أمريكا تحشد قواتها بالمنطقة.. وبلينكن يتوقع موعد «الرد الإيراني»
قدرات عسكرية أمريكية إضافية للمنطقة قالت واشنطن إنها تأتي "ضمن إجراءات دفاعية تهدف لتهدئة التوترات".
فيما نقل موقع "أكسيوس" عن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال حديثه مع نظرائه بمجموعة السبع أن "هجمات إيران وحزب الله ضد إسرائيل ستكون خلال الـ24 إلى 48 ساعة المقبلة".
وارتفعت حدة التوتر في المنطقة عقب اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في العاصمة الإيرانية طهران يوم الأربعاء، بعد ساعات من غارة إسرائيلية في بيروت أودت بحياة فؤاد شكر، القائد العسكري الكبير في جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران مثل حماس.
وتتصاعد المخاوف من أن تتحول الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط.
وتتهم إيران وحماس إسرائيل باغتيال هنية، وتوعدتا ومعهما حزب الله بالانتقام. ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال هنية ولم تنف ذلك.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن سيجتمع مع فريقه للأمن القومي في غرفة العمليات اليوم الإثنين لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط, وأضاف أن بايدن سيتحدث أيضا مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
وذكر موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي أن بلينكن أخبر نظرائه من دول مجموعة السبع الكبرى أن إيران وحزب الله قد تبدآن مهاجمة إسرائيل اليوم الإثنين، نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة على الاتصال. لكن أكسيوس ذكر أن بلينكن قال إنه لم يتضح كيف ستهاجم إيران أو حزب الله، وإنه لا يعلم الموعد بدقة.
وردا على سؤال بخصوص هذا التقرير، أشارت وزارة الخارجية إلى نص المكالمة حيث ورد أن الوزراء ناقشوا "الحاجة الملحة لتهدئة التوتر في الشرق الأوسط".
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية يوم الجمعة إنها ستنشر طائرات مقاتلة إضافية وسفنا حربية تابعة للبحرية في المنطقة.
ووفق جوناثان فاينر نائب مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي في حديث لشبكة (سي.بي.إس) فإن "الهدف العام هو خفض حدة التوتر في المنطقة إلى جانب الردع وصد تلك الهجمات، وتجنب صراع إقليمي".
وأضاف فاينر أن الولايات المتحدة وإسرائيل تستعدان لكل الاحتمالات.
وذكر أن المنطقة تجنبت تصعيدا كبيرا في أبريل/نيسان عندما شنت إيران هجوما على إسرائيل بطائرات مسيرة وصواريخ ردا على ما قالت إنها ضربة إسرائيلية على قنصليتها في دمشق في الأول من أبريل/نيسان، والتي تسببت في مقتل سبعة عسكريين من الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف فاينر أن الولايات المتحدة تريد أن تكون مستعدة في حالة تفاقم هذا الوضع مرة أخرى.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير أنتوني بلينكن تحدث إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أمس الأحد وشدد على "أهمية اتخاذ جميع الأطراف خطوات لتهدئة التوتر الإقليمي وتجنب مزيد من التصعيد وتعزيز الاستقرار".
* "تخطيط احترازي"
وعبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الأحد عن أمله في أن تتراجع إيران عن موقفها رغم تهديدها بالانتقام لاغتيال هنية.
وحثت الولايات المتحدة يوم الأربعاء رعاياها الراغبين في مغادرة لبنان على البدء في التخطيط للمغادرة على الفور.
وقال فاينر لشبكة سي.بي.إس "هذا (قرار المغادرة) ليس تنبؤا بالأحداث المستقبلية، وإنما تخطيط احترازي بالنسبة لهم (للرعايا) ولحكومتنا".
ونصحت الحكومة البريطانية رعاياها بمغادرة لبنان. وحذرت كندا رعاياها من السفر إلى إسرائيل، قائلة إن الصراع في المنطقة يعرض الأمن للخطر.
ويأتي اغتيال هنية في إطار سلسلة من عمليات القتل التي استهدفت عددا من كبار قادة حماس في حرب غزة.
ووفق وزارة الصحة في قطاع غزة فإن ما يقرب من 40 ألف فلسطيني قتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة، مما أثار مخاوف من تحولها إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط.
وقالت حماس إنها "باشرت بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للحركة" بعد اغتيال هنية الذي كان يمثل وجه الدبلوماسية للحركة على الساحة العالمية.
وواصلت الولايات المتحدة وشركاؤها الدوليون، ومنهم فرنسا وبريطانيا وإيطاليا ومصر، اتصالاتهم الدبلوماسية سعيا لمنع المزيد من التصعيد في المنطقة.
واختتم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي زيارة نادرة لإيران أمس الأحد دعا خلالها إلى وقف تصاعد العنف والإسهام في "بناء منطقة يعمها الأمن والسلام".
واستمرت أعمال العنف أمس الأحد في الأراضي الفلسطينية.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن غارة جوية إسرائيلية أصابت مدرستين في مدينة غزة، الأحد، مما تسبب في مقتل 30 شخصا على الأقل.
وقال مسؤولو صحة في قطاع غزة إن غارة جوية أخرى أصابت خيمة داخل مجمع مستشفى في وسط القطاع مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل، وذلك بعد انتهاء جولة أخرى من المحادثات دون إحراز أي تقدم.