العراقية هناء محمد تكشف لـ"العين الإخبارية" سر غيابها عن الساحة الفنية
لم يكن عمرها يتجاوز الـ6 سنوات حينما دخلت قلوب العراقيين، بعدما حلت ضيفة في برنامج إذاعي عام 1966 يحمل عنوان "جنة الأطفال"، ليكون انطلاقها فيما بعد نحو النجومية ودخول عالم الفن.
هناء محمد، فنانة قديرة عرفت بأدائها الاحترافي في الأدوار التي قدمتها سواء في التلفزيون أو السينما أو الإذاعة، حتى باتت قيمة فنية بامتياز وأثرا إبداعيا يسير على خطاه أجيال وأسماء وعناوين.
عن البدايات تتحدث الفنانة هناء محمد، لـ"العين الإخبارية"، قائلة: "كنت حينها طفلة وكان بيتنا على مقربة من دار الإذاعة في الصالحية ببغداد، وتم استضافتي في البرنامج الأسبوعي الذي يهتم بالأعمار الصغيرة، ولكن بعدها اختارني معد ومخرج البرنامج لأكون دائمة الحضور بعد أن استشعر موهبتي".
وأشارت الفنانة العراقية إلى أن المشوار لم يكن سهلا، مضيفة: "أنا من عائلة ليست فنية، وكان من الصعب أن يتقبلوني بسهولة في هذا الوسط، ولكني تحديت كل تلك الصعاب واستطعت أن أمضي في مشوار الفن بكل ما يحمل من لذة ورسائل كبيرة ومتاعب".
ولفتت الفنانة هناء محمد إلى أنها دخلت الإذاعة بعد ذلك عبر "صوت الجماهير"، موضحة أنها أدت الكثير من الأدوار التي تتناسب مع عمرها وتطورت معرفتها ومهارتها حتى أخرجت بعض البرامج، مرجعة الفضل في ذلك إلى صبري الرماحي.
وتضيف النجمة العراقية أن الانطلاقة الحقيقية نحو الجمهور ، كانت عبر أداء دور "كمرة"، في مسرحية "نشيد الأرض"، للفنان والمخرج محسن العزاوي، الذي اختارها لأداء هذا الدور حينما كانت عضوة في فرقة الموشحات العراقية، وتابعت: "اجتزت اختبارا صعبا حتى تم قبولي لأداء تلك الشخصية، ومن بعد ذلك انضممت إلى المسرح الوطني القومي".
وعن التلفزيون، أوضحت الفنانة العراقية أن البداية كانت عبر تمثيل مشاهد درامية في برنامج "مشاعل على الطريق"، في مطلع فترة السبعينيات، التي كانت تهتم بإيجاد المعالجات للكثير من المشكلات الاجتماعية.
وتابعت: "بعد ذلك شاركت في أداء عشرات المسلسلات التلفزيونية والأدوار السينمائية والمسرحية، التي ظلت راسخة في ذاكرة المتلقي العراقي والعربي".
وبعد عام 2003 وجراء الظروف التي لحقت بالعراق عقب سقوط نظام صدام حسين وتداعي الأوضاع الأمنية في البلاد، اضطرت هناء محمد إلى المغادرة والتنقل بين دول عدة بينها سوريا والإمارات.
وتعلق الفنانة العراقية على ذلك، بقولها: "لم يكن القرار اختيارا وإنما قسرا بعد نشوب الحرب الأهلية وتصاعد الإرهاب، لأجد نفسي بعيدة عن وطني، ولكن رغم ذلك قدمت العديد من الأعمال على مستوى الدراما والمسرح".
وعن قلة الظهور في السنوات الأخيرة، تقول هناء محمد: "تعرض عليَّ بين الحين والآخر الكثير من الشخصيات، ولكن أغلبها لا يتناسب مع مسيرتي وعطائي الفني، لذا غالبا ما أبدي الرفض وعدم القبول، فضلاً عن ذلك المحسوبية وعدم المهنية التي جعلت الكثير يستسهل طريق الفن، ما تسبب في ظهور ظهور الكثير من الأسماء التي ليس لها شأن بالعالم الإبداعي".
ويبلغ رصيد الفنانة العراقية في المسرح أكثر من 80 عملا حصدت من خلال بعضها جوائز عربية ودولة ومهمة، من بينها "نديمكم هذا المساء"، و"كان ياما كان"، و"عزف نسائي"، و"صاحبة المعالي"، كما تمتلك رصيدا كبيرا من الأعمال الدرامية المهمة والكبيرة التي لامست المجتمع وخرجت عن المألوف في طريقة العرض والتقديم، من بينها "الأماني الضالة"، و"أعالي الفردوس"، و"أجنحة الثعالب"، و"دنانير من ذهب"، فضلا عن المسلسل الشهير "أيام الإجازة".
aXA6IDE4LjE5MS45Ljkg
جزيرة ام اند امز