فجوة التكيف في COP30.. تمويل ضعيف يهدد المجتمعات الأكثر عرضة للمناخ
تواجه محادثات المناخ في مؤتمر الأطراف الثلاثين تحديات كبيرة، إذ تتصاعد الاحتياجات التمويلية للتكيف بينما تظل الموارد شحيحة، ما يعرض المجتمعات الضعيفة في الخطوط الأمامية لمخاطر جسيمة.
يركز المفاوضون على مؤشرات التكيف بشكل تقني، متجاهلين ضرورة توفير الدعم المالي والتقني للمجتمعات الأكثر تعرضا للظواهر المناخية، ما يضع عدالة المناخ على المحك ويهدد البقاء والاستقرار.
وفقا لموقع "climate change news"، تخيم حقيقة مقلقة على محادثات COP30 في بيليم، المفاوضون يركزون على مؤشرات التكيف بحماسة التكنوقراط، بينما تُحرم المجتمعات المحلية في الخطوط الأمامية من الموارد اللازمة للبقاء.
كشف أحدث تقرير للأمم المتحدة حول فجوة التكيف أن الاحتياجات تتزايد بسرعة هائلة، في حين ينهار التمويل، ويظل المجتمع الدولي يناقش كيفية قياس التقدم بدلًا من تمكين الناس مباشرة.
هذا التناقض يكشف جوهر أزمة المناخ: فالتكيف ليس تحديًا تقنيًا فحسب، بل سياسيًا وأخلاقيًا. كل فجوة مالية تمثل فجوة في العدالة، ووراء كل هدف غير مُحقق مزارعون وأسر تُعاني بالفعل.
التكيف يحدد ما إذا كانت المجتمعات قادرة على مواجهة ارتفاع درجات الحرارة، أو الفيضانات، أو الجفاف الطويل، أو ما إذا كانت تُدفع إلى تجاوز حدود البقاء.
بينما يُساوم المفاوضون على الهدف العالمي للتكيف ومؤشراته، تنهار الأسس اللازمة لتحقيق هذه الأهداف. الحديث عن التنمية القادرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ يصبح فارغًا إن استُنزفت الموارد الأساسية لذلك.
ينبغي أن يُقاوم مؤتمر الأطراف التسرع نحو اعتماد إطار مؤشرات ضعيف، إذ سيقيس النشاط الورقي لا الأثر الواقعي، والإجراءات الشكلية لا حماية المجتمعات المعرضة للخطر.
تدافع أفريقيا عن استراتيجية عالمية شاملة للتكيف، لكن البعض فهمها خطأ واتهمها بتعطيل العملية. الحقيقة أن أفريقيا تعيش التكيف يوميًا، فالتكيف ليس خيارًا سياسيًا بل قضية وجودية تحدد سبل العيش والنظم البيئية.
تحتاج استراتيجية التكيف إلى ضمان وصول التمويل الفعلي، وتوزيع التقنيات بالتساوي، ودعم البلدان المعرضة للخطر ببنية تحتية مرنة، وأنظمة إنذار مبكر، وأمن مائي وصحي قادر على الصمود.
بدون هذا العمود الفقري، تصبح مؤشرات التكيف قائمة فارغة، ومجرد حديث عن "التقدم" دون تأثير حقيقي على المجتمعات المعرضة للخطر.
إذا نجحت الدول الغنية في تمرير مؤشرات تهمّش التمويل، فإن أفقر سكان العالم سيُطلب منهم مواجهة أزمات مناخية بلا أدوات، وهو ظلم فادح يتكرر سنويًا مع كل موجة حر أو فيضان.
المؤشرات والتمويل لا يمكن فصلهما؛ لا يمكن قياس التقدم في التكيف دون توفير الموارد الأساسية. التكيف هو المكان الذي يحدد فيه القرار السياسي سلامة الناس أو معاناتهم بلا داعٍ.
العالم لا يفتقر للأدلة على المعاناة، بل للشجاعة السياسية. أكثر من 30 مليون شخص يُشردون سنويًا بسبب الظواهر المناخية، وتتحمل أفريقيا العبء الأكبر مع شح الموارد والدعم المقدم على شكل ديون.
سيُصبح الهدف العالمي للتكيف مهملاً إن لم يقترن بتمويل حقيقي قائم على المنح. COP30 يمثل لحظة حرجة لسد الفجوة بين العلم والتضامن، وزيادة التمويل، ومشاركة التكنولوجيا، ودعم التخطيط طويل الأمد للمرونة.
حتى تتحقق هذه الإجراءات، سيظل أكثر سكان العالم ضعفًا يتحملون العبء الأكبر بأدنى دعم، وهو ظلم واضح في عصر يتطلب العدالة المناخية الفعلية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE4IA== جزيرة ام اند امز