون أن عماري أظهر الدعم للإرهابي إبراهيم الجضران نكاية في الجيش الوطني الذي كان يؤمن منطقة الهلال النفطي لحماية قوت الليبيين.
طلب دعم الأتراك
وبعد تطهير الجيش الوطني الليبي لمدينة بنغازي (2014/2017) ومدينة درنة والهلال النفطي ومدن الجنوب (2018)، شن الجيش عملية عسكرية في أبريل/نيسان الماضي باسم "طوفان الكرامة"، لتطهير العاصمة طرابلس من المليشيات والجماعات المتطرفة.
وعمل عماري على حشد الدعم اللازم للجماعات المتطرفة بالعاصمة من تركيا لصد عملية الجيش الليبي، وكان من أبرز المسؤولين الأجانب الذين قابلهم عماري السفير التركي لدى ليبيا سرحات إكس منذ بداية "طوفان الكرامة".
والتقى السفير التركي في 15 يوليو/تموز الماضي، ثم 25 من الشهر نفسه ثم 3 سبتمبر/أيلول الماضي (وذلك حسب الزيارات المعلن عنها) تناولت تأكيد تعزيز الدعم بين الجانبين.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أصدر المدعي العام العسكري الليبي أوامر بالقبض على فايز السراج وأعضاء من المجلس الرئاسي أبرزهم محمد عماري، لقيامهم بـ"تفتيت البلاد وإنشاء تشكيلات مسلحة غير مشروعة والقيام بعمليات إرهابية وتمويل الإرهاب وفقا للقوانين الليبية".
aXA6IDE4LjExOC4yMDguMTI3IA== جزيرة ام اند امز