مؤلف أحدث كتاب عن عادل إمام لـ"العين الإخبارية": الزعيم من حرافيش نجيب محفوظ (حوار)
بكلمات سهلة، وسرد دقيق، تناول الكاتب أيمن الحكيم في كتابه الجديد سيرة حياة زعيم الكوميديا عادل إمام.
اختار الكاتب لهذه التجربة الرائعة عنوان "الحرفوش.. أيام عادل إمام" وفي 350 صفحة استعرض جزءا من رحلة صعود الزعيم، ووعد بمواصلة العمل، وتقديم جزء ثان، وبرر الأمر بأن حياة هذا المبدع مليئة بالأحداث والتحولات، ولا يمكن اختزالها في كتاب واحد.
يشارك أيمن الحكيم بهذا الكتاب الفريد في الدورة 54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي بدأت فعالياته في 25 يناير/كانون الثاني الحالي، ومن المتوقع أن يحدث ضجة واسعة بسبب جماهيرية عادل إمام، ودقة الكاتب في رصد ملامح حياته، كيف بدأ وإلى أي طريق انتهى.
وفي محاولة لقراءة محتوى الكاتب، أجرت "العين الإخبارية" حوارا مع الكاتب أيمن الحكيم، حول دوافع طرح الكتاب ومحتواه.
إلى نص الحوار:
-ما الأسباب التي دفعتك لتقديم كتاب عن عادل إمام في هذا التوقيت؟
هذا الكتاب يأتي بمناسبة مرور 60 سنة على أول ظهور للزعيم عادل إمام على خشبة المسرح، من خلال مسرحية "أنا وهو وهي"، وقد تأخرت في تقديم هذا العمل، لأن تجربة هذا الفنان الاستثنائي تحتاج إلى كتب عديدة.
من وجهة نظري عادل إمام هو جامعة الدول العربية الحقيقية، فشلت الجامعة في لم شمل العرب سياسيا، ونجح هو في جمع العرب فنيا.
- ومتى بدأت علاقتك بالفنان عادل إمام؟
تعرفت على الزعيم عادل إمام عن طريق أستاذي الكاتب الكبير رجاء النقاش، ونشأت علاقة طيبة معه منذ منتصف التسعينيات، وأجريت معه عددا كبيرا من الحوارات الصحفية، واقتربت منه بشكل كبير، الأمر الذي جعل مهمتي في تقديم كتاب عنه مهمة سهلة وممتعة إلى حد كبير.
- حدثنا عن أبرز السمات الشخصية للفنان عادل إمام؟
يتميز عادل إمام بالذكاء الشديد، فهو ابن حارة شعبية، وقصة صعوده فيها كفاح كبير، عندما تتأمل مسيرته تجد أنه صنع نفسه بنفسه، فلم يعتمد على مؤسسة تدير له أعماله مثل النجوم الحاليين، ولكن اعتمد على ذكائه، وراح يعافر، ويتحدى رغبة والده الذي كان يعمل موظفا بوزارة الداخلية، كافح وعافر من أجل حبه للفن، وبعد سنوات شهدت انتصارات وانكسارات بات أهم فنان عربي من المحيط إلى الخليج.
بالمناسبة في أحد حواراتي مع المخرج جلال الشرقاوي قال لي (أثناء عرض مسرحية "مدرسة المشاغبين" كان الجميع يراهن على الفنان سعيد صلاح.. ولكن عادل إمام قلب كل الموازين، واكتشفنا أنه الأكثر حضورا ووهجا وذكاء".
- لماذا وضعت على الكتاب اسم "الحرفوش"؟
الحرفوش.. مصطلح شعبي، يدل على ابن البلد أو الصعلوك ليس بالمعنى السلبي ولكن بالمعنى الإيجابي، أقصد الرجل الذي خاض تجارب كثيرة وعرف كل الأماكن والزوايا بمصر، فاتني القول إن الكاتب الكبير نجيب محفوظ أطلق على شلته من المبدعين لقب "الحرافيش" وكان من بينها الفنان الكبير أحمد مظهر، وأذكر أنه طلب من أحمد مظهر أن يضم عادل إمام إلى هذه الشلة، وبالفعل ذهب وجلس معهم عدة جلسات.
- في رأيك.. لماذا لم يقدم عادل إمام أعمالا من تأليف نجيب محفوظ رغم ود الصداقة الذي جمع بينهما؟
سألت عادل إمام هذا السؤال، وقال لي "كان نفسي جدا، وكل ما تعجبني رواية وأفكر في شرائها، أكتشف أنه قام ببيعها، وتكرر هذا الموقف في حوالي 30 رواية"، وعلى فكرة عادل إمام كان من حرافيش نجيب محفوظ، ومعجب جدا برواية الحرافيش التي صاغها نجيب محفوظ حول عالم الفتوات، وحققت ضجة كبيرة عند تحويلها لعمل سينمائي.
- وهل يقترب كتابك عن الزعيم من معركته مع التيارات الدينية المتشددة؟
الكتاب يقدم رصدا فنيا وإنسانيا لحياة عادل إمام، وفي الكتاب تم إلقاء الضوء على رحلته إلى أسيوط، عندما قرر الذهاب إلى معقل الجماعات الإرهابية لعرض مسرحية " الواد سيد الشغال" ويحكي عادل إمام أن الفكرة كانت جريئة وصعبة وأن وزارة الداخلية حذرته، وقال لي إنه كان يشعر بالرعب بسبب الأجواء هناك، ووجود شباب طائش، ولكنه قرر أن يواجه الإرهاب بالفن ويدافع عن مهنته التي قالوا عنها إنها حرام، وفي الكتاب يتحدث الزعيم أيضا عن أفلام مهمة مثل "طيور الظلام" و"الإرهابي" الذي أكد لي أنه تم تصويره تحت حراسة الشرطة، لأن فريق العمل كان مهددا بالقتل.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xMzQg جزيرة ام اند امز