موسيقى عدن تنبعث من بين ركام الحرب.. عودة بعد طول غياب (صور)
عزز مهرجان ليالي عدن الأول الذي عاشته العاصمة اليمنية المؤقتة خلال أيام عيد الفطر، الحراك الثقافي المستمر في المدينة.
وساهم المهرجان في إحياء أنشطة العديد من الفرق الفنية والإبداعية.
إحدى تلك الفرق كانت فرقة الموسيقى والإنشاد الوطني في عدن، وهي فرقة عريقة تأسست منذ عقود، وارتبطت أغانيها التراثية بوجدان الجماهير، إلا أن عوامل عديدة حالت دون استمرارها وتسببت بتوقف نشاطها في السنوات الأخيرة.
غير أن مهرجان ليالي عدن الأول خلال العيد أحيا نشاط الفرقة بتاريخها وعراقتها، ومنحها دور البطولة في ليالي المهرجان العيدي، ما جعلها تتميز في تقديم أغان تراثية عدنية استمتع بها الجمهور الحاضر بالمهرجان الذي استعاد ذكريات الماضي وإبداعات الفرقة.
عودة فرقة الإنشاد الوطني وتألقها في المهرجان العيدي دفعا الجماهير إلى التساؤل عن أسباب غياب الفرقة طيلة السنوات الماضية، وهي تساؤلات أجاب عنها مدير فرقة الموسيقى والإنشاد، نصر دحمان، خلال تصريحاته مع "العين الإخبارية"..
أسباب التوقف
يقول دحمان إن أسباب توقف نشاط الفرق الموسيقية بشكل عام يرجع إلى الصراع السياسي في البلاد؛ مما انعكس سلبًا على كل مجالات الحياة ثقافيًا وأدبيًا.
وأضاف: "كما أن بعض التعيينات في الوزارات الإبداعية مثل الثقافة، كانت أيضا سببًا رئيسيًا في توقف نشاط الفرق الموسيقية والفن عمومًا، الذي ابتعد عن هدفه المفترض في نهوض الدور الثقافي"، بحسب دحمان.
وأشار إلى أن الفرق الإبداعية بحاجة إلى قامات فنية خبيرة، تكون جديرة في قيادة تلك الفرق وتوجيهها، لافتًا إلى أن مدير مكتب الثقافة بمحافظة عدن الموسيقار الكبير أحمد بن غودل كان إحدى هذه القيادات، التي أعادت إحياء الفرق الفنية في عدن.
استعادة الألق
وأكد مدير فرقة الإنشاد، نصر دحمان، أن الموسيقار بن غودل تاريخ لا يستهان به، مليء بالتجارب ومخزون كبير من الفنون، وهو بالفعل كما وصفه وزير الدولة محافظ عدن أحمد لملس بـ"الربان" الذي قاد سفينة الثقافة والفن بعدن.
حيث أشاد بدور بن غودل الريادي في إثراء الساحة الفنية بكل ما هو متنوع من فنون تراثية وموروث شعبي وألحان ذات قيمة فنية كبيرة ومؤلفات موسيقية غزيرة.
وأكد دحمان أن الموسيقار أحمد بن غودل هو الأجدر بقيادة كل الفرق الموسيقية والفنية بكل تنوعاتها خلال قيادته لمكتب الثقافة بعدن، وأن تجربة فرقة الإنشاد وبقية الفنانين في عدن مع بن غودل أفادتهم وأضافت إليهم الكثير، باعتباره الرجل المناسب في المكان المناسب.
دور الفرقة في المهرجان
مثلت فرقة الموسيقى والإنشاد حجر الأساس خلال مهرجان ليالي العيد الفني والثقافي في عدن، والركيزة التي قام عليها المهرجان، من خلال تقديم أغاني الزمن الجميل، بحسب وصف مدير الفرقة دحمان.
ودعا إلى الاهتمام بمثل هذه المهرجانات التي تتيح الفرصة للناس بأن تفرح وتنعم بالأمن والأمان، ويستعيدوا قيم المدنية والسلام، والاستمتاع بأصوات الموسيقى والغناء بدلًا من أصوات الرصاص والبنادق.
واعتبر دحمان أن نهوض عدن واستعادة مكانتها الثقافية والفنية والأدبية واكتشاف مواهبها يأتي من مثل هذه الفعاليات، مؤكدًا أن الأهم انتشال عدن من هذا الوضع الصعب والمتردي، عبر إبداعات أبنائها من الفنانين ممن شاركوا في هذا المهرجان العيدي، لتعزيز قيم الخير والسلام والحب في عدن.