كارثة السيول في عدن.. 14 قتيلا وسخط شعبي بالمدينة المنكوبة
سكان عدن عاشوا ساعات عصيبة جراء المنخفض الجوي الذي ضرب المدينة، وتسبب في جرف مئات السيارات، وتدمير نحو 80 منزلاً بشكل كلي وجزئي.
تحولت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن إلى مدينة منكوبة بفعل الأمطار غير المسبوقة التي هطلت، الثلاثاء، وأسفرت عن مصرع 14 شخصاً في إحصائية رسمية جديدة، إضافة إلى شلل تام في الخدمات العامة.
وعاش سكان عدن ساعات عصيبة جراء المنخفض الجوي الذي ضرب المدينة، وتسبب في جرف مئات السيارات وتدمير نحو 80 منزلاً بشكل كلي وجزئي، وفقاً لأرقام صادرة عن إدارة الشرطة ووحدة الطوارئ.
وأكدت مصادر حكومية لـ"العين الإخبارية" أن أعمال الإنقاذ المستمرة منذ صباح الأربعاء كشفت عن ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 14 شخصاً، بعد أن كانت الأرقام السابقة تشير إلى مصرع 8 فقط.
وقالت المصادر إن لجنة طوارئ مشتركة تعكف على تجهيز تقرير نهائي حول حجم الأضرار التي منيت بها العاصمة المؤقتة عدن، من أجل رفعه للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي؛ حتى يتسنى التعويض الفوري للمتضررين.
وانخرطت جهود رسمية وشعبية وعسكرية في عمليات الإغاثة المتواصلة منذ منتصف ليل الثلاثاء، وذكر سكان محليون لـ"العين الإخبارية" أن خدمة التيار الكهربائي بدأت في العودة التدريجية، عصر الأربعاء، بعد أكثر من 24 ساعة على الانقطاع.
وأفاد السكان بأن خدمات الإنترنت والاتصالات السلكية تشهد شللاً شبه تام مع خروج عدد كبير من السنترالات والمحولات الكهربائية عن الخدمة جراء تساقط الأمطار.
وعملت لجان مشتركة على فتح الشوارع الرئيسية ورفع الأحجار ومخلفات السيول، بالإضافة إلى شفط المياه وسط الأحياء السكنية، نظراً لعدم وجود مصارف خاصة بمياه الأمطار.
سخط شعبي ضد الحكومة
وأقرت الحكومة الشرعية بوجود تقصير أدى إلى حدوث الكارثة غير المسبوقة في عدن، ومساء الثلاثاء، أكد رئيس مجلس الوزراء معين عبدالملك أن حكومته ملتزمة بالتوجيهات الرئاسية بتسخير جميع الإمكانات لتجاوز المحنة ومحاسبة المقصرين، بالإضافة إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة واستمراريتها.
وهذه ليست الكارثة الأولى التي تخلفها الأمطار في عدن لكنها الأسوأ على الإطلاق وفقاً لسكان محليين، ففي 25 مارس/آذار الماضي، تسببت أمطار جارفة في طمر عشرات السيارات وتدمير البنية التحتية للشوارع وغمر المنازل، لكنها لم تسفر عن سقوط ضحايا كما حدث، الثلاثاء.
وقال ياسر محمد، وهو من سكان مديرية المعلا لـ"العين الإخبارية"، إن السلطات الحكومية ساهمت بشكل كبير في حدوث الكارثة، وذلك بتجاهل تنفيذ أي إجراءات لمواجهة مثل هذه التغيرات الجوية أو التقليل من آثارها على الناس.
وأضاف: "سيول الأمطار تستمر في الشوارع لمدة 4 أيام وتتم محاصرة الناس في منازلهم بشكل كامل، ومع ذلك لم تقم السلطة المحلية بالبحث عن حلول لتصريف المياه إلى البحر، أو عمل حواجز للسيول القادمة من الجبال المطلة على المعلا وكريتر".
وعلى الرغم من توجيه رئيس الحكومة، الثلاثاء، للجنة الطوارئ بـ"رفع تقرير عاجل بالأضرار وآليات معالجتها والتعويضات الفورية المطلوبة، إضافة إلى وضع خطة متكاملة تتضمن التعامل مع المشكلات القائمة بما فيها البناء العشوائي وتراكم المخلفات"، فإن السخط الشعبي تزايد خلال الساعات الماضية.
وأقدم محتجون، ظهر الأربعاء، على قطع الجزء المفتوح من الطريق الدائري في مدينة المعلا، تنديداً بتجاهل السلطات للكارثة، ومرور 24 ساعة دون تدخل المجلس المحلي لفتح الطرقات ورفع المخلفات، وقالوا إن السلطات لم تحرك ساكناً منذ مساء الثلاثاء.
ومع تزايد الاتهامات لها بالتقاعس، قال وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح إن السلطات الرسمية على تنسيق مستمر مع المانحين والمنظمات منذ أكثر من أسبوع للتعامل مع هذه التداعيات، بناء على التحذيرات التي أطلقها مركز التنبؤات والإنذار المبكر.
وقال "فتح"، في بيان نشرته وكالة "سبأ" الرسمية، إنه "تمت مخاطبة المحافظين والسلطات المحلية حينها بالتعامل والاستعداد لأي طوارئ وتوعية المواطنين بتوخي الحذر".
ودفع التحالف العربي بالعشرات من الآليات إلى شوارع عدن من أجل فتح الطرقات وشفط مياه الأمطار، وظهر قائد التحالف بالعاصمة المؤقتة عدن وهو يتفقد الأضرار التي خلفتها السيول ببعض المناطق.
حملة تبرعات لإغاثة المنكوبين
وقوبلت الكارثة التي عاشتها عدن بتعاطف شعبي واسع من مختلف الشرائح اليمنية، وطيلة الساعات الماضية، بدأت مبادرات مجتمعية بالإعلان عن حملة تبرعات لإغاثة المنكوبين.
وأعلنت المقاومة الوطنية، التي يتزعمها العميد طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني السابق، عن تبرعها بمبلغ 50 مليون ريال يمني (نحو 75 ألف دولار)، للتخفيف عن معاناة المتضررين في عدن، وقالت إن ذلك يأتي كنوع من رد الجميل لعدن وأهلها الذين كان لهم الفضل في احتضان البداية التأسيسية للمقاومة وحتى انطلاقتها.
كما أعلنت قبائل "يافع" إطلاق حملة إغاثة للمكنوبين بالعاصمة المؤقتة عدن، وقالت إن حجم التبرعات وصل إلى أكثر من مليون ريال سعودي.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDcuNTcg جزيرة ام اند امز