خبيران ليبيان: إعادة الاستقرار أولى مهام الجيش بعد تحرير طرابلس
الخبيران أكدا لـ"العين الاخبارية" أن الجيش الوطني الليبي أوشك على تحرير طرابلس وعلى الليبيين الاستعداد لما بعده.
أجمع محللون سياسيون ليبيون على أن الجيش الوطني الليبي أوشك على تحرير طرابلس من قبضة المليشيات الإرهابية، مؤكدين أنه بعد قرابة 8 أشهر من القتال حقق الجيش انتصارات كبيرة وحرر مناطق جديدة.
وأكد محمد عامر العباني، عضو مجلس النواب الليبي، أن طرابلس سوف تتغير بها أشياء كثيرة عقب تحريرها من المليشيات المسلحة، خاصة وأن الجماعات الإرهابية عطلت الحياة السياسية وأفسدت مناخها، ونفذت أجندات خارجية تتعارض مع مصالح الشعب الليبي.
وكشف العباني، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، عن أن هناك إجراءات سوف يتم اتخاذها تمهيدا لإرساء قواعد الدولة المدنية وإنهاء مظاهر الفساد.
وعن تلك الإجراءات، أوضح العباني أنه سيتم تفعيل الشرعية ومجلس النواب المنتخب، كما سيتم تشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة للإشراف على مركزية الدولة وتفعيل الحكم المحلي.
وقال العباني: "كل من أجرم في حق الوطن والشعب الليبي وسعى لإفساد طرابلس وتكدير معيشية المواطنين، سيتم محاسبته."
وتشهد طرابلس تدهورا حادا في الأوضاع المعيشية، حيث تعاني من نقص في الأدوية، بالإضافة إلى غلاء الأسعار المواد الغذائية، خاصة في ظل تدني المرتبات، حيث يصل الحد الأدنى للأجور 450 ديناراً (نحو 300 دولار) لم يطرأ عليه أي تعديل منذ أكثر من 8 سنوات.
كما انتشرت جرائم القتل والخطف والسرقة، وبعضها يمر دون عقاب، ويقول نشطاء حقوقيين أن الكثير من سكان العاصمة محاصرون بسبب إغلاق الطرق؛ خوفا من الوقوع في قبضة المليشيات الإرهابية.
ويعلق سكان طرابلس آمالهم على انتهاء الحرب والتخلص من المليشيات لعودة الاستقرار.
ويرجح الباحث الليبي ورئيس مؤسسة "السليفيوم للأبحاث والدراسات" جمال شلوف أن الخطوة الأولى للجيش الليبي عقب تحرير طرابلس ستكون طمأنة سكان العاصمة، وتأمين مؤسسات الدولة وفرض الأمن وحل المليشيات وتفعيل قطاعات القوات المسلحة في طرابلس، والتي تم تهميشها تماما من قبل سلطات حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.
وأضاف شلوف، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن أحد أهداف عملية "طوفان الكرامة" التي ينفذها الجيش الوطني الليبي لتحرير طرابلس من قبضة المليشيات الإرهابية هو استكمال دور المؤسسة العسكرية في السيادة وفرض الأمن على كامل التراب الليبي.
ولحل أزمة انعدام الأمان التي يعشيها سكان العاصمة، أكد شلوف أن هدف الجيش هو القضاء على تلك المجموعات الإرهابية التي تخيف الليبيين وتهدد أمنهم.
وأوضح أن عقب القضاء على المليشيات، سيبدأ الجيش في تكوين بيئة صحيحة، وستعمل أجهزة ومؤسسات الدولة بحرية واستقلال بعيدا عن التدخل الخارجي والنهب الممنهج الذي تفرضه الميلشيات المسيطرة على القرارين الاقتصادي والسياسي في طرابلس.
وعن محاسبة المسؤولين عن الحالة التي وصلت إليها طرابلس العاصمة، قال شلوف إن فايز السراج مطلوب للنائب العام العسكري بتهمة انتحال صفة القائد الأعلى للقوات المسلحة وسيحاكم أيضا لمساهمته في دعم الميلشيات في حربها الخاسرة ضد القوات المسلحة.
وشدد على أن محاسبة كل من أفسد طرابلس ستتم من خلال السلطات الدستورية المنتخبة والحكومة التي سيكلفها للإشراف على الانتخابات، لافتا إلى أن الجيش يحرز تقدمات كبيرة ويقترب من تحرير طرابلس.
وتمكنت قوات الجيش الليبي، اليوم الأحد، من استعادة السيطرة على مناطق جديدة بجنوب شرق العاصمة طرابلس.
وقال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، إنه تم دحر الميليشيات وسيطرة كاملة لقواتنا على منطقة سوق الخميس، امسيحل، ومصنع الإسمنت.
ويستمر الجيش الليبي في تحقيق تقدمات محسوبة على الأرض، مع تراجع المليشيات، ومقتل عدد كبير من قياداتها، في إطار عمليات طوفان الكرامة التي أطلقها الجيش في 4 أبريل/نيسان الماضي لتحرير العاصمة الليبية طرابلس من سطوة المليشيات والتنظيمات الإرهابية.
aXA6IDE4LjIyNC43MC4xMSA= جزيرة ام اند امز